غيتي
منذ يناير، شنت الحكومة الإسرائيلية حملة رقمية على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من خلال شراء إعلانات على محرك البحث "غوغل"، بهدف تقويض سمعة الوكالة الرئيسية في قطاع غزة.
وفقًا لتقرير نشره موقع "وايرد"، تسعى إسرائيل من خلال هذه الحملة إلى التأثير على الرأي العام وتقليل التمويل الدولي للوكالة.
اكتشفت مارا كروننفيلد، المديرة التنفيذية للأونروا في الولايات المتحدة، الحملة أثناء قيامها ببحث روتيني على غوغل باستخدام كلمة "الأونروا". تفاجأت عندما وجدت أن أول نتيجة بحثية كانت إعلانًا يبدو أنه يروج للوكالة، إلا أنه وجهها إلى موقع حكومي إسرائيلي يحتوي على اتهامات متعددة ضد الأونروا، منها اتهامها بالتواطؤ مع المقاومة في غزة. اعتبرت كروننفيلد أن هذا الإعلان جزء من حملة دعائية إسرائيلية منسقة تستهدف التأثير على المتبرعين المحتملين للوكالة في الولايات المتحدة.
تصاعدت اتهامات إسرائيل ضد الأونروا بشكل ملحوظ بعد الحرب على غزة، إذ بدأت تصف الوكالة بأنها كيان خطير يستوجب إيقاف الدعم الدولي له. ومن خلال شراء إعلانات غوغل تتضمن كلمات بحث مثل "الأونروا" و"الأونروا في الولايات المتحدة"، سعت الحكومة الإسرائيلية لتوجيه المتبرعين إلى مواقع تحتوي على ادعاءات تشكك في حيادية وفعالية الأونروا.
أثرت الحملة الإسرائيلية بشكل واضح على جهود الأونروا لجمع التبرعات في الولايات المتحدة. فوفقًا لبيانات الوكالة، ظهرت الإعلانات الإسرائيلية المضللة بنسبة 44% من الوقت في نتائج بحث غوغل بين مايو ويوليو 2024، مقارنة بـ34% لإعلانات الأونروا. هذا التفاوت أجبر الوكالة على إنفاق مبالغ كبيرة من الأموال والوقت لمحاولة التفوق على الإعلانات الإسرائيلية.
طلبت كروننفيلد مساعدة غوغل لمواجهة هذه الحملة، ولكن رد الشركة كشف عن العلاقة المعقدة التي تربطها بعملائها، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية. وكشف موظفون سابقون وحاليون في غوغل أن الحملة على الأونروا كانت جزءًا من سلسلة أوسع من الإعلانات الحكومية الإسرائيلية التي أثارت انتقادات داخلية وخارجية.