شاكر: "الخطاب منزوع الذاكرة" ليس مؤهّلاً لأن يُفضيَ إلى حلّ عادل لقضية فلسطين

 	شاكر:

إذا كانت النكبةُ اقتلاعَ الإنسان من وطنه؛ فإنّ العدوان على الذاكرة إنما يرمي إلى اقتلاع الوطن من الإنسان. كانت تلك المعادلة هي الأساس النظري الذي ارتكز إليه الباحث والإعلامي حسام شاكر، في محاضرة ألقاها في السويد، ضمن فعاليات مؤتمر للفلسطينيين في أوروبا.


ففي المؤتمر الرابع لفلسطينيي أوروبا، المنعقد في مدينة مالمو السويدية، في السادس من أيار (مايو) 2006، والذي حضره وفود ومشاركون من عموم القارة الأوروبية بلغ عددهم خمسة آلاف شخص؛ شدّد حسام شاكر، المقيم في فيينا، على أنّ "اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه ودياره قد شكّل مأساة عظيمة بكل المقاييس"، لافتاً الانتباه إلى أنّ هذه المأساة قد تجسّدت في "الاستهداف المباشر للذاكرة التاريخية الفلسطينية، ومحاولة انتزاع فلسطين وهويتها من الوعي الجمعي للأجيال التالية من شعبها، وتغييب إدراك فلسطين وقضيتها عن الوعي الإنساني".

وأوضح شاكر "قد يُخيّل لنا أنّ النكبة هي مجرّد فعل "فيزيائي"؛ يقوم على الاقتلاع والإحلال؛ إلاّ أنّ الجانب غير المرئيّ منها يتجلّى في العدوان على الذاكرة، ولعلّ هذا يقع في مركز "الشقّ المعنوي" من النكبة".

واستنتج حسام شاكر بناء على هذا؛ أنّ "مشروع النكبة لم يكتمل في واقع الأمر، ولن يكتمل إلاّ لو تخلّى الفلسطينيّ عن ذاكرته"، موضحاً في هذا السياق أنّ "الذاكرة ليست الماضي، بل هي الوعي بالتاريخ والجذور والهوية، وإدراك الخصوصية، وهي أيضاً الوعي بالذات، وعياً يتّصل بالواقع وينفتح على المستقبل".

استكمال النكبة بالعدوان على الذاكرة

وشرح حسام شاكر في محاضرته كيف "اندفع مشروع الاحتلال، استكمالاً للنكبة، بزخم دعائي ومنظومة عملاقة، إلى تسويق الأساطير وترويج الادعاءات، بينما توجّه بشكل حثيث إلى طمس الشخصية الفلسطينية، بعد أن أُلغيت الكيانية الفلسطينية على أرضها".

لكنّ شاكر أعرب عن ثقته بأنّ "الأسطورة الاحتلالية إذا ما تمكّنت من التسلّل إلى ميادين الوعي العالمي بمنطق الأمر الواقع المفروض، وبزخم الذرائع والادعاءات المنسوجة بعناية، والتي تروِّجها منظومة دعائية ضارية تروم تزييف الحقائق واستبعادها من الإدراك؛ فإنّ فرصة الإنسان الفلسطيني تتأتّي أساساً من قوة الحق وعدالة القضية وبلاغة المظلمة"، وقال "إنّ شمس الحقيقة لا يحجبها غربال التزييف".

وشدّد شاكر على أنّ الردّ على "استهداف الذاكرة الفلسطينية؛ إنما يكون أساساً بتفعيلها وضمان توريثها للأجيال الفلسطينية الجديدة، لتظلّ حيّةً ونابضةً أكثر فأكثر"، معتبراً أنها "مسؤولية تكتسب وزناً إضافياً، وتمتلك حساسية فائقة، بالنسبة لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يعيشون في البيئات الأوروبية"، حسب قوله.

تفعيل الذاكرة خارج المكان

وأوضح حسام شاكر أنّ "مشروع العودة الفلسطيني الذي نقف على أرضيته المبدئية وضمن فضاءاته المعنوية؛ لا بد وأن ينهض في واقعنا ابتداء، فنعبِّر عنه، لكي يتجسّد واقعاً فعلياً". وقال مضيفاً إنّ الأمر يستدعي أن "نُطلق العنان للتاريخ الشفهي والمكتوب، كي يعبِّر عن ذاته في فضاءات الكلمة والصورة والمشهد، وضمن أدوات التواصل الإنساني والفعل المجتمعي والتأثير الإعلامي". محذِّراً من أنه "لا يُسمح للذاكرة الجمعية أن تستقر في أعماق النسيان، ولا أن تستجيب لمطالب الطمس والاقتناص والإلغاء، فلكلّ شعب حقٌ في ذاكرته، وهو لا يكون إن لم تكن"، كما قال.

وتابع شاكر قائلاً "عندما نتحدث عن بعث مشروع الذاكرة؛ فإننا نعوِّل على ما يقتضيه هذا من فعل الممانعة المبدئي. فليس من المقبول أن يُستدرَج الإنسان الفلسطيني لمطلب التجرّد من ذاكرته، والتنصّل من هويته، والخروج من ذاته، بل وتقمّص رواية الآخر له".

وفي هذا الصدد؛ لفت الباحث الأنظار إلى أنّ "المشكلة ليست لديْنا (الشعب الفلسطيني) بل لدى الآخر. إذ لم نكن نحن الذين اقتلعنا شعباً من أرضه ودياره، ولم نكن الذين مارسوا "الإيكسودوس" بحق الآخرين، ولسنا الذين صنعوا النكبة صناعة منهجية". وقال "لا ينبغي أن نطالب ذاكرة الجيل الجديد بأن تتوقف عند حدود الجدار العنصري. فالذاكرة الفلسطينية لا تتوقف عند إشارة حمراء"، وفق تعبيره.

المراهنة على اهتراء الذاكرة

وأعاد الباحث والإعلامي المقيم في فيينا، إلى الأذهان أنّ "مشروع الاحتلال راهن على اهتراء الذاكرة الفلسطينية وتلاشيها، بمفعول الاقتلاع والتهجير والانقطاع بين الأجيال"، موضحاً في هذا الصدد أنّ "اغتصاب فلسطين لم يكن مجرد احتلال تقليدي، بل هو استلاب للذاكرة أيضاً، وتغييب منهجيّ عن الوعي، وقطع مُبرمَج لأوصال الماضي بالحاضر والمستقبل".

وبعد أن ساق حسام شاكر عدداً من الشواهد ذات الصلة؛ استنتج من جانبه أنّ "مشروع التوريث (توريث الهوية والذاكرة الفلسطينية) قد نجح، وهو ما يعني، بالضرورة، أنّ مشروع الاقتلاع بمآلاته وأبعاده طويلة الأمد، قد أخفق، وأنّ العدّ العكسي قد انطلق"، لافتاً الانتباه إلى أنه "ما من شعب تجاوز مُنعَطف الإبادة ومُنعرَج الاقتلاع، ولم يفقد الذاكرة؛ إلاّ وانتصر على مستعمريه أو منتحلي الأحقيّة في بلاده". وفي السياق؛ حثّ شاكر على "إنجاز نقلة نوعيّة إضافية في مشروع الذاكرة الفلسطينية في أوروبا".

الذاكرة والخطاب

وعن علاقة الذاكرة بالخطاب؛ قال حسام شاكر "لا بدّ وأن تكونَ الذاكرةُ من المرتكزات الأساسيّة في الخطاب الفلسطينيّ، رسمياً وشعبياً، سياسياً وثقافياً".

وأعرب شاكر عن أسفه لأنّ يسود لدى بعض الأطراف الفلسطينية الانطباعُ، بأنّ البحث عن خيارات سياسية لا بدّ وأن يقتضي التملّصَ من الوعي بالذات، والتنازل عن الذاكرة. ولاحظ أيضاً أنّ السقف الواطئ الذي أُتيح لخطاب الذاكرة الفلسطينية، سياسياً وثقافياً، انعكس بالضرورة على فرص الحراك الفلسطيني المكبّلة في الأصل، محذراً في هذا الصدد من نزعة الخروج من الذات، وانحناء ذاكرتنا إزاءَ ما حاكَهُ الآخر من "ذاكرة"، كما ذكر.

وفي السياق؛ حذّر حسام شاكر من أنّ ما سمّاه "الخطاب منزوع الذاكرة"، ليس مؤهّلاً، لأن يُفضيَ إلى حلّ عادل لقضية فلسطين. وقال "ينبغي الوعي أيضاً؛ بأنّ إعادة الاعتبار للذاكرة الفلسطينية، اشتراط لا غنى عنه لتسوية جادة"، لافتاً الأنظار إلى أنّ الشعب الفلسطيني "غير مُعترَفٌ به بعد، من الذين اقتلعوه، وعمدوا جاهدين إلى إلغائه من الوعي والإدراك، بل ولم يتورّعوا عن نفي وجوده، وإثارة التساؤلات حوله"، وقال "إننا عندما لا نستحضر ذاكرتَنا؛ فإننا نتجرّد من قوةِ الحق".

الذاكرة ضرورة مستقبلية ومركز ثقل

وأكد حسام شاكر أنّ استلهام الذاكرة ليس "اتجاهاً ماضوياً، بل هو استجابة واعية لتحدي المستقبل، واستعداد رشيد لصدماته"، معتبراً أنّ حضور الذاكرة "تعبير عن إرادة البقاء، فسؤال الذاكرة هو أن نكون أو لا نكون".

وشدّد الباحث والإعلامي على أنّ الذاكرة تمثِّل "مركزَ ثقلٍ هام في قضية فلسطين"، وقال "علينا أن نعي جيداً أنّ استبعادها من الخطاب الفلسطيني في أيّ مرحلة، لا يؤشِّر إلى إضعاف جوهري للموقف الفلسطيني العام وحسب؛ بل ومن شأنه أن يتسبّب الإقرار به بتهديد التماسك العضوي للشعب الفلسطيني"، على حد تحذيره.

وبالمقابل؛ أشار حسام شاكر إلى أنّ "الدياسبورا" الفلسطينية "تمتلك من المخزون المعنويّ والفيض الرمزي الكثير، ولا يجدر تعطيل هذا المخزون ولا نسيانه، فضلاً عن السماح بطمره"، مؤكداً أنّ هذا الطمر ليس بالممكن أساساً.وبنبرة ناقدة قال شاكر "إنّ الفعل الثقافي الذي ينزوي إلى مسارات جانبية بعيداً عن ساحته الكبرى المركزية؛ لا يرقى لمسؤولية الثقافة والمهام المنتظرة منها"، وأضاف "لا ينبغي أن يكون الخطاب الثقافيّ الفلسطينيّ أسير السقف السياسي من جهة، ومرتهناً من جهة أخرى لرقابة ذاتية تتحرّى ما يفضِّله السادة المانحون، أو لأداء يتجاوب مع برامجهم ويتقيّد بمعاييرهم".

ومضى حسام شاكر إلى القول "ما زلنا بانتظار جدول أعمال (أجندة) فلسطيني للفعل الثقافي، يكون مستقلاً، وناهضاً، ومؤهّلاً لأن يعبُر بنا إلى مراحل مفتوحة على آفاق تحرّر وطنيّ"، محذِّراً من أنه "عندما ترتكس الثقافة أو تكبو كلما تعثّرت الحالة الفلسطينية العامة؛ فإنّها تغدو عبئاً، بدل أن تضطلع بدورها في الاستنهاض والانتشال، وقرع الأجراس وإطلاق الأضواء التحذيرية؛ كلما لزم الموقف".

الذاكرة الفلسطينية في أوروبا

ورأى حسام شاكر أيضاً، أنّ الردّ على استهداف الذاكرة الفلسطينية؛ إنما يكون أساساً "بتفعيلها وضمان توريثها للأجيال الفلسطينية الجديدة، لتظلّ حيّة ونابضة أكثر فأكثر"، معتبراً أنها "مسؤولية تكتسب وزناً إضافياً، وتمتلك حساسية فائقة؛ بالنسبة لأبناء الشعب الفلسطينيّ الذين يعيشون في البيئات الأوروبية".

وأضاف شاكر قوله "يبقى استدعاء الذاكرة الفلسطينية، والاغتراف منها، خياراً لا مناص عنه بالنسبة للفلسطينيين في أوروبا. ويُفترض بهذا المطلب الجوهري أن يؤسِّس لأداء يقوم على إبراز جوانب الحق والعدالة في القضية؛ قضية فلسطين بعامة، وقضية العودة واللاجئين والنكبة والمظلمة التاريخيّة بخاصة، وعلى إتاحة الفرصة لمخزون الرواية الفلسطينية لأن يُعبِّر عن ذاته بفيض الشواهد المستلّة من الواقع"، كما جاء في مداخلته.

وعلى الصعيد العملي، حثّ حسام شاكر، الشتات الفلسطينيّ في أوروبا، على كتابة ذاكرة الطفولة الفلسطينية في منعطفات القضية، وعلى تجديد استنطاق الوعي الجمعيّ لهذا الشعب، وأن يجري تسليط الأضواء على مفاصل النكبة وما سبقها. وقال "عندما تَصدُر مجموعة من الأعمال المكتوبة والمرئية بلغات أوروبيّة عدة؛ فإنّ هذه ستكون نقلة ملموسة ضمن مشروع تفعيلِ الذاكرة الفلسطينية في أوروبا"، مؤكداً أنّ هذا "سيظلّ إسهاماً حاسماً في تقديم الرواية الواقعية، في مقابل الرواية المُزيفة. إذ من شأنه أن يفكِّك الصورةَ المشوّهة والمحرّفة والمجتزأةَ، لقضية فلسطين، القضية التي ينبغي اليوم، وأكثر من أي وقت مضى؛ أن تُوضع في ضوء الوعي الإنساني الكامل بها، وسيبقى الإسهام الفلسطيني في أوروبا مطلوباً على نحو خاص" في هذا الاتجاه، حسب تقديره.

وتابع شاكر قوله "حتى عندما يعجز القلم عن الوصف؛ فإنّ الريشة قد تستجمع بعض أطراف المشهد، وهو ما تفعله العدسة التي تصوِّر المشاهد، مثلما يباشر هذا بعض الشباب الفلسطينيّ في أوروبا، ساعين لأن يَدَعوا الكاميرا تنقل الرواية المطموسة".

وأوضح شاكر "لا ينبغي أن يُفهَم من هذا السياق، أنّ تفعيل الذاكرة الفلسطينيّة وتوريثَها؛ مطلب يتأتى الوفاء به عبر نمط محدّد من الجهد أو ضرب بعينه من الأداء"، مشيراً إلى أنّ "الأمر يتعلّق بمشروع شامل، متعدِّد المسارات ومتشعِّب الأبعاد. ولو حاولنا أن نحدِّد بعضاً من مسارات هذا المشروع؛ فإننا سنلحظ من بينها مسعى التوريث المباشر للهوية والخصوصيات للأجيال الفلسطينية الجديدة في الشتات الأوروبيّ، وتفعيل حضور الذاكرة الفلسطينية في الساحة الثقافية، علاوة على التعبير الحيّ عن الهوية الفلسطينية عبر التواصل الإعلاميّ والأداء الفنيّ والجهود العلمية والأبحاث التاريخية، ومن خلال مسارات أخرى تنفتح جميعاً على آفاق إبداعية رحبة"، على حد توضيحه.

معالجة مضامين المناهج الأوروبية

وفي محاضرته في مؤتمر مالمو، تطرّق حسام شاكر هنا إلى مسار أكّد أهميّته، وهو يتعلّق بالمناهج والكتب المدرسية في أوروبا. وقال في هذا الصدد "لا يُعقل أن تبقى بعض المناهج والكتب المدرسية الأوروبية؛ متضمِّنة معلومات خاطئة وأساطير مُختلَقة وروايات هشّة ووقائع مُجتَزَأة ورصداً مشوّهاً؛ في ما يتعلق بفلسطين، تاريخاً وحضارة وقضية". وتابع قوله "لا بد أن يُعاد النظر في هذا، وأن يتمّ القيام بالخطوات اللازمة لمعالجة الأمر"، مثيراً تساؤلات من قبيل "كيف يُمْكن للتلميذ الفلسطيني أو التلميذة الفلسطينية في أوروبا؛ أن يحفظ تاريخاً يمجِّد، بوعي أو بدونه، مشروعاً اقتلعه واستهدف ذاكرته وسعى لطمسه من الوعي؟!".

وأضاف حسام شاكر قوله "ينبغي الالتفات العلميّ إلى هذا الجانب، خاصة في مقرّرات التاريخ والاجتماعيات، لأنه من حق الأجيال الأوروبية أيضاً أن تعي الحقائق وهي تستهلّ "عصرَ المعلومات"، ومن واجب واضعي المناهج ومحرِّري الكتب المدرسية أن يتحلّوا بمعايير أكثر نقديّة في القضايا كافة، ولا ينبغي أن تكون فلسطين استثناءً من هذا"، على حد تعبيره.

لكنّ هذا المطلب لا تنهضُ به الأمانيّ ولا الشعارات، بل العمل المنهجيّ الدؤوب، وعبر التعاون مع الجهات محلّ الاختصاص، كما قال شاكر، الذي لفت الانتباه أيضاً إلى أنّ هناك "من الموارد البشرية، كطلبة الدراسات العليا مثلاً، من بوسعه الانكباب على هذا الجانب، وأنه يوجد من الأساتذة والباحثين الأوروبيين من يتفاعل بروح علميّة صادقة مع هذا المطلب الهام، وأنّ بالإمكان أن تتشكل لجانٌ مكلّفة بالسهر على هذا الملف العام". وقال "لو عُولِجت مكامن القصور في هذا الحقل، ضمن حالة نموذجية بعينها في بلد أوروبي ما؛ فإنّ التجربة الناجحة لا بد وأن تنضج شيئاً فشيئاً، وأن يتّسع نطاقها بإذن الله"، كما ذكر.

ومع هذا؛ يشير حسام شاكر إلى أنه "لا ينبغي الوقوف عند حدود المعلومة، بل يجدر بفلسطينيي أوروبا أن يفتحوا الآفاق أمام الوعي والإدراك من حولهم، أي في المجتمعات الأوروبية العريضة؛ على حالة من المعايشة الحية لقضية فلسطين". وقال "إنها المعايشة التي يحاول مشروع الاحتلال وآلياته قطع الطريقِ عليها".

التعامل مع الفرص غير المتكافئة

وتعليقاً على الشكوى التقليدية من الافتقار إلى منظومة متكاملة وفاعلة للتعريف بالحقوق الفلسطينية، بالمقارنة مع الإمكانيات المتاحة للجانب الاحتلالي؛ قال حسام شاكر "عندما نشكو من عدم توازن الإمكانات أو الافتقار إلى تكافؤ الفرص في الحضور الثقافي والإعلامي؛ فإنّ علينا أن لا ننسى، أنّ خيارنا لا يقتصر على الإنتاج الثقافي والإعلامي بالجملة، بل من باب أوْلى أن يكون فعلنا وإسهامنا أساساً من جملة الشتات الفلسطينيّ، ومن ثنايا شرائحه وقطاعاته وأجياله".

ومضى شاكر إلى القول "إذا ما تمكّنت الأسطورة الاحتلالية من التسلّل إلى ميادين الوعي العالميّ والأوروبيّ بمنطق الأمر الواقع المفروض، وبزخم الذرائع والادعاءات المنسوجة بعناية، والتي تروِّجها منظومة دعائية ضارية تروم تزييف الحقائق واستبعادها من الإدراك؛ فإنّ فرصة الإنسان الفلسطيني في أوروبا، تتأتّي أساساً من قوّة الحق وعدالة القضية وبلاغة المظلمة"، على حد تأكيده.

رابط مختصر : http://bit.ly/2CaZ1b9