مراقبون: تلاعب الأمم المتحدة بأعداد اللاجئين يثير الشكوك في توقيت حساس

مراقبون: تلاعب الأمم المتحدة بأعداد اللاجئين يثير الشكوك في توقيت حساس

من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة-صورة أرشيفية

يرى مراقبون لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، أن حديث رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تيجاني محمد بندي، بأن 43% فقط من أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون يثير الريبة والشك، حول إنكاره 18% من اللاجئين الفلسطينيين في باقي دول العالم.

ويأتي حديث بندي في ظل هجمة قوية تُمارس ضد اللاجئين الفلسطينيين من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومحاولاته تصفية قضيتهم عبر ما يسمى "صفقة القرن"، بحسب المراقبين.

وقال بندي خلال حديثه بمناسبة احتفال الأمم المتحدة السنوي باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نهاية الشهر الماضي: "ظروف الفلسطينيين الإنسانية معقدة؛ لأن 43% من أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون"، دون الإشارة إلى الرقم الحقيقي للفلسطينيين.

وتعد قضية اللاجئين الفلسطينيين في كل دول الشتات أحد أبرز الثوابت الفلسطينية التي يرفض الفلسطينيون التنازل عن حقهم فيها، أو المساس بها، خاصة مع المحاولات الأمريكية الأخيرة للتخلص منها وإنهائها.

أبعاد سياسية

رئيس الهيئة "302" للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي، يؤكد أن في حالة تعمد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة روايته بأن 43% فقط من أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون، فهو يتماشى مع الرؤية الأمريكية الإسرائيلية الهادفة لإلغاء صفة اللاجئ عن عدد كبير من الشعب المحتل.

وقال هويدي في حديث لصحيفة "فلسطين" الصادرة من غزة، إن هذه النسبة غير الصحيحة المذكورة عن عدد اللاجئين الفلسطينيين وقصد إصدارها بهذا التوقيت، له أبعاد سياسية مقصودة، وتأتي متوافقة مع "صفقة القرن" الأمريكية التي من أهدافها تصفية حق العودة للفلسطينيين.

وأضاف "لدينا شكوك حول الجهة التي زودت رئيس الجمعية العامة بالنسب غير الدقيقة عن اللاجئين الفلسطينيين التي تم عرضها في احتفال الأمم المتحدة السنوي باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ لم يتم تقديم تفسير حول المعلومات المقدمة، وهو ما يزيد الشكوك بوجود أمر ما".

وبين أن النسبة التي ذكرها بندي، يقصد فيها المسجلين لدى "الأونروا" فقط، فيما يتجاهل 8 مليون آخرين حول العالم.

وأوضح أن أراضي عام 1948، يوجد فيها نصف مليون لاجئ، وعدد آخر في مصر والعراق وهم غير مسجلين في سجلات "الأونروا"، وآخرون من فاقدي الأوراق الثبوتية تم تجاهلهم من قبل رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

دلالات خطيرة

كما أكد المختص في شؤون اللاجئين من غزة، عصام عدوان، أن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حين ذكر نسبة اللاجئين الفلسطينيين دون ذكر الرقم الإجمالي لعدد الفلسطينيين، فهو يهدف إلى التلاعب بالأرقام.

واعتبر عدوان لـ"فلسطين"، أن حديث رئيس الجمعية العامة إن كان مقصوداً فله دلالات خطيرة، أبرزها المس في عمل "الأونروا" الأساسي، والقول بأن اللاجئين أقلية.

وأوضح أن العدد الإجمالي للفلسطينيين في الداخل والخارج وصل إلى 15 مليون، منهم 10.5 مليون لاجئون، أي أكثر من 60% من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لاجئون، وفق دراسات موثقة.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة لا تعرف من هو اللاجئ الفلسطيني بالتحديد، في حين تزعم إسرائيل والأمم المتحدة، أن اللاجئين هم الذين خرجوا من أراضيهم عام 1948 فقط.

رابط مختصر : http://bit.ly/38bpqTF