حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية من تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية شمال قطاع غزة، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة التي أوقفت خدمات الدفاع المدني والإسعاف ومنعت إدخال المواد الغذائية والمياه والأدوية الضرورية.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي المكثف على مناطق شمال غزة لليوم الخامس والعشرين على التوالي، خاصةً مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، مما وصفه مراقبون بعملية "إبادة جماعية" تجري أمام مرأى العالم.

ووصفت ستيفاني إيلر، نائبة رئيس بعثة الصليب الأحمر في غزة، الوضع شمال القطاع بأنه "مأساوي للغاية"، مشددةً على ضرورة توفير ممر آمن للمدنيين الراغبين في مغادرة المناطق المستهدفة. 

وأكدت في بيان أصدرته السبت أن أوامر الإخلاء المستمرة والقيود المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية تضع المدنيين في ظروف صعبة للغاية، بينما يؤدي طلب الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات إلى تدهور حاد في الخدمات الطبية المتاحة.

ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوضع في شمال غزة بأنه "كارثي"، موضحًا أن نقص الإمدادات الطبية الحاد وتقييد وصولها يترك المدنيين دون العلاجات الحيوية التي يحتاجونها. 

وأشار غيبريسوس إلى الهجوم على مستشفى كمال عدوان، وهو آخر مستشفى عامل في شمال غزة، حيث اعتقل الاحتلال 44 من الطاقم الطبي، مما ترك مستشفى مكتظاً بنحو 200 مريض تحت إشراف طبيب واحد، ومدير المستشفى، وموظفة وحيدة.

وأكد غيبريسوس أن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية في غزة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.

وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عن فقدان أحد جراحيها، محمد عبيد، الذي كان يعمل في مستشفى بقطاع غزة، وأعربت عن قلقها الشديد على سلامته، مطالبةً بحماية الفرق الطبية العاملة في المنطقة.