أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز التدريب المجتمعي لإدارة الأزمات، بدعم من تحالف "أطفال الحرب"، أن النزوح المستمر والقصف المتواصل لأكثر من عام ترك أطفال غزة الأكثر ضعفًا يعانون من أزمات نفسية حادة، بينما تواجه عائلاتهم ضغوطًا تهدد بانهيارها.

نشرت صحيفة غارديان البريطانية دراسة اعتمدت على مقابلات مع 504 أسر تضم أطفالًا يعانون من إعاقات، إصابات، أو انفصال عن عائلاتهم، حيث أظهرت نتائجها صورة مروعة عن الصحة النفسية للأطفال في غزة. 

بينت الدراسة أن الغالبية العظمى من الأطفال يعيشون في حالة من الخوف الدائم، مع شعورهم بأن الموت وشيك، ورفضهم تقبل الواقع المحيط. كما يعاني الكثير منهم من كوابيس متكررة وحالة من الخوف الشديد، بينما يتجنبون الحديث عن الأحداث الصادمة التي مروا بها. 

إلى جانب ذلك، أظهرت الدراسة تصاعد السلوك العدواني لدى نسبة كبيرة من الأطفال، في حين أعرب عدد غير قليل منهم عن أمنيات بالموت كوسيلة للهروب من المعاناة المستمرة.

أوضحت الدراسة أن 88% من العائلات تعرضت للنزوح مرارًا، بينما اضطرت 21% من الأسر للانتقال أكثر من 6 مرات. وتعتمد معظم الأسر على دخل يومي لا يتجاوز 4.19 دولارات، في ظل بطالة تطال 80% من أرباب الأسر. كما يدير نحو 24% من هذه الأسر أطفال تقل أعمارهم عن 16 عامًا.

وصفت هيلين باتينسون، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أطفال الحرب" في المملكة المتحدة، نتائج التقرير بأنها "دليل على أن غزة واحدة من أخطر الأماكن للأطفال في العالم". وأوضحت أن الدمار النفسي الناتج عن الحرب يهدد بخلق صدمة متعددة الأجيال، ما لم يتحرك المجتمع الدولي فورًا.