لمحه عن مجريات مؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر في الدنمارك

بمشاركة حاشدة وحضور متميز وبرعاية الرئيس التونسياختتام فعاليات أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر في الدنمارك
اختتمت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن يوم السبت 28 نيسان/أبريل 2012، فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر بمشاركة أكثر من عشرة آلاف فلسطيني من اللاجئين المقيمين في القارة الأوربية والأراضي المحتلة، تقدمهم عدد من الشخصيات الفلسطينية والأوروبية والعربية المناصرة للحق الفلسطيني من مختلف دول العالم، وحمل مؤتمر هذا العام شعاراً من وحي الثورات العربية وهو "ربيعنا يزهر عودتنا".وقد أقيم المؤتمر هذا العام تحت رعاية الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي الذي ألقى كلمة متلفزة

وجهها للمجتمعين حيث أكد فيها وقوف الشعب التونسي قيادة وشعباً مع تطلعات الشعب الفلسطيني للحرية والاستقلال والعودة لفلسطين المحتلة وعاصمتها القدس الشريف، وقد لاقت الكلمة ترحيباً كبيراً من الحاضرين. وحمل الرسالة إلى المؤتمر موفده الخاص مدير عام ديوان الرئاسة السيد عماد الدايمي والذي وجه بدوره كلمة للجماهير المشاركة التي حيت ثورة الشعب التونسي الذي بدأ هذا الربيع.

وينظم المؤتمر كلاً من الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني في لندن، والمنتدى الفلسطيني في الدنمارك، ويكون بشكل دوري في إحدى العواصم الأوروبية.وألقت وزيرة التنمية الدولية في الحكومة البريطانية السابقة وعضو مجلس أمناء مجلس العلاقات الأوربية – الفلسطينية وزيرة التنمية الدولية السابقة السيدة كلير شورت كلمة شددت فيها على أهمية العمل المؤسساتي لدعم القضية الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة لديارهم التى شردو منها وذلك من خلال الجهود المكثقة لعزل دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر مقاطعتها سياسياً واقتصاديا في أوروبا والعالم.

وتحدث في المؤتمر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار وعضو البرلمان الفلسطيني المهندس جمال ناجي الخضري رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة، بالإضافة للمؤرخ الفلسطيني ورئيس مؤسسة أرض فلسطين الدكتور سلمان أبو ستة، وعضو البرلمان الفلسطيني ورئيس المبادرة الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، والأستاذ شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا، والناشط السياسي الاستاذ خالد صفوري ، والدكتور محمد ياسر عمرو رئيس أكاديمية دراسات اللاجئين، و فضيلة الشيخ بسام كايد رئيس رابطة علماء فلسطين في لبنان. وقد حظيت قضية الاسرى هذا العام باهتمام بالغ من المنظمين خاصة في ظل معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وأثمرت عن إطلاق حملة جمع تواقيع عالمية دعماً للأسرى في إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة وليتم تقديمها باسم المشاركين إلى المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، وهي خطوة اعتبرها المنظمون بداية تدويل قضية الأسرى ووضعها على جدول أعمال صناع القرار في المحافل الدولية.واعتبر عادل عبد الله الأمين العام للمؤتمر "أن هذا التجمع الذي يلتئم كل عام في إحدى العواصم الأوروبية، مهرجانا للشتات الفلسطيني الذي يُصرُّ على أن ربيع فلسطين والعودة إليها اقترب أكثر من أي وقت مضى، طالما هذه الجماهير متمسكة بحقها ولم تتنازل عنه، وتعمل من أجل نيله بحماسة منقطعة النظير". وبدوره شدد رئيس المؤتمر ومدير مركز العودة الفلسطيني في لندن الأستاذ ماجد الزير على أن "مؤتمر هذا العام متميز بداية من الشعار الذي رفعه، اضافة إلى الرعاية الكريمة الذي حظي بها من قبل رئيس تونس الدولة التي انطلق منها هذا الربيع"، وأضاف "أن الربيع الفلسطيني ابتدأ عندما وطئت أرجل أول مستوطن أرض فلسطين" ودعا إلى الوقوف مع الاسرى في سجون الاحتلال وإظهار التضامن معهم عبر إيصال صوتهم الى صانع القرار الأوروبي". وتضمن المؤتمر أربع ندوات رئيسية تناولت القضية الفلسطينية من مخلتف الزوايا، فقد كانت هناك ندوة باللغة الإنكليزية حول القضية الفلسطينية والغرب، الواقع والآفاق، وندوة قضايا فلسطينية ملحة ناقشت مشكلة  مخيم نهر البارد ومعاناة فلسطينيي العراق وأوضاع مخيم غزة في الأردن، ومسألة دور وكالة الأونروا. وندوة قضايا فلسطينية كبرى التي ركزت على قضايا القدس واللاجئين والأسرى والوضع الداخلي، وندوة الربيع العربي والقضية الفلسطينية. وبالتوازي عقدت في قاعات منفصلة عدد من ورش العمل حول دور المؤسسات الفلسطينية العاملة في أوروبا، والعمل النسائي وقضايا الشباب في الغرب.

دعا مؤتمر "فلسطينيي أوروبا" العاشر في بيانه الختامي إلى ضرورة الإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتطبيقها، وأهاب المؤتمر في ختام فعالياته بالدول العربية والدول الراعية للاجئين الفلسطينيين بإصلاح أوضاعهم، والتخفيف من معاناتهم، وضرورة متابعة ما يحدث لهم في العراق من قتل وتشريد، وواقعهم المأساوي في لبنان وغيرها من أماكن التواجد الفلسطيني. وقال المجتمعون "إنه لا يمكن التقدم إلى الأمام بهذه الملفات إلا بإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية". وأكد تشبّث الشعب الفلسطيني بحقّه في العودة إلى أرضه ودياره التي هُجِّر منها في فلسطين، وأنّ هذا الحقّ غير قابل للنقض أو الإجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير. وأشاد المؤتمر بروح الحرية التي تعبِّر عنها الشعوب العربية، وهي تمثِّل تحفيزاً جادّاً للنضال الفلسطيني من أجل إنجاز مشروع التحرّر من الاحتلال وتحقيق السيادة الكاملة على الأرض الفلسطينية وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف. وأن نهوض الأمّة ومكافحة الاستبداد وإقامة الحكم العادل، تعزيزاً للشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال، واستنهاضاً لدور الأمّة في احتضان قضية فلسطين. وحذر البيان من خطورة التصعيد التي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس ومقدّساتها ومعالمها التاريخية والحضارية، وضد سكانها المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم الأهلية ونوّابهم المنتخبين في تحدٍ سافر للأمّة بأسرها ولقيم العدالة والحقوق في هذا العالم. كما عبر عن انزعاجه من استدراج شخصيات عربية وإسلامية للذهاب إلى القدس عبر التنسيق مع الاحتلال الغاصب.وركز البيان على قضية الأسرى وأنه يواكب الملحمة التي يسطِّرها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بصمودهم في وجه إجراءات القهر، وبإضراباتهم المتواصلة عن الطعام. ونؤكِّد، عبر سلسلة من الحملات والتحرّكات، وقوفنا الكامل مع هؤلاء الأحرار في كفاحهم العادل حتى انتزاع مطالبهم وفي مقدِّمتها حقّ زيارة أهلهم لهم وإنهاء سياسة العزل الانفرادي الجائر وتمكينهم من الحقوق المؤكدة لأسرى الحرب، وصولاً إلى فكّ قيودهم وتمكينهم من الحرية. وندّد باستمرار الحصار الجائر المفروض على أبناء شعبنا في قطاع غزة، وأن هذا الحصار هو جريمة منهجية وخرق فاضح لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، ونطالب بالرفع الفوري لهذا الحصار الذي يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه.

كما شارك أيضا في المؤتمر المنشد عبد الفتاح عوينات وفرقة حنين وفرقة عائدون وغيرها من فرق التراث التي أتحفت الجمهور بالاناشيد والأغاني والفلوكور الفلسطيني. إضافة إلى الأسواق وملاعب الأطفال وغيرها من النشاطات المصاحبة للمؤتمر. يذكر أن المؤتمر عقد في عدة دول أوروبية لندن 2003، وبرلين 2004، وفيينا 2005، ومالمو 2006، وروتردام 2007، وكوبنهاغن 2008، وميلانو 2009، وبرلين 2010، وفوبرتال 2011.

رابط مختصر : http://bit.ly/2CcMwfg