بلغت الأزمة الصحية والإنسانية مستويات غير مسبوقة في غزة، وسط تحذيرات من ارتفاع صادم في أعداد الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، في حديثه للجزيرة، إن ما يتوفر حاليًا من احتياجات القطاع الصحي لا يتجاوز 1% من المطلوب، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الطبية، وتفاقم أزمة الغذاء التي دخلت مرحلتها الخامسة، حيث أصبح الغذاء والرعاية الصحية شبه معدومين لغالبية السكان.

وأوضح أن وزارة الصحة سجلت في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 11 حالة وفاة بسبب التجويع، بينهم أطفال ونساء ورجال في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، مشيرًا إلى أن سوء التغذية يحصد الأرواح ليس فقط بشكل مباشر، بل عبر التسبب في موجات من الأمراض المعدية، في ظل غياب القدرة على العلاج أو الحد من انتشار الأوبئة.

وأضاف أن الأطفال هم الفئة الأكثر هشاشة، إذ يعاني 17 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، بينهم 2500 بحاجة عاجلة إلى العلاج داخل المستشفيات، بينما توفي 98 طفلًا من أصل 212 حالة وفاة بسبب الجوع منذ بدء الحرب. كما تشمل الفئات الأكثر عرضة للوفاة مرضى السكري والكلى والأورام، إضافة إلى النساء الحوامل وكبار السن.

وأشار أبو سلمية إلى أن غياب المكملات الغذائية والفيتامينات والأملاح والمحاليل الطبية يجعل إنقاذ الأرواح أمرًا بالغ الصعوبة.