(صورة أرشيفية)
تشهد أوضاع الأطفال في مخيمات اللجوء الفلسطيني في سوريا تدهورًا ملحوظًا نتيجة أزمات اقتصادية واجتماعية متراكمة أثرت بشكل مباشر على التعليم والحماية الاجتماعية وسبل العيش.
وأفادت المجموعة 194، استنادًا إلى بيانات منسوبة لعام 2025، بأن نحو 90% من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر المدقع، فيما تعاني 92% من العائلات من انعدام الأمن الغذائي، الأمر الذي أسهم في ارتفاع معدلات عمالة الأطفال والتسرب المدرسي في معظم المخيمات.
وتشير معطيات ميدانية إلى أن عمالة الأطفال لم تعد حالة استثنائية، بل أصبحت مصدر دخل تلجأ إليه أسر كثيرة لتأمين الاحتياجات الأساسية، الأمر الذي أسهم في انتقال أعداد متزايدة من الأطفال من المدارس إلى سوق العمل.
ففي مخيم النيرب بحلب، يعمل الأطفال في ورشات الرخام ونحت الصخر وصناعة البلاستيك، مع تسرب مدرسي يتراوح بين 35 و40%. وفي مخيم جرمانا بريف دمشق، تنتشر أعمال مسح الزجاج والبيع المتجول وجمع الخردة، مع تسرب مدرسي بين 25 و30%. أما مخيم سبينة، فيسجل تسربًا يقارب 45% نتيجة انخراط الأطفال في أعمال الميكانيك والنجارة والعتالة.
كما تشهد مخيمات السيدة زينب والحسينية عمالة في الزراعة الموسمية وعتالة الأسواق، بمعدل تسرب يقارب 30%. وفي مخيم اليرموك المدمر، تتفاقم التحديات مع سوء التغذية وجمع المعادن من الأنقاض، ليصل التسرب المدرسي إلى نحو 80%. ويرجع مختصون هذه الأوضاع إلى تراجع مصادر الدخل، وضعف الحماية الاجتماعية، وارتفاع تكاليف التعليم.