أطلق مركز العودة الفلسطيني بالتعاون مع مكتب جامعة الدول العربية يوم الأربعاء الموافق 17/9/03 أسبوع الطفل الفلسطيني بعقد ندوة عامّة في مجلس العموم البريطاني تحت عنوان "حماية الطفل الفلسطني تحت الاحتلال"، حضرها عدد من نواب البرلمان البريطاني ودبلوماسيون غربيون وعرب وحشد غفير اكتظت بهم قاعة البرلمان. وقد تضمن الافتتاح عرضا لفيلم " رسالة من سارة" حول الطفولة الفلسطينية ومعرضا للمصور الفلسطيني الجريح أحمد جاد الله، وكلمات للنواب وخبراء في القانون الدولي.
ثم تكلم مدير مركز العودة السيد ماجد الزير، الذي أشار إلى فشل اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بالطفولة في تحقيق الأمن للطفل الفلسطيني، رغم أن هذه الاتفاقية جاءت أصلا نتيجة لما تعرضت له الطفل الفلسطيني من جرائم خلال الانتفاضة الأولى عام 1987. بل على العكس من ذلك، فقد ازداد أوضاع الطفل الفلسطيني مأساوية بعد هذه الاتفاقية، ولم تعر "إسرائيل" هذه الاتفاقية أية أهمية حيث زادت من عمليات اعتقال الاطفال وازدادت نسبة الجرحى والشهداء من الأطفال بشكل مذهل!
وأكد السيد الزير في ختام كلمته إلى أهمية انطلاق "أسبوع الطفل" من البرلمان البريطاني. حيث أنه من الأهمية بمكان لفت نظر النواب إلى ما تقوم به "إسرائيل" من فظائع وبالتالي ضرورة تحركهم لرفع الظلم الواقع على الطفولة الفلسطينية.
تلا ذلك كلمة لسفير جامعة الدول العربية في بريطانيا السيد علي محسن حميد، الذي استهل كلمته بالتذكير بتزامن انطلاق الأسبوع مع ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. وأشار إلى الجرائم التي تقوم بها "إسرائيل" بحق الأطفال الفلسطينيين تحت قيادة شارون جزار صبرا وشاتيلا. وأضاف أن هذه الجرائم لن تزيد الوضع إلى تدهورا وتوترا. وبالتالي فإن "إسرائيل" إذا أرادت السلام حقا، فما عليها إلا أن تنهي احتلالها وتوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
ثم كانت بعد ذلك فقرة تم فيها عرض فيلم "رسالة من سارة" الذي يتحدث عن الطفولة الفلسطينية، وما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون من قمع وظلم واضطهاد على يد المحتل الصهيوني. وتخلل الفيلم عرض لقطات مؤثرة لصور الشهداء والجرحى من الأطفال. كما تطرق إلى الظروف الصعبة التي يعيشون فيها في مخيمات اللجوء داخل الوطن، وكانت خاتمة الفيلم رسالة من الطفلة سارة "البكماء" تطلب فيها من العالم أن يتحرك لحماية الطفل الفلسطيني وإعادة حريته له. جدير بالذكر أن للفيلم كان تأثير كبير على الحاضرين. وجدير بالذكر أن فيلم سارة قد فاز بالجائرة الذهبية في مهرجان القاهرة السينمائي للأفلام الوثائقية.
بعد عرض الفيلم أبدى النائب البريطاني، رئيس المجموعة البرلمانية لكل الأحزاب من أجل فلسطين، السيد ريتشارد بيردن تأثره بما رآه في الفيلم، وقال إن ذلك جزء بسيط مما يحدث على الأرض، حيث زار فلسطين في شهر تموز/ يوليو من هذا العام ورأى بأم عينيه حقيقة الوضع الصعب الذي يحيى في ظله الأطفال الفلسطينيون. وشدد على أنه لا بد من العمل المتواصل لتحقيق السلام والأمن لهؤلاء الأطفال.
ثم تكلم بعد ذلك الخبير في القانون الدولي والمحاضر في جامعة شرق لندن السيد سراج صايت، الذي استعرض وضع أطفال اللاجئين الفلسطينيين في القانون الدولي، ومخالفة إسرائيل لكل القوانين الدولية فيما يتعلق بتجنيب الأطفال خطر الحروب، فضلا عن استهدافهم وقتلهم.
وقد شملت الندوة أيضا معرضا لصور الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال، وما يتعرضون له من قتل وجرح وتشريد. وهي من تصوير المصور الفلسطيني أحمد جاد الله الذي أصيب أثناء تأديته عمله بشظايا قذيفة أطلقتها دبابة صهيونية فأدت إلى كسور مختلفة في رجليه وما زال يتعافى من آثارها.
وفي الختام تم توزيع كتاب على الجمهور يحتوي حقائق حول الطفولة الفلسطينية ومسؤولية إسرائيل الدولية في استهداف هؤلاء الأطفال وتعريضهم للمخاطر التي تتهدد حياتهم ومستقبلهم.
جدير بالذكر أن هذا الندوة تأتي ضمن أسبوع الطفل الفلسطيني. حيث من المقرر أن يقوم مركز العودة بالتعاون مع مؤسسات عربية وانجليزية بعقد ندوات مماثلة في مختلف المدن البريطانية والاسكتلندية. حيث من المقرر أن يكون آخر أيام هذا الأسبوع وهو بتاريخ 25/9/2003 نشاطا في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن (SOAS). وتشارك السيدة جريتا دوزينبرغ، مؤسسة جمعية "أوقفوا الاحتلال"، زوجة رئيس البنك الأوروبي، ويرأس الجلسة نائب بريطاني ويشمل النشاط بالطبع معرض الصور وعرض الأفلام ومحاضرة قانونية حول الطفولة الفلسطينية إضافة إلى شهادة السيدة دوزينبرغ حول ما رأته بأم عينيها من مشاهد مروعة وظلم كبير بحق الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.