(مواقع التواصل الاجتماعي)
في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرًا، لم تعد الأزمة مقتصرة على الدمار والقتل والنزوح، بل امتدت لتشمل أزمة المقابر. فمع تزايد أعداد الشهداء بشكل يومي، بات العثور على قبر لدفن الضحايا مهمة شاقة تفوق قدرة معظم العائلات.
يشير تقرير الجزيرة نت إلى أن تجهيز القبر الواحد بات يتطلب ما بين 700 إلى 1000 شيكل (ما يعادل 200 إلى 300 دولار)، وهي تكلفة تفوق قدرة شريحة واسعة من سكان القطاع المحاصر، خصوصًا في ظل شح مواد البناء ومنع إدخال الأكفان.
في مدينة خان يونس جنوب القطاع، تصدّرت الأزمة المشهد مع الإعلان عن نفاد القبور، بعد أن شهدت المدينة العدد الأكبر من المجازر، لا سيما تلك التي استهدفت المدنيين خلال بحثهم عن المساعدات قرب المراكز الدولية.
وفي مشهد صادم، باتت جثامين الشهداء تُترك لساعات تحت الشمس في انتظار دورها للدفن، وسط عجز العائلات عن توفير قبر أو تأمين تكاليفه. كما اضطر البعض إلى استخدام أبواب خشبية أو ألواح معدنية لإغلاق القبور، في ظل نفاد الحجارة والبلاط والأسمنت.
المقابر التي كانت تتسع لعشرات القبور فقط قبل الحرب، باتت تضم آلاف الجثامين، في وقت تؤكد فيه الجهات المعنية أن أكثر من 40 مقبرة دُمرت بفعل الحرب.
تحوّلت الساحات والمنازل والمدارس والمستشفيات إلى مواقع دفن مؤقت، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
وبحسب الجهات المشرفة على مرافق تجهيز الموتى، فقد ارتفعت أعداد الجثامين التي تصل إليهم لأكثر من مئة ضعف المعدلات الطبيعية.