لم يسلم القطاع الصحي من الاستهداف المباشر على مدى أكثر من 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى جانب تأثير الحصار المشدد الذي فاقم معاناة الفلسطينيين وزاد من الأعباء على النظام الصحي المتهالك.

استهدفت إسرائيل الكوادر الطبية بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير منهم واعتقال آخرين، الأمر الذي تسبب في نقص حاد بالطواقم الطبية داخل القطاع. كما منعت القيود الإسرائيلية دخول الفرق الطبية الدولية، ما جعل النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، دمرت قوات الاحتلال 34 مستشفى من أصل 38، بما فيها مستشفيات حكومية وأهلية، ولم يبقَ سوى 4 مستشفيات تعمل جزئيًا رغم تعرضها لأضرار كبيرة، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وفقًا لإحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

خرجت 80 مركزًا صحيًا عن الخدمة بشكل كامل، وتم تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى. كما تعرضت سيارات الإسعاف للاستهداف المباشر، حيث دُمرت 136 سيارة، ما أدى إلى شلل كبير في قدرة الطواقم الطبية على الاستجابة للطوارئ.

وثق المكتب الإعلامي الحكومي استشهاد 331 من العاملين في القطاع الصحي، بينهم ثلاثة تم إعدامهم داخل السجون الإسرائيلية.

من جانبه، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن إعادة بناء النظام الصحي في غزة ستكون مهمة معقدة وصعبة بعد العدوان المدمر. وقدرت المنظمة الحاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة إعمار القطاع الصحي الذي تعرض لتدمير هائل.