منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، شهدت الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تصعيدًا غير مسبوق. وأفادت تقارير حقوقية وشهادات متنوعة بظروف مأساوية يعاني منها المعتقلون الفلسطينيون منذ بداية الحرب. إن الانتهاكات الموثقة خلال الحرب تأتي ضمن إطار أوسع من الانتهاكات التي كانت موجودة قبل 7 أكتوبر.

برزت حالة جديدة من الاستقطاب السياسي والشعبي عقب التحقيقات التي فتحتها الجيش الإسرائيلي بشأن تعذيب معتقلين فلسطينيين في معسكر "سدي تيمان" الإسرائيلي سيئ السمعة في صحراء النقب. وقد أفادت التقارير بتعرضه لإساءة جسدية وجنسية شديدة أدت إلى نقله للمستشفى في حالة خطيرة.

وفقًا لتال شتاينر، المدير التنفيذي للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، يحتجز الجيش المعتقلين من غزة في ثلاثة مواقع رئيسية: عناتوت، عوفر، وسدي تيمان. وكشفت تقارير صحفية عن وقائع صادمة لعمليات التعذيب وإساءة المعاملة في سدي تيمان. ووفقًا لتحقيق استمر 3 أشهر أجرته صحيفة نيويورك تايمز، تم توثيق سياسة ممنهجة لعمليات التعذيب منذ 7 أكتوبر. حيث يجلس المعتقلون مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، ويمنعون من التحدث بصوت عالٍ أو الوقوف أو النوم إلا بإذن.

تشمل وسائل التعذيب الضرب المبرح باستخدام الهراوات وأعقاب البنادق، والصعق بالكهرباء أثناء الاستجواب، والاعتداء الجنسي، والتعرض لموسيقى صاخبة لمنع النوم، وإجبار المعتقلين على ارتداء الحفاضات أثناء التحقيق. كما حرم المعتقلون من حقوقهم القانونية مثل العرض على القاضي لفترات تصل إلى 75 يومًا، ومنعهم من الوصول إلى محاميهم لمدة تصل إلى 90 يومًا.

وكشفت تقارير شبكة "سي إن إن" عن شهادات مروعة لظروف الاحتجاز في سدي تيمان، بما في ذلك الحالات التي أجبر فيها الأطباء على بتر أطراف المعتقلين بسبب الإصابات الناجمة عن التقييد المستمر بالأصفاد.

تشمل الانتهاكات أيضًا مراكز اعتقال وسجون أخرى، حيث أفادت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بوجود 9400 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، قضى منهم تحت التعذيب 53 معتقلًا، كان أبرزها في سدي تيمان. وتحت ضغط المنظمات الحقوقية، اضطر الجيش الإسرائيلي للاعتراف بقتل 36 فلسطينيًا من غزة في سدي تيمان من بين 53 معتقلًا استشهدوا جراء التعذيب منذ 7 أكتوبر، بينما تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن الرقم أعلى مما تعلنه وثائق الجيش الإسرائيلي.