الدمار .. كابوس يطارد طلبة مخيم اليرموك للاجئين قرب دمشق

الدمار .. كابوس يطارد طلبة مخيم اليرموك للاجئين قرب دمشق

مشهد يرصد جانبًا من الدمار بمخيم اليرموك-إعلام الأونروا

في كل يوم، تمشي سندس وزهراء الطالبات بمستوى الصف السابع من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق عبر الحطام والأنقاض التي خلفتها الحرب في سوريا وذلك من أجل الوصول إلى مدرستهما في بلدة يلدا القريبة.

وتمر الفتاتان في طريقهما بمبان مدمرة سوداء اللون ورمادية ذات سقوف منحنية تلامس الأرض، وفق تقرير نشرته وكالة الأونروا عبر موقعها الإلكتروني، جاء فيه أيضًا أن الفتاتين هما من جملة آلاف من أطفال لاجئي فلسطين في سوريا الذين يحملون ندوب الحرب السورية.

كان مخيم اليرموك تعرض لقصف جوي نهاية 2012 ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين والسوريين من أبناء المخيم، كما تعرض في نيسان/ أبريل 2018 لعملية عسكرية بهدف طرد تنظيم "داعش" ما أدى إلى تدمير 60 % من مخيم اليرموك وقضاء عشرات الضحايا من المدنيين، وتلا ذلك تهجير من تبقى من ساكنيه.

وتقول "الأونروا": "على الرغم من أن هدوءًا حذرًا قد استبدل الحرب المستعرة في اليرموك، إلا أن الفتاتين تشعران بعدم الأمان عندما تغادران المدرسة في فترة ما بعد الظهر، وخصوصا في أوقات الشتاء حيث يحل الظلام مبكرا.

وتقول زهراء التي تبلغ الرابعة عشرة من العمر: "إن المشي من المدرسة في يلدا إلى منزلنا في اليرموك في فترة ما بعد الظهر تجربة مرعبة، ولكن ما هو الخيار الذي لدينا؟ ومن أجل الوصول إلى بيوتنا، علينا أن نتجاوز مبان مدمرة وفارغة في المخيم. إنها تبدو كمدينة أشباح وتشعر بأنها مسكونة".

وبالنسبة للأطفال مثل سندس وزهراء، فإن مدرسة الفالوجة البديلة التابعة للأونروا في يلدا جنوب دمشق تعد ملاذا آمنا يمكن أن تتعلما فيه أشياء جديدة وأن تقوما بتشكيل صداقا، وهي تساعدهما أيضا على استعادة بعض من حياتهما الطبيعية وعلى تطوير أهداف مستقبلية، وفق "الأونروا.

وبحسب الوكالة الأممية، "فقبل أن تبدأ الأزمة في 2011، كان اليرموك منزلا لحوالي 30% من مجموع لاجئي فلسطين في سوريا. واليوم، فإن حجم التشرد والمشقة وخسارة الأحبة تضاف إلى الظروف المعيشية الصعبة في اليرموك، وذلك على الرغم من النظافة والود اللذان تتمتع بهما المدرسة باللوحات الفنية الملونة التي تزدان بها ساحتها".

وبالنسبة لسندس، فإن الدمار قد أصبح كابوسا يطاردها ليلا ونهارا. "إنه محفور في عقلي. أنا أحلم به. لا يمكنني أن أتجاوزه".

وتضيف سندس: "عندما عدنا إلى منزلنا في المخيم في العام الماضي، غمرتني الكثير من المشاعر المختلفة. بدأ قلبي بالخفقان الشديد كلما اقتربنا من منزلنا. كنت سعيدة للغاية للعودة، لأن أرجع إلى حيث أمضيت سنوات طفولتي الأولى. لقد فكرت بوالدي وكيف أنه لن يكون عليه أن يدفع إيجار شقتنا المستأجرة. إلا أن منظر الدمار أوقف كل تفكيري".

وتحاول الفتاتان التطلع إلى الأمام نحو المستقبل، حيث تأمل زهراء ذات الأربعة عشر ربيعا أن تصبح معلمة رياضيات فيما تزد سندس أن تصبح محامية. "التعليم يمنحني الأمل. والتعلم يجعلني أشعر أنني عدت إلى الحياة بعد سنوات عدة من الابتعاد عن الغرفة الصفية"، تقول زهراء.

وفي عام 2013، ونتيجة للأعمال القتالية، نقلت الأونروا مدرسة الفالوجة من اليرموك إلى ضاحية يلدا المجاورة.

وتضيف "الأونروا" أنه خلال سنوات النزاع المدمرة، كان على الطلبة الذين بقوا في اليرموك أن يقوموا برحلة محفوفة بالمخاطر إلى مدرستهم في يلدا من أجل الاستمرار في تعليمهم. ويستمتع الأطفال الآن بالمشاركة في أنشطة إسناد نفسي اجتماعي تهدف إلى خلق تماسك مجتمعي والتقليل من أثر الصدمات الأخيرة التي عانوا منها، مشددة على أن عقد تلك الجلسات للأطفال الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب يظل في صميم برنامج الأونروا التربوي.

رابط مختصر : http://bit.ly/353X2jw