حذّر ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، ريك بيبركورن، من أن الاحتياجات الصحية في قطاع غزة لا تزال هائلة، مشددًا على ضرورة تسريع عمليات الإجلاء الطبي للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة خارج القطاع.

وأوضح بيبركورن أن النظام الصحي في غزة يواجه أزمة غير مسبوقة، حيث يعمل 18 مستشفى فقط من أصل 36، ومعظمها يعمل جزئيًا. كما أن حوالي ثلث مراكز الرعاية الصحية الأولية فقط ، نحو55 من أصل 143 مركزًا، لا تزال تقدم خدمات محدودة.

وأشار إلى أن عدد الأسرّة المتاحة في المستشفيات تقلّص إلى 1900 سرير، مقارنة بأكثر من 3500 سرير قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية. 

لا تزال عمليات الإجلاء الطبي بطيئة للغاية، حيث لم يُسمح سوى لـ 480 مريضًا بمغادرة القطاع عبر معبر رفح منذ مايو الماضي، بينما تشير تقديرات المنظمة إلى أن ما بين 12 و14 ألف مريض بحاجة ماسة إلى الخروج لتلقي العلاج.

وأوضح بيبركورن أن مستشفى العودة هو الوحيد الذي لا يزال يعمل جزئيًا في منطقة شمال غزة، فيما دُمّر مستشفى كمال عدوان بالكامل، وأصبح المستشفى الإندونيسي خارج الخدمة.

كما لفت إلى أن النظام الصحي النفسي في القطاع تعرّض لشلل تام، حيث توقفت جميع المرافق المتخصصة عن العمل، بما في ذلك مستشفى الأمراض النفسية وأكثر من ستة مراكز مجتمعية للصحة العقلية، إلى جانب تدمير الشبكة الواسعة للمنظمات غير الحكومية التي كانت توفر الدعم النفسي والاجتماعي.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد حذّر في وقت سابق من أن إعادة بناء النظام الصحي في غزة ستكون "مهمة معقدة وصعبة"، في ظل الدمار الهائل والتحديات التشغيلية والقيود المفروضة على وصول المساعدات.

وتقدّر المنظمة أن تكلفة إعادة بناء النظام الصحي في القطاع ستتجاوز 10 مليارات دولار.