أعلن عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن الأوضاع في "المنطقة الإنسانية" التي حددها الاحتلال في غزة قد تحولت إلى "جحيم".

وأشار أبو حسنة إلى أن الأوضاع الصعبة تؤثر على الجميع، لكن الفئات الأكثر تضررًا هم الأطفال الذين يمثلون 51% من سكان غزة، إلى جانب المرضى وكبار السن.

وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن نحو مليوني شخص نزحوا داخل القطاع، مضيفًا أن الاحتلال استهدف 175 مركزًا للإيواء ودمر كليًا 150 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى تدمير جزئي لـ200 ألف وحدة أخرى، وأوضح البيان أن هذه الظروف القاسية أدت إلى إصابة 1.7 مليون شخص بأمراض معدية نتيجة النزوح الجماعي.

وأكد أبو حسنة أن الوضع الميداني الحالي يعني أن حوالي 1.9 مليون فلسطيني محاصرون في مساحة لا تتجاوز 35 كيلومترًا مربعًا، وهو مشهد لم يُشهد له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. وأضاف أن الاحتلال يجبر نحو 60 ألف شخص على التواجد في كيلومتر مربع واحد فقط، مما يعرضهم لظروف إنسانية قاسية وإذلال غير مسبوق في منطقة تفتقر لأبسط مقومات الحياة والبنى التحتية.

وأشار إلى أن الاحتلال ينقل النازحين من مكان إلى آخر كما لو كانوا قطع شطرنج، في محاولة لإرهاقهم جسديًا ونفسيًا وعقليًا، مع العلم أنه لا توجد منطقة آمنة في القطاع يمكن اللجوء إليها.

وأضاف أبو حسنة أن النقص الحاد في الغذاء والمياه وتدمير البنى التحتية يفاقم من معاناة هؤلاء النازحين الذين يُجبرون على الانتقال إلى مناطق تفتقر تمامًا إلى مقومات الحياة، مما يجعلها أشبه بمقابر مفتوحة.

كما أوضح أن الاكتظاظ الشديد تسبب في انتشار أوبئة وأمراض معدية، مثل الأمراض المعوية والتهاب السحايا وأمراض الصدر، إضافة إلى التهاب الكبد الوبائي الذي لم يكن منتشرًا في غزة قبل السابع من أكتوبر الماضي، حيث تجاوز عدد الإصابات به 40 ألف حالة في الأسابيع الأخيرة.