حذّر عادل عبد الله، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، من وضع الشعب الفلسطيني في معازل عنصرية، وفرض سياسة التجويع عليه، مؤكداً أنّ قضية فلسطين والحقوق الفلسطينية حيّة في وعي الشتات الفلسطيني في أوروبا.
وأعاد عادل عبدالله، وهو أيضاً الأمين العام لرابطة فلسطين بالنمسا، إلى الأذهان، أنّ هذا المؤتمر "ينعقد في ظلّ حرب يومية شرسة، يمارسها الاحتلال الغاشمُ على شعبنا الفلسطيني"، وقال "إنّ استشهادَ أمّ فلسطينية قبل أيامٍ قليلة على أيدي جيش الاحتلال ليس سوى غيض من فيض الانتهاكات، فهناك أعدادٌ من الضحايا عصيّةٌ على الحصر، من الأطفالِ والنساءِ والشيوخ، وهناك الآلاف من الأسرى والمعتقلين من أبناءِ شعبِنا، هذا الشعبُ الذي يضعُه المحتلّون في سجن كبير وفي معازل عنصرية، على مرأى من العالم ومسمع".
وأعرب الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا عن استهجانه للحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، فقال "عندما اتخذ شعبُنا خيارَه الديمقراطيّ، وعبّر عن إرادة حرّة عبر صناديق الاقتراع؛ كان عليه أن يُعاقَب، كانَ عليه أن يُحاصَر، وأن تنتزعَ اللقمة العزيزة من أفواه صغاره"، وأضاف "نقول لشعبنا وأهلنا وأحبّتنا في فلسطين؛ لن نرضى بتمرير سياسة التجويع، لن نصمت على سياسة التجهيل لن تقرّ لنا عين والمرضى محرومون من الدواء"، كما قال.
وفي ما يتعلق بمواقف الأطراف الأوروبية؛ "نقولُ لكافةِ الأطرافِ المعنيّة في أوروبا وخارجِها، أنتم مطالبَون بالتراجع الفوري عن التوّرط في سياسةِ التجويعِ هذه، فهي خروجٌ فاضحٌ عن المعايير الإنسانيةِ والأخلاقية، وانحيازٌ صارخٌ للجلاّدِ على حسابِ الضحية".
وبشأن انعقاد المؤتمر والتحضيرات التي سبقته، قال عادل عبدالله "إنّ هذا المؤتمر هو حصيلة جهودكم جميعاً، فما كان له أن يتواصَل عاماً بعد عام ومحطة بعد أخرى، وما كان لنجاحاته على هذا النحو أن تتراكم لولا التفافكم الرائع حولَ التجربة، ولولا استنهاضكم الحثيث للمحاوَلة، ولولا تعبيركم الأصيل عن إرادة النهوض بواقعِ الشتات الفلسطينيّ في أوروبا".
وأضاف عبدالله "إنّ ما نأملُهُ من هذا المؤتمر أن يكونَ فضاءً للتواصُلِ الفاعل، وأن تتمخّض عنه مقرّرات مبدئيّة وتوجّهات عمليّة، وأن تصدر عنه وثيقة تعبِّر عن بعض تصوّرات الشتات الفلسطينيِّ في أوروبا ومواقفه، خاصة لجهة تأكيد التمسّك بحق العودة، واقتراح بعض الخيارات المتعلِّقة بتفعيل دور فلسطينيي أوروبا في خدمة قضيتهم العادلة"، لافتاً الانتباه إلى أنّ المؤتمر قد لقي "دعماً وإسناداً من عددٍ هائل من الجمعيات والاتحادات والروابط واللجان العاملة ضمنَ الشتات الفلسطينيِّ في أوروبا"، معتبراً أنّ ذلك "يجعلنا نتحقّق أكثر فأكثر؛ كم أنّ هذه القضية حيّة ونابضة في وعي شعبها أينما كانوا".
واختتم الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا بالقول "إنّ مؤتمرَنا اليومَ ينعقدُ في مالمو وعيوننا تتطلّع إلى القدس وإلى يافا وحيفا وعكا والمجدل، ولأننا نسير في الاتجاه الصحيح لحركة التاريخ؛ فإننا في يوم ما سنكون هناك بإذن الله، شاءَ من شاء وأبى من أبى"، حسب ما ذكر.