خلال الزيارة التي استمرت عدة أيام قام الوفد بزيارات ميدانية لمخيمات اللجوء لتفقد أحوال اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا من سورية، نتيجة الأحداث الدامية هناك، كما عقد الوفد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع السياسيين وأصحاب القرار، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني في لبنان.
وفي التفاصيل فقد التقى الوفد البرلماني الأوروبي في لقاءين منفصلين مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ووزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، حيث طرح النقاش سبل قيام الدولة اللبنانية ببذل جهد أكبر في سبيل إغاثة وإعانة المتضررين المهجّرين، وضرورة تفهم الوضع الاستثنائي للاجئين الفلسطينيين.
واجتمع الوفد بسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست، حيث تم مناقشة سبل لعب الاتحاد الأوروبي لدور فاعل في مساعدة اللاجئين المهجّرين جراء الوضع المتدهور في سورية، وخصوصاً الأوضاع المأساوية لللاجئين الفلسطينيين باتجاه مخيمات لبنان، ومراكز الإيواء المستحدثة حديثاً.
هذا وقد زار الوفد مخيم شاتيلا، ومدرسة الكفاح في عين الحلوة، ومراكز الايواء المؤقت في مخيم الجليل على الحدود السورية اللبنانية، للاطلاع على واقع المهجّرين الفلسطينيين من سورية هناك، فيما اختتمت الزيارة الميدانية بلقاء مع مدير عام وكالة الأونروا في لبنان السيدة آن ديسمور، تناول سبل دعم الأنروا، والوقف على أدائها فيما يخص هذه القضية.
من جانبه، أكد ممثل مركز العودة بالوفد غسان فاعور أن المركز يرى في قضية المهجّرين السوريين والفلسطينيين من سورية، قضية إنسانية بحتة، ويجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس دون تمييز وتسييس. وأضاف أن المركز يريد من خلال هذه الزيارة أن يؤكد على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات الدولية والإقليمية مع السلطات المحلية بما فيها اللبنانية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، من أجل التخفيف من معاناة المهجّرين.
من جانبها قالت رئيسة مجلس أمناء مجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية، والوزيرة السابقة كلير شورت "جئنا للاطلاع على أوضاع كل اللاجئين، سيما الفلسطينيين في لبنان في ضوء الأحداث بسوريا". وأضافت: "التقينا صباحاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، الذي أكد أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية يكمن في إيجاد نوع من التسوية في سورية، بدلاً من إعطاء المزيد من المساعدات إلى لبنان، لأن هناك استمراراً في تدفق المهجّرين، لذا من الأفضل أن تقوم الدول الأوروبية بالضغط على طرفي النزاع في سورية".
من جانبه قال الدكتور عرفات ماضي مدير مجلس العلاقات الأوربية الفلسطينية أن الواقع المأساوي الذي شاهدناه يتطلب منا جميعاً التحرك على كافة المستويات لوضع حد للمأساة القائمة، مطالباً الجهات المحلية والدولية ببذل مزيد من الجهود لإيقاف نزيف الحالة الإنسانية التي يعانيها المهجرون في لبنان، فضلاً عن الفلسطينيين الذين لا يزالون تحت وطأة الحالة الميدانية الدموية في مخيمات سورية.
كما أكد الأستاذ علي هويدي مدير عام منظمة ثابت لحق العودة، ان الزيارة تأتي في إطار الجهود التي تبذلها المجاميع الفلسطينية والمؤسسات المتضامنة مع مأساة المهجرين من سورية، وتكمن أهميتها في لقاءات الوفد مع كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، في محاولة لدفع الموقف الرسمي اللبناني باتجاه تبني آليات أكثر فاعلية في تعامله مع واقع المهجرين الجدد، واختتم هويدي قوله أن وطن الفلسطينيين مهما كانت ظروفه الحالية هي فلسطين، وأن ما يتعرض له الفلسطينيون من أزمات ناتج عن تجاهل المجتمع الدولي النظر باتجاه حق العودة الفلسطيني المسلوب منذ أكثر من ستة قرون.
فيما علق منسق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية طارق حمود أن زيارة الوفد الأوربي تأتي كخطوة مهمة تقوم بها المؤسسات الفلسطينية في أوروبا من أجل تسليط الضوء على معاناة فلسطينيي سورية، مؤكداً أن شرح الواقع الإنساني للمهجّرين هو جزء من إيصال الصورة الكاملة لمجمل مأساة فلسطينيي سورية للمحافل الغربية ذات التأثير الدولي، كاشفاً أن مركز العودة الفلسطيني ومجموعة العمل في صدد التحضير لورشة عمل دولية خلال الأسابيع القادمة سيحضرها عدد من الخبراء الدوليين والرسميين والمؤسسات الإغاثية الدولية، لمناقشة السبل العملية لوقف المعاناة سياسياً وقانونياً وإغاثياً.
ومن الجدير بالذكر أن هيئة الأعمال الخيرية الدولية ومقرها بريطانيا قد رافقت الوفد، وقدمت عدد كبير من الطرود الغذائية للعائلات المهجّرة ضمن برنامجها لإغاثة مهجري سورية إلى لبنان