تعيش محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، أزمة إنسانية متفاقمة جراء توقف خدمات البلدية، بفعل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة. هذا الانقطاع يهدد حياة مئات الآلاف من السكان والنازحين الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه الخدمات.

كانت المياه تُضخ مرتين أسبوعيًا إلى الأحياء والمراكز والمخيمات التي لم تطلها أوامر الإخلاء، لكن هذه الإمدادات توقفت تمامًا، مما فاقم معاناة السكان الذين يكافحون لتأمين الحد الأدنى من مياه الشرب والنظافة.

يأتي ذلك في وقت تتكدس فيه غالبية النازحين في منطقة المواصي، التي تفتقر للبنية التحتية والخدمات الأساسية، وسط تحذيرات من كارثة بيئية وصحية وشيكة بفعل انتشار النفايات، وتوقف ضخ المياه، وغياب الصرف الصحي.

وبحسب لجنة الطوارئ في بلدية خان يونس، فإن الأزمة تضرب ما لا يقل عن 425 ألف مواطن داخل المدينة والمناطق التابعة لها، إلى جانب أكثر من 280 ألف نازح من رفح ومناطق أخرى. وتشير التقديرات إلى أن نسبة الدمار في البنية التحتية تجاوزت 80%.

تتحدث جهات محلية عن تكدّس نحو 250 ألف طن من النفايات في مكبات مؤقتة، في ظل استحالة ترحيلها، مما يزيد من خطر تفشي الأوبئة.

وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود نحو 890 مخيمًا للنازحين في أنحاء المحافظة، تضم ما يزيد عن 78 ألف خيمة، غالبيتها في منطقة المواصي. ويعيش سكان هذه المخيمات بلا ماء أو كهرباء أو صرف صحي.