مخيم الرشيدية (موسوعة المخيمات الفلسطينية)
تتواصل أوامر التهجير الصادرة عن قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، مما يساهم في استمرار حالة اللجوء وعدم الاستقرار حتى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة. كان مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان من بين 24 بلدة وقرية طالتها تهديدات الاحتلال، الذي طالب سكانها بإخلائها تمهيدًا لقصفها، في سيناريو مشابه للعمليات العسكرية المتكررة في قطاع غزة.
تلقى سكان المخيم، الذي يضم نحو 25 ألف لاجئ فلسطيني، أوامر الإخلاء القسري بصدمة كبيرة، حيث يواجه معظم السكان ظروفًا اقتصادية صعبة، مما يعقد عملية النزوح ويجعلها شديدة الصعوبة، خاصة مع انعدام وسائل النقل والمأوى.
وصرح إبراهيم أبو الدهب، مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم، بأن نحو 15 ألف شخص لا يزالون عالقين داخل المخيم بسبب نقص الإمكانيات والمراكز المخصصة لإيوائهم، في حين تمتلئ الملاجئ المتاحة بشكل كامل. وأشار إلى حالة الذعر التي يعيشها الأهالي، خشية تكرار سيناريو قصف المناطق السكنية كما حدث في ضاحية بيروت الجنوبية.
يعتمد السكان بشكل كبير على إمكانياتهم الذاتية للنزوح، مع غياب دعم المؤسسات الدولية مثل "الأونروا"، التي لم توفر الموارد المطلوبة لنقل اللاجئين. كما أشار إلى أن ارتفاع تكاليف النقل وإيجارات المنازل، التي تراوحت بين 700 و1000 دولار، جعل من عملية النزوح شبه مستحيلة، في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية نتيجة توقف الأعمال خلال الحرب.
جاءت تهديدات مخيم الرشيدية ضمن سلسلة من التهديدات طالت عدة بلدات وقرى في جنوب لبنان، مع تصاعد التوتر العسكري واحتمال تنفيذ عمليات عسكرية إسرائيلية في المنطقة.