دمّر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 85% من مساحة مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة خلال ما أطلق عليه عملية "عربات جدعون"، التي بدأت في مايو الماضي واستمرت حتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر.

وفي 19 مايو، شهدت خانيونس أكبر موجات الإخلاء، مع تصاعد القصف على أحيائها كافة، شمالًا وشرقًا ووسطًا وجنوبًا، وصولًا إلى المناطق الغربية، ما أدى إلى حشر نحو نصف مليون فلسطيني من سكان المدينة في منطقة المواصي.

شكّل اشتداد القصف وتوسيع العمليات البرية انطلاقًا من بلدة القرارة إعلانًا فعليًا لبدء عملية "عربات جدعون". وبعد يومين فقط، وجّه الجيش الإسرائيلي إنذارًا بإخلاء البلدة، التي كانت قد أُفرغت عمليًا من سكانها بفعل القتل والترويع، لتبدأ محمد وأسرته رحلة نزوح جديدة.

واستمرت العملية العسكرية برًا وجوًا حتى أكتوبر، مخلفة دمارًا واسعًا، إذ تشير التقديرات إلى تدمير 85% من مساحة أكبر محافظات القطاع، وأكثر من 80% من البنية التحتية وشبكات الطرق.

ومع توقف العدوان، تحولت خانيونس، كسائر محافظات قطاع غزة، إلى مساحات شاسعة من الركام، فيما بقي سكانها نازحين داخل مدينتهم، في ظل سيطرة الاحتلال على أكثر من نصف مساحتها، دون أي تحسن يُذكر في واقعهم الإنساني.