أحيى مركز العودة الفلسطيني في لندن، الذكرى العشرية لتأسيسه، في حفل موسع ضم عدداً من السفراء العرب وممثلي البعثات الدبلوماسية الأجانب وبعض النواب البريطانيين، وناشطين عن مؤسسات حقوق الانسان، وشخصيات عربية وبريطانية.
وقد أقيم الحفل في السابع من آذار (مارس)، في قاعة بالقرب من المكتبة البريطانية في وسط لندن، وتم خلاله استعراض أهم الإنجازات التي حققها المركز المختص بقضية العودة، من خلال نشر الوعي بحقوق اللاجئين الفلسطينيين والتعريف بها في بريطانيا وأوروبا وحول العالم عبر عشر سنوات خلت.وفي الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة؛ أعاد المدير العام للمركز، ماجد الزير، إلى الأذهان أنّ الهدف من هذه الفعالية "ليس تركيز الضوء على المركز فحسب؛ بل هي فرصة لتذكير الآخرين بقضية اللاجئين الفلسطينيين، وهو أمر أساسي في النضال الفلسطيني من أجل نيل الحرية والحقوق".ومضى الزير إلى القول "في مسعى لتحقيق أهدافِه؛ عمل المركز على إقامة اتصال مباشر بمخيّماتِ اللاجئين، من خلال ممثليه الدائمينِ هناك. وفي نفس الوقت واصلنَا رفع الوعي العام للتعريف بقضية العودة من خلال نشراتنا الدورية العربية والإنجليزية".ولخّص المدير العام لمركز العودة الفلسطيني، عمل هذه المؤسسة، مستعرضاً إنجازاتها ومتناولاً التحديات التي تكتنف العمل في هذا الحقل، وقال "من خلال تجربتنا وخبراتنا؛ زاد اقتناعنا بأنّ حقوقِ الشعب الفلسطيني ستعود مهما طال الزمن".
نواب وقيادات مدنية يؤكدون أهمية إسناد قضية اللاجئينوبدوره؛ أكد السفير الفلسطيني في لندن، الدكتور مانويل حساسيان، خلال الكلمة التي ألقاها في الذكرى العاشرة لتأسيس مركز العودة الفلسطيني، تصميم القيادة الفلسطينية على ضمان إيجاد حلّ عادل لقضية اللاجئين.وأما النائب العمالي بمجلس العموم البريطاني ريتشارد بيردن؛ فقال في كلمته "إنه لمن المخجل أنّ اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون مشردين منذ النكبة سنة 1948، بينما المجتمع الدولي عالج كثيراً من مشاكل اللاجئين بإعادتهم إلى بلادهم"، وهذا ما لم يحدث مع الفلسطينيين.ومن جانبه؛ شدّد الدكتور محمد عبد الباري، رئيس المجلس الإسلامي البريطاني، على دعم المجلس لحق الشعب الفلسطيني في النضال لنيل حقوقه وحريته والعودة إلى أرضه، مؤكداً مركزية القضية الفلسطينية وتأثيرها ليس فقط على العالم العربي والاسلامي؛ بل على العالم بأسره.ثم تحدث النائب المسلم في البرلمان البريطاني صادق خان، فأعرب عن استغرابه لحرص العالم على عودة اللاجئين إلى ديارهم ثم يستثني الفلسطينيين من هذا الحق.أما اللورد نظير أحمد، عضو مجلس اللوردات البريطاني، فقد حيّا مركز العودة الفلسطيني على نشاطه الدؤوب خلال عشر سنوات، مؤكداً أهمية العمل من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم.وكان آخر المتحدثين؛ النائب البريطاني المعارض للحرب جيرمي كوربن، الذي أدان بشدة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وطالب بتعويض فوري عن هذه المظالم، وأعرب عن تمنياته بأن تنتهي مشكلة اللاجئين في الذكرى العشرين القادمة للمركز، وتطوى صفحتها بشكل عادل.
إنشاء أول مركز ثقافي فلسطيني في بريطانيا وأوروباوقد تم خلال حفل العشرية؛ الإعلان عن قيام مؤسسة فلسطينية غير مسبوقة على المستوى البريطاني والأوروبي، وهي "المركز الثقافي الفلسطيني". وتمثل هذه المؤسسة الناشئة التي جرى الإعلان عنها ثمرة لعمل المركز خلال العقد الماضي، وهي مؤسسة يراد لها أن تكون موئلاً رئيساً للتعريف بالثقافة والفن والتراث الفلسطينيين في بريطانيا ومنها عبر العالم.وجرى عرض فيلم تعريفي بالمشروع الجديد المزمع افتتاحه في أواخر هذا العام. ومن المنتظر أن يضمّ المركز بين جنباته متحفاً ومعرضاً للفنون وقاعة للمحاضرات ومكتبة ومقهى ومتجراً لبيع التحف والمشغولات الفلسطينية.وقد لقي هذا المشروع الفريد من نوعه في الغرب دعماً وتمويلاً من حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، وهو يقوم بعرض أعمال الفنانين الفلسطينيين بشكل خاص وأعمال فنانين آخرين شكّلت فلسطين محور أعمالهم الفنية.
تكريم علماء وفنانين وناشطينوقد اختتمت الأمسية الاحتفالية بالذكرى العشرية لإنشاء مركز العودة الفلسطيني، بتكريم لعدد من العلماء والفنانين والناشطين الذين قدموا خدمات جليلة لموضوع اللاجئين. وتم تسليم الجوائز للمكرّمين من هؤلاء، وبعضهم لم يتسنّ له الحضور بسبب إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمعابر، ما منعهم من الحضور شخصياً.وقد تولّى تسليم الجوائز السفير الفلسطيني في لندن الدكتور مانويل حساسيان، والمدير العام لمركز العودة ماجد الزير، ورئيس مجلس أمناء المركز زاهر بيراوي، الذين بدورهم شكروا المكرمين على جهودهم وإخلاصهم وتفانيهم في خدمة القضية الفلسطينية.وتضم قائمة الذين تم تكريمهم الأستاذ الدكتور وليد سيف، المحاضر في الجامعة الأردنية ومؤلف قصة مسلسل "التغريبة الفلسطينية"، والذي اعتبره الكثير من النقاد المسلسل الأكثر واقعية الذي عبّر عن النكبة الفلسطينية لسنة 1948 وتداعياتها، والمقاومة الجماعية للشعب الفلسطيني.كما تضم القائمة الفنانة أمية جحا، وهي أول رسامة كاريكاتير ترسم وتعمل مع صحيفة سياسية في فلسطين والعالم العربي وهي صحيفة القدس، وأعمالها منشورة في عدد كبير من المطبوعات ومواقع الإنترنت، وكلها تعبر عن المعاناة اليومية للفلسطينيين وآمالهم وأحلامهم وأشكال مقاومتهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي.ومن المكرّمين أيضاً الدكتور داوود عبد الله، الناشط والباحث الأكاديمي المعروف، وهو مدير تحرير مجلة العودة باللغة الإنكليزية، وكاتب في العديد من الدوريات والمجلات الفلسطينية والدولية، ومؤلف عدد من الكتب عن القضية الفلسطينية، فضلاً عن أنه محاضر في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية في ماليزيا والهند وسورية ولبنان ومصر وجنوب أفريقيا والعديد من الدول الأوروبية.وتم كذلك تكريم الأستاذ الدكتور سلمان أبو ستة، الذي عاش النكبة عندما كان في التاسعة من عمره وأُجبر على الهجرة مع عائلته من بئر السبع سنة 1948, وهو حاصل على الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة لندن كما أنه عضو في المجلس الوطني الفلسطيني لمدة 20 سنة، ومؤسس جميعة أرض فلسطين، وباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، حيث نشر العديد من المقالات والكتب في هذا الموضوع.ومن المكرّمين كذلك الدكتورة سوي تشاي آنغ، وهي جرّاحة تجبيري واختصاصية صحة عامة، عَملتْ في مستشفى غزة في بيروت أثناء الإحتلالِ الإسرائيليِ للعاصمة اللبنانية عام 1982. وقد عالجت العديد من ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا، وأعطت الشهادةَ إلى "لجنة كاهان" الإسرائيلية التي حققت في تلك المذبحة. وقد سجّلت الدكتورة تشاي آنغ تجاربها في كتابِها "من بيروت إلى القدس"، وقد أسّست منذ ذلك الحين جمعية الرعاية الطبية للفلسطينيين، وهي من أوائل المنظمات المتخصصة في هذا الحقل العاملة في المنطقة
كما جرى تكريم مؤسسة "إنتربال" الخيرية، وهي احدى مؤسسات العمل الخيري المهتمة بالتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين منذ إنشائها قبل 11 عاماً. ورغم الضغوط الكثيرة؛ فقد وقفت المنظمة مع اللاجئين بإخلاص لملء الفراغ، ومساعدة الآلاف من الأسرة المعوزة رغم تخاذل وتخلي المجتمع الدولي في رفع المعانات عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وأماكن الشتات.وقد أعرب مركز العودة الفلسطيني بمناسبة ذكرى تأسيسه السنوية العاشرة، عن شكره لجميع مؤيدي القضية الفلسطينية ومناصريها، "لأنه بدون تضامنكم معنا ودعمكم لن نستطيع الاستمرار في عملنا في المملكة المتحدة وخارجها"، كما قال المتحدثون باسم المركز في هذه الاحتفالية.