(قدس برس/أرشيفية)
عاش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الجليل بمدينة بعلبك واقعًا قاسيًا خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر 66 يومًاً، وسط غياب شبه كامل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مما فاقم من أزماتهم المعيشية والإنسانية.
وبحسب المجموعة 194، اقتصرت خدمات "الأونروا" على توفير المياه والنظافة ورعاية صحية محدودة، بينما غابت المساعدات الغذائية والتعليمية بشكل كامل.
قال خالد عثمان، أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في البقاع، لمصادر محلية إن سكان المخيم تحملوا معاناة شديدة نتيجة غياب المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن "الأونروا" لم تقدم أي دعم يُذكر، حتى في مراكز النزوح التي كانت تعتمد على جهود الجمعيات والمنظمات الدولية.
وأوضح عثمان أن سكان المخيم طالبوا مرارًا بتوفير الدعم الغذائي وخدمات التدفئة في ظل ارتفاع البطالة والأوضاع الاقتصادية المتردية، لافتًا إلى أن المخيم يعاني من عزلة جغرافية تفتقر إلى الفرص الاقتصادية.
شهدت العيادات الصحية التابعة لـ"الأونروا" نقصًا حادًا في الأدوية، رغم وعود بوضع خطة تموينية لثلاثة أشهر. وقال عثمان أن المرضى فوجئوا بعدم توفر أدويتهم الشهرية. أما في الجانب الغذائي، فقد تم توقيع عقود متأخرة لتوزيع الخبز وتوفير الطحين، إلا أن هذه الجهود جاءت متأخرة وغير كافية.
تعرضت مدرسة القسطل الابتدائية لأضرار كبيرة جراء العدوان، مما أدى إلى تعليق الدراسة. وأكد عثمان أن خطة إصلاح المدرسة قيد التنفيذ، بهدف استئناف التعليم وتجنب ترك الأطفال بلا دراسة.
وأوضح مدير مخيم الجليل، ياسر الحاج، أن إغلاق العيادة لمدة يومين جاء بسبب الإنذارات الأمنية. وأكد أنه بالتنسيق مع مدير منطقة "الأونروا"، تم نقل طبيبة لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية.
يبقى سكان مخيم الجليل في مواجهة أسئلة حول إحجام "الأونروا" عن تقديم المساعدات الحيوية. وفي وقت يقترب فيه فصل الشتاء، يتطلع الأهالي إلى استجابة جادة من الوكالة لتلبية احتياجاتهم الأساسية وضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة.