الشعب الذي انتخب في الداخل هو نفسه في الخارجوأكد ماجد الزير في خطابه أنّ "إجراء انتخابات مباشرة وحرة للوجود الفلسطيني في البلدان الأوروبية بات مطلباً ضرورياً، بل ملحّاً، أكثر من أي وقت مضى، من أجل إفراز تمثيل فاعل"، مضيفاً أنه "لا معنى لاستمرار إعفاء قطاعات واسعة من شعبنا من مسؤولياتها، أو التخلي عن إسهاماتها وأدوارها".ولفت ماجد الزير الأنظار إلى أنّ "الشعب الفلسطيني الذي انتخب ممثليه في الداخل هو نفسه الشعب الفلسطيني في الخارج"، وفق تأكيده.كما أعاد الزير إلى الأذهان أنّ المؤتمرات السابقة لفلسطينيي أوروبا، طالبت "بفتح الآفاق أمام أبناء شعبنا في شتى المواقع والساحات لخدمة قضيته المصيرية، بما في ذلك الساحة الأوروبية. كما طالبت تلك المؤتمرات بإعادة بناء منظمة التحرير، وإصلاح مؤسّساتها على أسس ديمقراطية وشفافة، وتفعيل دورها على شتى المستويات". وتابع قوله "بات علينا أن نؤكد اليوم، أنّ أي مماطلة في تحقيق ذلك، وأيّ إرجاء في المضيّ في هذا الاتجاه، لا يخدم قضيّتنا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلّب استجماع كافة الجهود، وتستدعي توسيعَ نطاق المشاركة الفاعلة، لكي نستجيب جميعاً للتحديات العظام التي تكتنفنا".
يجب تصحيح الخطأ التاريخي الذي اقتُرف بحقِّ شعبناوقال المدير العام لمركز العودة الفلسطيني "جئنا إلى هولندا، في ذكرى النكبة، حاملين فلسطين في أفئدتنا، مُحتفظين بها في وعينا، جئنا ثابتين على حقنا الأصيل في فلسطين، نقف ومعنا أنصار الحقوق والعدالة وحريات الشعوب على أرضية المطالبة بزوال الاحتلال وعودة اللاجئين وتقرير مصيرنا، ساعين معاً وسوياً إلى تقويض الجدار التوسعي وطمس المعازل العنصرية، متطلِّعين إلى أن يعود السلام إلى القدس، وأن يُصحَّح الخطأ التاريخي الذي اقتُرف بحقِّ شعبنا، وما زال يُقترف صباح مساء".وقال الزير مضيفاً "إننا اليوم من روتردام، نُبرق بتحياتنا الحارّة، إلى أبناء شعبنا في كل مكان، في القدس، من حول الأقصى والقيامة، في الضفة والقطاع، إلى أبناء شعبنا المنزرعين في أرضهم المحتلة سنة ثمانيةٍ وأربعين. نبعث بتحياتنا الحارة إلى المتطلِّعين إلى يوم عودتهم، في المخيمات والمنافي، نبعثها حارةً دافئة إلى لاجئينا في العراق، الذين يعيشون محنتهم القاسية ونكبتَهم المتواصلة، نُرسل بها إلى أبناء شعبنا جميعاً في أرجاء العالم، الذين تأتلف قلوبهم حول يافا وحيفا وعكا والناصرة وبيسان، رافعين معهم وبهم شعارنا اليوم: رغم البُعد والآلام شعبٌ واحد وحقّ ثابت".
حقّ العودة غير قابل للمساومةوفي ما يتعلق بحق العودة، وهو الحق الذي شدّدت عليه مؤتمرات فلسطينيي أوروبا كافة، قال ماجد الزير "لقد واكبنا جميعاً بعض المواقف التي طرأت في الآونة الأخيرة، والتي تشي بمحاولة القفز على حق العودة. ولعلّ هناك من يتصوّر؛ أنّ ابتلاع هذا الحق سيكون صيداً سهلاً على طريق تقويض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف. ونحن هنا من هولندا، هذا البلد الذي نبذ الاحتلال وتاق إلى الحرية فنالها، من هنا نعاود مجدّداً، ما سبق وأن قلناه في لندن، وما أكدناه في برلين، وما شددنا عليه في فيينا، ومن بعدُ في مالمو، نقول: إنّ حقّ العودة غير قابل للمساومة، غير قابل للتفريط، غير قابل للإلغاء، غير قابل للتجزئة". وأضاف "نقولها للقاصي والداني: إنّ شعبنا الفلسطيني متمسِّك بهذا الحق، بأجياله جميعاً. وإنّ هذا الجمع الحاشد، وهذه الوفود القادمة من أرجاء أوروبا، هي رسالة إضافية لمن لم يستوعب، ودرس بليغ لمن يتيقّن".وأكد الزير أنّ "حقنا في فلسطين نجتمع عليه ونتمسك به مهما طال الزمن، وقد جئنا لنعلنها كما أعلنوها في بازل (حيث انعقد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول سنة 1897)، ونقول: هي فلسطين، هي العودة إلى فلسطين"، وكررها ثلاثاً وسط تصفيق حار وهتافات تشدِّد على ذلك.أما في المؤتمر الصحفي الذي انعقد على هامش أعمال المؤتمر الخامس لفلسطينيي أوروبا، فقد قال الزير "لا بدّ لنا هنا من كلمة أيضاً، هي أنّ السياسيين الفلسطينيين الذين تركوا ملف العودة ولم يشددوا عليه، ولم يؤكدوا على حصانته ومناعته، هؤلاء السياسيون يتحمّلون شطراً وافراً من المسؤولية، لأنهم لم يتصرّفوا إزاء تمادي بعض الأطراف في مواقفها، التي تحاول القفز على حق العودة، والالتفاف عليه".وفي تصريح له بهذا الشأن قال الزير "إذا كانت حكومةُ أولمرت، ومعها القيادة العسكرية والسياسية للاحتلال في مأزق؛ فإنّ عليها أن تعلم جيداً أنّها لن تجد في قضية اللاجئين ملاذاً لها، وهي ستجد الجواب الصارم واضحاً وبليغاً؛ لدى هذا الشعب" الفلسطيني في شتي مواقع انتشاره، وأضاف "جوابنا هو: لا تفريط بحق العودة".
"إنكم تصنعون تاريخاً"وأعرب المدير العام لمركز العودة الفلسطيني عن الترحيب "بكافة المواقف التي اتخذتها بعض الدول والبرلمانات الأوروبية على طريق رفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني وحكومته"، وقال "نحن نرى فيها خطوات في الاتجاه الصحيح ينبغي تطويرها".وبالمقابل؛ شدّد ماجد الزير على "ضرورة المسارعة إلى رفع الحصار الجائر المفروض على شعبنا وحكومته، وعدم التلكّؤ في ذلك، مذكرين في هذا الصدد بالتزامات أوروبا التاريخية نحو الشعب الفلسطيني، وخاصة في ذكرى النكبة التي أُوقعت على هذا الشعب وما زال يتجرّع مأساتها وتداعياتها".وفي ما يخص العمل على الصعيد الأوروبي قال ماجد الزير موضحاً "سنبقى مع شركائنا في المجتمع المدني الأوروبي، على مطالبتنا بنبذ نهج العقوبات والحصار بحق الشعب الفلسطيني، وباحترام إرادة هذا الشعب، وتمكينه من حقوقه المشروعة وحريّته، وبناء دولته السيادية الحرّة على ترابه الوطني".كما ونوّه الزير خلال خطابه "بمزيد من الإجلال، بتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى، ونضالات الأمهات والآباء"، وأضاف "نقول لهم: إنكم تصنعون التاريخ، تاريخ الحرية والمجد"، حسب ما ورد فيه.