في هذا الوقت الدقيق من تاريخ أمتنا الذي تتطلع فيه الشعوب العربية لمستقبل واعد تتحقق فيه طموحاتها وآمالها، فإن شعبنا الفلسطيني في المخيمات والذي عانى من ويلات اللجوء لا يزال يتطلع إلى اليوم الذي يتحقق فيه حلمه بالعودة إلى دياره التي أخرج منها ظلماً وعدواناً، متمنياً أن يتحقق للشعوب الشقيقة ما تصبوا إليه من السعادة والاستقرار.
وبمناسبة انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد بعد غيابٍ عربي طويل عن حاضرة العالم الإسلامي عاصمة الرشيد، فإن عدداً من المؤسسات المعنيّة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين تجد في هذا الحدث فرصةً مناسبة لتلفت أنظار القادة المجتمعيين لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق وما يتعرضون له من شتى أشكال التضييق والحملات التعسفية التي تستهدف وجودهم في العراق عموماً ومنطقة البلديات في بغداد خصوصاً، مما دفع بعضهم لمأساة هجرة جديدة لا تزال تتهدد من تبقى منهم، لذلك فإننا نهيب بالقادة المجتمعيين وبالحكومة العراقية التي سترأس دورة القمة العربية إعادة الاعتبار لبروتوكول الدار البيضاء الصادر عن جامعة الدول العربية عام 1965م الخاص بمعاملة الفلسطينيين اللاجئين في الدول العربية والذي أودعه العراق دون تحفظ، ومثّل بذلك مع بعض الدول العربية موقفاً يليق بمكانة العراق وانتمائه، وندعوا الرئيسين جلال طالباني ونوري المالكي إلى وضع "تفعيل البروتوكول" المذكور وإدراجه على جدول أعمال القمة أثناء مناقشة بند فلسطين، وهي ذات الدعوة التي نوجهها لممثلي فلسطين في الجامعة العربية المشاركين في أعمال القمة، واستثماراً لفرصة انعقاد القمة العربية في بغداد، فإن عدداً من المؤسسات الفلسطينية وجّهت مذكرةً خطيّة لمعالي الدكتور نبيل العربي تضمنت لفتاً لانتباه معاليه إلى وجود عدة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق على مقربة من قاعة الاجتماع ينتظرون بارقة أمل من القمة للحصول على أبسط حقوقهم الحياتيّة، كما تضمنت المذكرة تمنياً على الجامعة العربية للعب دورٍ أكبر في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين عموماً.
هذا ونتمنى أن تكون هذه القمة "قمة الربيع العربي" فعلاً، وأن يتنسم فلسطينيو العراق عليل هذا الربيع إلى أن يحل ربيعهم المتمثل بالعودة إلى ديارهم.
مع تمنياتنا بالتوفيق لمضيفي القمة والمشاركين فيها ونجاح أعمالها.
في 27 آذار (مارس) 2012م
المــوقعــون