(غيتي/أرشيفية)
مع اقتراب عيد الأضحى، يغيب مشهد الأضاحي عن شوارع غزة التي أنهكتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، في ظل الارتفاع الحاد في أسعار المواشي، وانعدام توفرها، بعدما دمّرت الحرب غالبية المزارع.
في شمال غزة، تحوّلت مزرعة كانت في السابق تمتد على مساحة 8 آلاف متر مربع وتضم مئات الأبقار والأغنام والجمال إلى مشروع صغير على سطح شقة لا تتجاوز مساحتها 100 متر مربع، في منطقة تُصنّفها إسرائيل "منطقة قتال حمراء" وتطالب سكانها بالنزوح جنوبًا.
ونقلت الجزيرة نت عن مربو الماشية في غزة أن السوق المحلية فقدت معظم أنواع المواشي، ولم يتبق سوى الخراف والماعز التي يحتفظ بها بعض السكان البدو، ويضطر المربّون إلى شرائها بأسعار باهظة لتلبية حاجات الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
قفز سعر الخروف متوسط الحجم من 300 دولار قبل الحرب إلى أكثر من 5000 دولار، فيما وصل سعر الكيلوغرام الحي إلى 320 شيكلًا، رغم أن السلالات المتوفرة حاليًا متوسطة أو ضعيفة الجودة.
التحديات لا تقتصر على ندرة المواشي وارتفاع أسعارها، بل تمتد أيضاً إلى توفير الأعلاف، بعد أن منعت إسرائيل إدخالها منذ بداية الحرب
وتتنقّل المواشي مع أصحابها من منطقة إلى أخرى في محاولة لحمايتها من القصف، كما تُعامل كأفراد العائلة، فهي كل ما تبقى لهم من مصادر رزق وأمل.
وأشارت المصادر الرسمية إلى أن الاحتلال يواصل منع إدخال المواشي والأعلاف، مما أدى إلى شلل شبه كامل في قطاع الثروة الحيوانية، ودمار شامل في البنية التحتية للمزارع.