اختتمت في العاصمة البريطانية لندن، فعاليات معرض ومؤتمر "فلسطين إكسبو 2019م"، بتسجيل إبداعات لافتة لأجنحته وزواياه، على مدار يوميْ السبت والأحد، وسط تأكيد من متحدثين بارزين على عدالة القضية الفلسطينية ورفض مخططات تصفيتها لصالح مشاريع الاحتلال الإسرائيلي.

واجتذب المعرض، الذي يُقام في لندن للمرة الثانية، بعد انطلاق نسخته الأولى عام 2017م، الآلاف من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والناشطين الأجانب الداعمين لفلسطين في عموم القارة الأوروبية.

واحتضن الحدث ندوات فكرية وسياسية تناولت عناوين عديدة مرتبطة بالقضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وبيان سياساته العنصرية، مثل ما تعرف بـ"صفقة القرن" الأمريكية و"قانون القومية اليهودية" ومسيرات العودة السلمية بغزة، وتمدد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وعلى هامش هذه الفعالية الفلسطينية البارزة، تضمنت أجنحة المعروضات في قاعة "أوليمبيا لندن" عددًا كبيرًا من الزوايا الخاصة بعرض المنتوجات والبضائع والأزياء والأكلات الشعبية الفلسطينية، أتاحت جميعها للزوار الاطلاع على ثقافة وتاريخ الشعب الفلسطيني.

وشهدت أرضية المعرض نصب مجسم عملاق للمسجد الأقصى المبارك مزوّد بلغات عدّة للتعرف على أقسام المسجد، إضافة إلى مجسم لمجمع الشفاء الطبي بغزة، بغرض إبراز معاناة أكثر من مليوني نسمة يعيشون في القطاع الفلسطيني بدون رعاية طبية كافية، جراء نقص الأدوية بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 13 عامًا.

وكانت نحو 25 منظمة ومؤسسة مهتمة بالشأن الفلسطيني في بريطانيا، ومنها مركز العودة الفلسطيني، دعت إلى أوسع مشاركة في فعاليات المعرض، الذي أشرفت على تنظيمه جمعية "أصدقاء الأقصى"، وهي منظمة غير حكومية مقرها بريطانيا تهتم بالدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني وحماية المقدسات في مدينة القدس المحتلة.

وشارك مركز العودة في تنظيم فعاليات المؤتمر، إضافة إلى افتتاح جناح للمعروضات للتعريف بأنشطته ورفع الوعي بالقضايا والأنشطة التي يعمل عليها، فضلاً عن إتاحة نسخ من إصداراته ومنشوراته للبيع.

وأفاد رئيس جمعية أصدقاء الأقصى إسماعيل باتيل، أن عشرات المؤسسات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية شاركت هذا العام في أعمال المعرض.

وذكر باتيل في تصريحات صحفية، أن المعرض يهدف إلى إظهار تاريخ وثقافة وتراث الشعب الفلسطيني، ودور الاحتلال الإسرائيلي في طمس هوية الشعب الفلسطيني.

وبارك نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، هشام أبو محفوظ، مختلف التحركات الفلسطينية في القارة الأوروبية التي تخدم القضية الفلسطينية وتزيد من مستوى الدعم الأوروبي للشعب الفلسطيني، وتفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته للقانون الدولي بحق الفلسطينيين.

وأضاف أبو محفوظ، في تصريحات صحفية خلال مشاركته في فعاليات المعرض، أن هذه الفعاليات تأتي في إطار التأكيد على الحقوق الفلسطينية، وفرصة للعمل الفلسطيني الموحد في مواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية والهادفة إلى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة صفقة القرن.

في حين هاجم رئيس منتدى الشرق، الإعلامي الفلسطيني البارز وضاح خنفر، خطة الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب والتي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية وتقديم تنزيلات مجحفة لصالح إسرائيل.

وانتقد خنفر في كلمة له خلال الافتتاح، كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر "بسبب الشتائم التي وجهها للفلسطينيين بعد مقاطعتهم مؤتمر البحرين الاقتصادي المنبثق عن "صفقة القرن".

وخاطب خنفر مستشار الرئيس الأمريكي قائلًا: "سيد كوشنر، أنت متبجح وغبي وخاسر. إننا لا نقبل بازدهار لا يجلب لنا العدالة والكرامة والشرف والأرض، لقد جرب الكثيرون قبلك تضليلنا ولم ينجحوا".

بينما أكد شيف مانديلا، حفيد الزعيم والمناضل الجنوب إفريقي الراحل نيلسون منديلا، أن نظام الكانتونات العنصرية، لم ينجح أبدًا في جنوب إفريقيا، وسيفشل كذلك في فلسطين.

تجدر الإشارة إلى أن محاولات مستميتة قادها اللوبي الإسرائيلي الداعم لتل أبيب عبر منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل"، للضغط على إدارة قاعة "أوليمبيا لندن" لإلغاء النشاط الفلسطيني بحجج مفبركة.

لكن هذا الإجراء قوبل بتحرك قانوني مضاد على أعلى مستوى من طرف الجهات الراعية للمعرض، إلى أن نجحت في إقامته.