فوسط حضور كثيف غصت بهم القاعة وبحضور شخصيات دبلوماسية وممثلين عن سفارات أجنبية وعربية في بريطانيا، وشخصيات فلسطينية بارزة من أمثال د. حيدر عبدالشافي الذي حضر من غزة، والبروفسور نصير عاروري الذي حضر من أمريكا، ود. سلمان أبو ستة، والسيد بلال الحسن، افتتح مركز العودة يوم السبت الموافق 19/7/2003 هولبورن وسط لندن المؤتمر الشعبي، الذي يعد الأول من نوعه في القارة الأوروبية. حيث أكد المشاركون على حتمية التمسك بحق العودة والرفض المطلق لأي تنازل عنه والتلاعب به تحت مسميات الواقعية أو الاستفتاء عبر استطلاعات رأي مشبوهة
السيد زاهر البيراوي رئيس مجلس أمناء المركز يلقي كلمة المركز
وفي كلمته أكد مركز العودة على لسان رئيس أمناء المركز السيد زاهر البيراوي على أن "انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظروف صعبة ومرحلة دقيقة وخطيرة تبعث على القلق، مما يتطلب منا جميعاً الوقوف صفا واحداً ويداً بيد مع كل الشرفاء العاملين لصيانة حق العودة للمحافظة عليه من عبث العابثين.. الأعداء منهم، أو الأصدقاء الذين تدفعهم مصالحهم الذاتية إلى التنكر لتضحيات أهلهم ومعانات شعبهم المستمرة منذ ما يزيد عن خمس وخمسين سنة".
وهاجم المركز بشدة ما يطرحه البعض من مشاريع ومبادرات واستطلاعات للرأي مضللة. وأضاف أنهم يخدمون مشروع المحتل ويوفرون له الغطاء الأخلاقي والسياسي على حساب حقوق أهلهم ووطنهم. وختم كلمته بالتأكيد على أن البعد الجغرافي للفلسطينيين المقيمين في أوروبا وسهولة العيش النسبية لم ولن تجعلهم يقبلوا بحلول لا تعيد إليهم الحقوق كاملة وعلى رأسها حق العودة.
وأما ضيوف الشرف فقد أكدوا جميعا على أهمية هذا المؤتمر من حيث التجمع الكبير للمؤسسات والأفراد من مختلف الدول الأوروبية وعلى أهمية إعلاء صوت اللاجئين في كل مكان للتعبير عن تمسكهم بحق العودة ورفضهم للتنازل عنه. وأكد د. حيدر عبدالشافي على أهمية دور الجاليات الفلسطينية في أوروبا، حيث سهولة الاتصالات والقيام بحملات إعلامية دعائية لمناصرة القضية الفلسطينية وتوضيحها في أذهان الغرب، والرد على الأطروحات الصهيونية التي تعشعش في عقول الغربيين.
وأما البروفسور نصير العاروري فقد بين أهمية تفاعل اللاجئين مع موضوع حق العودة، ولكنه شدد على أن المهم هو العمل، حيث لم يعد السكوت ممكنا في ظل هذه الأجواء التي أخذت تعلو فيه أصوات نشاز تطالب بدفن حق العودة، وقال إن المطلوب هو التحرك على جميع الصعد للدفاع عن هذا الحق.
وبدوره أثنى د. سلمان أبو ستة على مركز العودة لتنظيمه هذا المؤتمر وبين أنه لا يجوز تحت أي ظرف كان أن يتنازل المفاوض الفلسطيني عن حق العودة. واستنكر الدور الذي يقوم به سري نسيبة الذي اجتمع مع عامي أيالون مدير المخابرات الإسرائيلية في بيته، وهو بيت يعود لعائلة ماضي التي شردها الاحتلال من قريتها إجزم.
وأما السيد بلال الحسن فقد بين أن لا حل للقضية الفلسطينية ما لم تحل قضية اللاجئين، وأن تعامل إسرائيل مع الأمر وكأنها قضية أراضي احتلت عام 67 فقط لن يحل المشكلة ولن يجلب السلام أبدا لأنها تفتقر للعدالة التي هي الشرط الأساس في ديمومة أي حل
ممثل أحد الوفود المشاركة يلقي كلمة
وبالنسبة للوفود المشاركة فقد أبدت كلماتهم تمسكهم المطلق بحق العودة ورفضهم للمحاولات المشبوهة من البعض للتنازل عنه. وقالوا إن حضورهم في هذا المؤتمر إنما يؤكد حقيقة أن اللاجئين أينما كانوا لا يتنازلون عن حقهم في العودة إلى بيوتهم وقراهم في فلسطين.
وفي الختام أصدر المؤتمرون بيانا أعربوا فيه عن شكرهم العميق لمركز العودة الفلسطيني على هذه المبادرة القيمة التي أتاحت الفرصة لفلسطينيي أوروبا للتعبير عن موقفهم من التطورات على الساحة الفلسطينية الرافض لكل الحلول التي لا تضمن لهم حق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.وثمن المؤتمرون الجهود الكبيرة التي تقوم بها المؤسسات الشعبية العاملة لقضية اللاجئين وحق العودة داخل الوطن المحتل وفي الشتات. وطالبوا بدعم هذه المؤسسات وتمكينها من أداء رسالتها على أكمل وجه.
كما أكد المؤتمرون على التمسك بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها باعتبار ذلك من الحقوق الأساسية الفردية والجماعية التي أقرتها وكفلتها الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين الدولية، وأكدت عليه العديد من قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار 194 الذي يؤكد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض. وباعتبار العودة حق شخصي لا تجوز فيه النيابة أو التمثيل، فلا يملك شخص أو هيئة التنازل عنه لأي سبب وبأي حجة أو اتفاق. وهو حق لا يسقط بمرور الزمن لا ينتقص أو يتأثر بإقامة دولة فلسطينية على أي جزء من أرض فلسطين.
وأعلن المؤتمرون عن عدم القبول بأي مفاوضات أو حلول تسفر عن التنازل أو التفريط بحق العودة ، وأنهم لن يقبلوا بمشاريع التوطين أو التعويض. وطالبوا بالتعويض والعودة معاً كحقين متلازمين، لأن التعويض إنما هو عن المعاناة والأضرار التي لحقت بهم جراء الاحتلال والتشريد وليس ذلك بأي حال بديلاً عن حق العودة.وفي الختام رفض المؤتمرون العودة الجزئية إلى مناطق السلطة الفلسطينية أو العودة الفردية للجيل الأول إلى فلسطين ال48 كحل إنساني ضمن إطار ما يسمى بجمع شمل العائلات، واعتبار ذلك التفافاً على حق العودة
نص البــيــان الختامـي
قام مركز العودة الفلسطيني في لندن بتنظيم مؤتمر حاشد لفلسطينيي أوروبا تحت عنوان "فلسطينيو أوروبا والتمسك بحق العودة". وشارك في المؤتمر ممثلون ووفود من الجالية الفلسطينية في خمسة عشر قطر أوروبي. وحضره عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي في لندن وعدد من أبناء الجالية العربية
وألقيت في المؤتمر العديد من المحاضرات كان أبرزها كلمات ضيوف الشرف وهم: الدكتور حيدر عبدالشافي والدكتور سلمان أبو ستة والبروفيسور نصير عاروري والأستاذ بلال الحسن، بالإضافة إلى كلمة رئيس أمناء مركز العودة الفلسطيني الأستاذ زاهر بيراوي. وتبع ذلك كلمات الوفود والمؤسسات المشاركة ومداخلات الجمهور. وبعد المناقشة خرج المؤتمرون بالقرارات والتوصيات التالية:
• يعرب المؤتمرون عن شكرهم العميق لمركز العودة الفلسطيني على هذه المبادرة القيمة التي أتاحت الفرصة لفلسطينيي أوروبا للتعبير عن موقفهم من التطورات على الساحة الفلسطينية الرافض لكل الحلول التي لا تضمن لهم حق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.
• يثمن المؤتمرون الجهود الكبيرة التي تقوم بها المؤسسات الشعبية العاملة لقضية اللاجئين وحق العودة داخل الوطن المحتل وفي الشتات، والتي شهدنا نهوضا لها بعد اتفاق أوسلو. ويطالبون بدعم هذه المؤسسات وتمكينها من أداء رسالتها على أكمل وجه.
• يؤكد المؤتمرون على التمسك بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها باعتبار ذلك من الحقوق الأساسية الفردية والجماعية التي أقرتها وكفلتها الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين الدولية، وأكدت عليه العديد من قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار 194 الذي يؤكد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض. وباعتبار العودة حق شخصي لا تجوز فيه النيابة أو التمثيل، فلا يملك شخص أو هيئة التنازل عنه لأي سبب وبأي حجة أو اتفاق. وهو حق لا يسقط بمرور الزمن لا ينتقص أو يتأثر بإقامة دولة فلسطينية على أي جزء من أرض فلسطين.
• يعلن المؤتمرون عن عدم القبول بأي مفاوضات أو حلول تسفر عن التنازل أو التفريط بحق العودة ، وأنهم لن يقبلوا بمشاريع التوطين أو التعويض. ويطالبون بالتعويض والعودة معاً كحقين متلازمين، لأن التعويض إنما هو عن المعاناة والأضرار التي لحقت بهم جراء الاحتلال والتشريد وليس ذلك بأي حال بديلاً عن حق العودة.
• كما يرفض المؤتمرون اعتبار العودة "الجزئية" ضمن اطار ما يسمى بجمع الشمل ويصرون على تطبيق قرار 194 .
• يدعو المؤتمر لمزيد من اللقاءات والمؤتمرات في كافة أماكن الشتات والوطن للمحافظة على حقنا جميعاً في العودة إلى تراب الوطن والعمل على رفع مستوى التنسيق فيما بينها.
• يحي المؤتمر شرفاء العالم وخاصة في أوروبا الذين بدأوا يعبرون بوضوح عن تفهمهم لمطالب الشعب الفلسطيني العادلة واستنكارهم لسياسات دولة الاحتلال العدوانية. ويدعو المؤتمر إلى مزيد من التنسيق وتوثيق العلاقة معهم لصالح القضية.
• وفي الختام يوجه المؤتمرون التحية والإكبار لشعبنا المجاهد وشهدائه العظام الذين سقطوا على أرض فلسطين ويعربون عن اعتزازهم بصمود شعبنا في وجه آلة البطش الصهيوني، وإلى إخواننا وأخواتنا الأبطال خلف القضبان في سجون الاحتلال