وصفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أوامر الإخلاء التي تصدرها إسرائيل في قطاع غزة بأنها "قرارات تهجير"، محذّرة من أن تلك الأوامر تهدف إلى إفراغ مناطق كاملة من سكانها المدنيين لإنشاء "منطقة عازلة".

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامدساني، خلال مؤتمر صحفي عقدته في جنيف، إن أوامر الإخلاء أجبرت عشرات الآلاف من الفلسطينيين على التكدس في مناطق ضيقة، أبرزها مدينة رفح، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية وخدمات الرعاية الأساسية.

وأضافت أن طبيعة هذه الأوامر ونطاقها الواسع تثير مخاوف جدية من أن إسرائيل تسعى إلى إجلاء المدنيين بشكل دائم، ما يشكّل تهجيرًا قسريًا وانتهاكًا جسيمًا لاتفاقية جنيف الرابعة، وقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

وشدّدت شامدساني على أن النازحين في غزة يُجبرون على الانتقال المتكرر نحو أماكن تتقلص يومًا بعد يوم، في ظل شبه انعدام للقدرة على الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة، معتبرة أن ما يجري يهدد الوجود الفلسطيني في القطاع.

وأشارت إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا محاصرين في رفح، دون إمكانية للخروج أو تلقي أي مساعدات، في وقت تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية المكثفة.

ووفقًا لتقارير المفوضية، شنّت الطائرات الإسرائيلية منذ منتصف مارس وحتى التاسع من أبريل الجاري 224 غارة، أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، غالبيتهم من النساء والأطفال.