مؤتمر في برلين يتمسك بالأونروا ويرفض محاولات شطب حق العودة

مؤتمر في برلين يتمسك بالأونروا ويرفض محاولات شطب حق العودة

جانب من أعمال المؤتمر في برلين

انطلقت في العاصمة الألمانية برلين، صباح السبت، مؤتمر "فلسطينيو أوروبا والأونروا.. الماضي والحاضر والمستقبل"، وذلك في الذكرى السبعين لتأسيس الوكالة.

ويهدف المؤتمر، الذي تنظمه كل من مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني في لندن، وهيئة المؤسسات الفلسطينية والعربية في برلين، والتجمع الفلسطيني في ألمانيا، إلى دعم أعمال "الأونروا" وأسباب وجودها الملحة، التي دعت الى تأسيسها منذ بداية النكبة الفلسطينية.

ويتخلل المؤتمر ثلاث ندوات متتالية يشارك فيها 12 بروفيسورا وباحثا ومحاميا وأكاديميا، من 12 دولة أوروبية، إضافة إلى أكاديميين فلسطينيين وعرب، وتناقش الندوات الأبعاد السياسية والقانونية والإنسانية لتجربة "الأونروا" في الماضي وواقعها الحاضر وتستشرف آفاق عملها في المستقبل.

مؤتمر نوعي

وفي كلمة له خلال انطلاق فعاليات المؤتمر، وصف رئيس تجمع الشباب الفلسطيني في أوروبا وعضو مجلس إدارة المؤتمر، عبيدة المدلل، المؤتمر بالنوعي من حيث زمان ومكان انعقاده والمؤسسات المشاركة فيه.

وذكر المدلل، أن المؤتمر يناقش عنوانًا عريضًا ومهمًا من عناوين شعبنا وشاهدًا من شواهد نكبته الممتدة منذ العام 1948.

وأضاف أن انعقاد المؤتمر يأتي عقب ما وصفه بـ"انتصار فلسطيني" من خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف نوفمبر لصالح تجديد تفويض الأونروا لثلاث سنوات قادمة، رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لتقليص دور الوكالة.

من جانبه، تطرق الكاتب الفلسطيني القادم من قطاع غزة، أحمد أبو رتيمة، إلى أوضاع السكان في القطاع الساحلي الذي يتواجد به أكثر من مليون لاجئ، قال إنهم يحلمون بالعودة إلى أراضيهم التي هجروا منها في العام 1948.

وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قتلهم أكثر من مرة، الأولى حينما طردهم من أراضيهم عام 48، والثانية عندما ارتكب العديد من المجازر بحقهم، ثم فرض حصارًا غير إنساني ولا أخلاقي ولا قانوني عليهم في عام 2007.

وتابع أن هذا الحصار أدى إلى أن يصبح قطاع غزة غير صالح للحياة بحدود عام 2020، لافتًا إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية بسبب تعمد الاحتلال الممنهج تدمير المنشآت الاقتصادية وتقييد الحركة التجارية من وإلى القطاع.

ونوه أبو رتيمة إلى أنه أمام ذلك لم يكن للفلسطينيين في غزة من خيارات سوى أن يطرقوا الخزان ليسمعوا صوتهم للعالم أجمع، عبر مسيرات العودة التي انطلقت نهاية آذار/مارس عام 2018.

وأشار إلى أن اليوم الأول من انطلاق تلك المسيرات "شهدنا مشاركة أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني" بفعالياتها قرب أراضيهم المحتلة عام 1948 بشكل سلمي لم تشكل خطرًا على جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي قابلها بالرصاص فقتل إلى اليوم نحو 300 فلسطيني في مقابل "صفر خسائر "في صفوفه.

وعد استهداف الأونروا أنها محاولة لتقويض الحق الشرعي للاجئين الفلسطينيين بالعودة وفق ما نصت عليه قرارات القانون الدولي والأعراف الإنسانية، داعيًا في الوقت ذاته الفلسطينيين في الخارج وتحديدًا أوروبا إلى تشكيل حالة ضغط لدفع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني للانحياز لصالح الحق الفلسطيني.

محاولات إسرائيلية فاشلة

بينما أكد الدكتور أحمد محيسن في كلمة هيئة المؤسسات الفلسطينية والعربية في برلين، على أن محاولات اللوبي الإسرائيلي للتعكير على هذا المؤتمر باءت بالفشل، مشيرا إلى أن استهداف وكالة الأونروا هو استهداف للاجئين وحق العودة ومحاولة لشطب كل ما له علاقة بقضية العودة واللاجئين.

ورأى محيسن أن انهاء وكالة الأونروا يكون بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتحقيق عودة اللاجئين الفلسطيني إلى ديارهم التي أخرجوا منها عام 1948.

بدوره، أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة أن وكالة الأونروا أنشأت لتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم، وأن استهداف الوكالة هو استهداف لحق العودة.

وأضاف خريشة، القادم من الضفة الغربية، أن الاستهداف الأمريكي للأونروا هو خدمة للاحتلال الإسرائيلي لتصفية قضية اللاجئين، داعيًا إلى على حماية الأونروا وبقائها، والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات فلسطينية للمجلس الوطني الفلسطيني.

ونوه المحامي الألماني إبراهام ميلزر، إلى أن وسائل إعلام مؤيدة لإسرائيل روجت لهذا المؤتمر على أنه مناهض للسامية بهدف إلغائه لكنها فشلت في ذلك.

واشار ميلزر إلى إلى مخاوف دولة الاحتلال من تزايد النفوذ الفلسطيني في القارة الأوروبية.

رسالة واضحة

وأشار طارق حمود المدير العام لمركز العودة الفلسطيني، إلى أن لقاء الفلسطينيين اليوم في برلين هو رسالة واضحة على التمسك بوكالة الأونروا.

وأكد حمود "أن المراهنة لازالت قائمة على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في الحفاظ على الأونروا في ضل الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية لإنهاء وكالة الأونروا".

وشدد على أن "الاحتلال هو الطارئ والشعب الفلسطيني هو الباقي في الأرض التي تسمى فلسطين وعاصمتها القدس حتى العودة”.

وفي كلمة نائب رئيس بلدية أوغوس الدنماركية المحامي ربيع أحمد، طالب وسائل الإعلام الأوروبية بأن تعمل على إيصال الصورة الحقيقية عن فعاليات الجاليات الفلسطينية في أوروبا بدلا من محاولات التشويه.

بينما شكر المهندس معاذ رضوان في كلمة التجمع الفلسطيني في ألمانيا، وزير الخارجية الألماني على موقفه المتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع وكالة الأونروا، والمساهمات الألمانية المالية في دعم ميزانية الأونروا.

أما المحامي الألماني من أصول يهودية “أباهارد شولتز”، فأشار إلى عدم الحاجة إلى الأونروا لو كانت إسرائيل ملتزمة بالقوانين الدولية.

يشار إلى أن هذا المؤتمر هو الثاني من نوعه الذي تشهده القارة الأوروبية حول الأونروا في ظرف أيام قليلة، بعد أن شهدت العاصمة البريطانية لندن نهاية الشهر الماضي انطلاق مؤتمر أكاديمي حول أزمة "الأونروا"، بإشراف من مركز العودة الفلسطيني وبالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات وجامعة إكستر البريطانية، والذي انعقد تحت عنوان "70 عامًا على تأسيس الأونروا: مقاومة الأزمات وبناء مستقل عادل".

رابط مختصر : http://bit.ly/2E6ZZoF