كشفت شهادات جديدة لمعتقلين فلسطينيين أُفرج عنهم مؤخرًا، عن ممارسات ممنهجة من التعذيب الجنسي والانتهاكات الجسدية والنفسية في السجون والمعسكرات الإسرائيلية، خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.

وفي تقرير حديث، وثّق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان واحدة من أبشع الجرائم المرتكبة بحق الكرامة الإنسانية في العصر الحديث، مستندًا إلى إفادات مباشرة من معتقلين ومعتقلات تعرضوا لاعتداءات جنسية وتصوير قسري وإذلال متواصل.

من بين الشهادات، برزت رواية لأسيرة فلسطينية تبلغ من العمر 42 عامًا. وقالت الأسيرة إنها تعرضت للاغتصاب الجماعي أكثر من مرة داخل المعتقل، إضافة إلى التعرية القسرية والاعتداء الجسدي والصعق الكهربائي، مؤكدة أن ما مرت به كان "أسوأ من الموت". وأوضحت أنها خضعت للتصوير القسري خلال الاعتداءات، وتُركت فترات طويلة دون ملابس، مقيدة وتحت التهديد المستمر.

وفي شهادة أخرى، روى الأسير الفلسطيني (أ.أ)، 35 عامًا، وهو أب لعدة أطفال، تفاصيل اعتقاله من داخل مستشفى الشفاء في غزة في مارس 2024، مشيرًا إلى تعرضه للتعرية القسرية والضرب والتهديد بالاعتداء الجنسي، خلال احتجازه في معتقل "سدي تيمان" العسكري.

كما تحدث الأسير (ت.ق)، 41 عامًا، عن تعرضه لاغتصاب باستخدام عصا خشبية خلال التحقيق، ما أدى إلى إصابته بنزيف داخلي قبل أن يُعاد تقييده ونقله إلى غرفة احتجاز أخرى.

ووثّق المركز أيضاً شهادة الشاب (م.أ)، 18 عامًا، الذي أعادت قوات الاحتلال اعتقاله قرب أحد مراكز توزيع المساعدات في غزة. وقال إنه تعرض لاعتداء جنسي باستخدام زجاجة.

وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن ما ورد في هذه الشهادات لا يمثل حوادث فردية، بل يندرج ضمن سياسة منظمة تستهدف كسر كرامة المعتقلين الفلسطينيين ومحو هويتهم الإنسانية، في ظل غياب أي رقابة دولية على السجون والمعسكرات الإسرائيلية.