(غيتي)
قوبلت خطة الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على قطاع غزة بردود فعل دولية غاضبة، وسط تحذيرات من أن تنفيذها سيؤدي إلى مزيد من الكارثة الإنسانية وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، فجر الجمعة، على مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسيطرة على مدينة غزة، في إطار خطة أوسع تهدف إلى احتلال كامل القطاع، وفق ما أعلنت هيئة البث العبرية الرسمية.
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى وقف فوري للخطة، مؤكدًا أنها تتعارض مع قرار محكمة العدل الدولية الذي يلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والسعي إلى حل الدولتين.
من جانبها، نددت تركيا بالخطة الإسرائيلية، ووصفتها وزارة خارجيتها بأنها استمرار لسياسة الإبادة الجماعية واحتلال الأراضي الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بمنع تنفيذ الخطة التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم.
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قرار إسرائيل بتصعيد هجومها على غزة بـ"الخطأ". وأكد ستارمر في بيان رسمي أن ما تحتاجه المنطقة هو وقف فوري لإطلاق النار، وزيادة المساعدات الإنسانية.
وكان ستارمر قد أعلن في وقت سابق نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، في حال لم توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة.
كما عبر رئيس وزراء اسكتلندا جون سويني عن رفضه القاطع للخطة، مؤكدًا أنها تصعّد الصراع وتفاقم معاناة الفلسطينيين، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقفها.
وفي بكين، أبدت وزارة الخارجية الصينية "قلقها العميق" إزاء التحرك الإسرائيلي، مؤكدة أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وأن الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة هو التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
أما وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانغ، فقد حذرت من أن المضي في هذه الخطة سيزيد الكارثة الإنسانية، معتبرة أن التهجير القسري انتهاك صارخ للقانون الدولي.
في مدريد، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن خطة الاحتلال لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة، مشددًا على أهمية وقف إطلاق النار العاجل والسماح بدخول المساعدات.
وفي بروكسل، استدعى وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفوت السفيرة الإسرائيلية للتعبير عن رفض بلاده القاطع للقرار، بينما حذرت وزيرة الخارجية السويدية ماريا ستينرغارد من أن أي محاولة لضم غزة تعد انتهاكًا للقانون الدولي.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب أن الخطة الإسرائيلية خاطئة، مضيفًا أن الوضع الإنساني في غزة كارثي.
أما وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، فقال إن السيطرة الكاملة على غزة ستكون خرقًا غير مقبول للقانون الدولي.
وفق وسائل إعلام إسرائيلية، تنص الخطة على تحرك الجيش نحو مناطق لم يدخلها مسبقًا، مع دفع سكان مدينة غزة إلى الجنوب وتطويق المدينة تمهيدًا لعمليات اقتحام موسعة في التجمعات السكنية.