يواجه قطاع غزة منذ قرابة سنتين حصاراً شاملاً، هدّد ما تبقى للفلسطينيين فيه، من فرص الحياة الإنسانية اللائقة. ومنذ مطلع الصيف الماضي تم تشديد ذلك الحصار المفروض على القطاع ذي المساحة الصغيرة المكتظة بالسكان، فأصبح يضيِّق الخناق على السكان القاطنين هناك بشكل صارخ، ومعظمهم من اللاجئين الذين يعيشون في مخيّمات بائسة.
لقد حوّلت سياسة الحصار التي تتبنّاها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، قطاع غزة الذي يعيش فيه مليون ونصف المليون نسمة إلى سجن كبير، بكل ما يعنيه ذلك على أرض الواقع. ولم يعد أيّ من سكان القطاع يتمكن من مغادرة القطاع تحت أي ظرف من الظروف، حتى بالنسبة للحالات المرضية المستعصية والطلبة والطالبات الدارسين في الخارج ومزاولي الأعمال المختلفة فضلاً عن الصحافيين ومراسلي الإعلام ومسؤولي الوكالات والجمعيات الإنسانية.
ويشمل الحصار أيضاً منع تدفق العقاقير الطبية والمستلزمات العلاجية والتجهيزات الطبية، وكذلك المواد الغذائية والتموينية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن إمدادات الوقود والطاقة الخارجية التي يعتمد القطاع عليها اعتماداً كلياً، علاوة على المستلزمات الصناعية الأوّلية ومواد البناء والكثير من السلع والاحتياجات اللازمة لمعيشة السكان.
لقد أنشأت حالة الحصار المشدّدة المفروضة على قطاع غزة، وقائع مأساوية ذات أبعاد كارثية، وبخاصة على قطاعات الصحة والتغذية والتعليم والعون الإنساني، كما أدت إلى شلل تام في المرافق الصناعية والقطاعات الاقتصادية، وتسبّبت في أزمة متفاقمة في سوق العمل الذي كان يعاني في الأصل من معدلات بطالة قياسية هي الأعلى عالمياً.
ومنذ مطلع شهر نوفمبر الجاري، طرأ ارتفاع حادّ في أعداد ضحايا الحصار بشكل مباشر، لتبلغ حالة وفاة جديدة على الأقل كل يوم، بسبب المنع من تلقي العقاقير الطبية أو إدخال العلاجات اللازمة أو حرمان الحالات المرضية من العلاج بالخارج، رغم وجود تحويلات طبية لتلك الحالات وتوفر مستلزماتها الثبوتية.
ويمثل إغلاق معبر رفح البريّ، وهو منفذ قطاع غزة الوحيد إلى العالم الخارجي، شاهداً آخر على واقع الحصار الخانق المفروض على سكان القطاع. ويعلق على جانبي المعبر منذ شهور آلاف الفلسطينيين من المضطرين إلى الخروج من قطاع غزة أو الدخول إليه، وبضمنهم قرابة ثلاثة آلاف طالب وطالبة ملتحقين بجامعات ومعاهد عليا ومدارس في الخارج لم يتمكنوا من مغادرة القطاع بعد أن زاروا ذويهم مطلع الصيف الماضي، بما يهدِّد المستقبل الدراسي والأكاديمي لهذه الشريحة الواسعة من الجيل الفلسطيني الجديد في قطاع غزة.
وتأتي هذه التطوّرات الجسيمة بينما يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته اليومية المسلّحة على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي يسقط خلالها ضحايا من شتى الأعمار بشكل يومي، وتخلِّف أضراراً جسيمة في المنشآت المدنية. وما يفاقم الموقف؛ أنّ الحكومة الإسرائيلية ما زالت تهدِّد بعملية اجتياح عسكرية واسعة لقطاع غزة في الأسابيع المقبلة، وهو ما يرسم صورة قاتمة لمآلات الوضع الإنساني في القطاع.
وما يزيد الأسف، أنّ كافة التحذيرات المتكرِّرة الصادرة خلال الشهور والأسابيع الأخيرة، عن وكالات العون والإغاثة المختصة التابعة للأمم المتحدة وكذلك المنظمات غير الحكومية، من خطورة سياسة الحصار المشدّد المفروضة على قطاع غزة؛ قد ذرتها الرياح ولم تلقَ أية استجابة تذكر من المجتمع الدولي، فضلاً عن من يمارسون سياسة الحصار وفي مقدمتهم الجانب الإسرائيلي، ومن يشاركون في تلك السياسة أو يتواطؤون معها.
إننا وعلى ضوء هذه التطوّرات الخطيرة، وما تشهده وقائع الحصار من تفاقم؛
1- ندين وبأقصى العبارات سياسة الحصار المفروضة على قطاع غزة، والتي تزداد تشدداً يوماً بعد آخر، لافتين الانتباه إلى الطابع غير الإنساني وغير الأخلاقي لهذه السياسة، والتي تمثل انتهاكاً لأحكام القانون الإنساني الدولي ومواثيق حقوق الإنسان.
2- نعتبر الحصار المفروض على قطاع غزة عملية قتل منهجي بطيئة بحق سكان القطاع، وانتهاكاً متواصلاً لحقهم في الحياة، وتدميراً مُبرمَجاً لما تبقى لهم من مقومات في الوجود، ومن فرص في العيش السويّ والمستقبل الآمِن.
3- نستنكر بشدة إقدام الجانب الإسرائيلي على الاستمرار في سياسة الحصار هذه بل والتمادي فيها وتشديدها يوماً بعد آخر، ونحمِّله وشركاءه في هذه السياسة؛ المسؤولية عن ضحاياها وآثارها الكارثية وتبعاتها، بما في ذلك المجتمع الدولي الذي تجاهل هذه التجاوزات والانتهاكات ولم يتدخل لوقفها.
4- نلفت الانتباه كافة الأطراف ذات العلاقة إلى مسؤوليتها في هذا الجانب، وبالأخص ما يتعلّق بمسؤولية الحكومة المصرية عن فتح معبر رفح المصري - الفلسطيني، باعتباره الرئة الوحيدة التي يتنفّس عبرها سكان القطاع.
5- نعتبر أنّه لا يُقبَل من الموقف الأوروبي الضلوع في سياسة الحصار تلك أو التواطؤ معها، بشكل مباشر أو غير مباشر، ونعرب عن قناعتنا بأنّ الجانب الأوروبي بما له من نفوذ في المنطقة وبما يترتّب عليه من التزامات إنسانية وأخلاقية، وبموجب تعهداته المبدئية بحماية حقوق الإنسان؛ مُطالَب وبشكل ملحّ بالتدخل الفوري لإنهاء ذلك الحصار الجائر وممارسة كافة الضغوط اللازمة في هذا الاتجاه.
6- نحثّ وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، وكذلك المجتمع المدني في أوروبا والعالم، وكافة المدافعين عن حقوق الإنسان وحرِّيّاته، على رفع أصواتهم ومضاعفة جهودهم، من أجل الضغط الفاعل لصالح حقوق البشر القاطنين لقطاع غزة في الحياة والعلاج والتعليم والتنقل والكسب المعيشي الحرّ، ولإيصال رسالة قوية لكلّ الأطراف المعنية بأنّه ليس من المقبول استمرار سياسة الحصار تلك.
7- نعلن أنّنا سنبقي حالة الحصار المفروضة على المليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة موضع نظرنا ومتابعتنا الكاملة، باعتبار ذلك واجباً أخلاقياً مفروضاً على أصحاب الضمائر الإنسانية في كل مكان.
* بروكسيل، في23 يناير 2008
المؤسسات الموقِّعـة:
1. مركز العودة الفلسطيني- لندن
2. الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة
3. الأمانة العامة لمؤتمر فلسطيني أوروبا- النمسا
4. اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
5. المنتدى الفلسطيني للحقوق والتضامن - هولندا
6. مؤسسة القدس - هولندا
7. المنتدى الفلسطيني- بريطانيا
8. المبادرة الاسلامية البريطانية- بريطانيا
9. مؤسسة ادعموا فلسطين - هولندا
10. التجمع الفلسطيني - هولندا
11. الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني - ايطاليا
12. الحقوق للجميع - سويسرا
13. اتحاد المنظمات والجاليات الاسلامية - ايطاليا
14. نقابة الفنانين الفلسطينيين - السويد
15. مركز العدالة الفلسطيني- السويد
16. مسرح الحرية- السويد
17. جمعية القدس- السويد
18. جمعية الشعب الفلسطيني - السويد
19. مؤسسة الثقافة الفلسطينية- السويد
20. اتحاد الشباب الفلسطيني - السويد
21. الرابطة الاسلامية في قوتنبرغ- السويد
22. الاتحاد الاسلامي في ستوكهولم- السويد
23. الاتحاد الاسلامي السويدي- السويد
24. الجالية الفلسطينية - السويد
25. اتحاد حق العودة- السويد
26. اتحاد الفنانين الفلسطينيين- السويد
27. مؤسسة الحق الفلسطيني- ايرلندا
28. المركز الثقافي الاسلامي- ايرلندا
29. الجمعية الاسلامية الايرلندية- ايرلندا
30. المجلس الايرلندي للأئمة- ايرلندا
31. جمعية الشباب المسلم - ايرلندا
32. الجالية الليبية في ايرلندا- ايرلندا
33. الجالية الجزائرية في ايرلندا - ايرلندا
34. جمعية اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا- فنلاند
35. جمعية دعم الشعب الفلسطيني- فنلاند
36. العدالة لفلسطين - اسكتلاندا
37. الجالية الفلسطينية في اسكتلندا - اسكتلندا
38. المنتدى الفلسطيني -الدانماراك
39. منتدى المرأة الفلسطينية - الدانمارك
40. منتدى الشباب الفلسطيني - الدانمارك
41. المجلس الاسلامي - كوبنهاجن
42. اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين- فرنسا
43. الجالية الفلسطينية في النرويج
44. اتحاد المنظمات الاجتماعية الثقافية " المجلس الإسلامي الروسي ا" - موسكو
45. جمعية المنتدى (فوروم ) الثقافية الاجتماعية
46. مركز القدس الثقافي الاجتماعي - موسكو
47. صندوق العون الفلسطيني - موسكو
48. جمعية "الحياة السليمة" - بروكوبيفسك - سيبيريا
49. مركز بينزا الثقافي الاجتماعي
50. الإدارة الدينية لمسلمي سيبيربا والقسم الآسيوي من روسيا
51. المركز الاسلامي - بيزا
52. المركز الاسلامي - بريشا
53. المعهد الثقافي الاسلامي - ميلانو
54. الرابطة الإسلامية و الثقافية في رومانيا - بوخارست.
55. اتحاد المؤسسات الاجتماعية بأوكرانيا.
56. اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
57. اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا.
58. الاتحاد للتنمية والثقافة الإسلامية - بلغاريا.
59. التجمع الإسلامي - ألمانيا.
60. الجمعية الإسلامية الأيرلندية.
61. الجمعية الإسلامية الثقافية - السلام - ملدوفيا.
62. الجمعية الإسلامية للتأهيل والثقافة-بولندا.
63. الرابطة الإسلامية في السويد.
64. الرابطة الإسلامية في النرويج.
65. الرابطة الإسلامية في إيطاليا.
66. الرابطة الإسلامية في بريطانيا.
67. الرابطة الإسلامية في فنلندا.
68. الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش بأسبانيا.
69. المؤسسة الثقافية للعلوم والتربية - كوسوفا.
70. المجلس الإسلامي الدنمركي.
71. المجمع الثقافي - النمسا.
72. المركز العربي اليوناني للثقافة والحضارة.
73. جمعية الثقافة والتعليم والرياضة (أكوس).
74. جمعية الحكمة للعلم والصداقة والتعاون - تركيا.
75. جمعية الحياة - روسيا.
76. جمعية المستقبل الثقافية - ألبانيا.
77. جمعية سنابل الخير - مقدونيا.
78. رابطة مسلمي بلجيكا.
79. رابطة مسلمي سويسرا.
80. هيئة مسلمي المجر.
81. اتحاد الطلبة المسلمين - تشيك.
82. جمعية الشباب المسلم في لتوانيا.
83. المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية.
84. المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.
85. الوقف الأوروبي.
86. المنتدى الإسلامي الأوروبي للمنظمات الشبابية والطلابية
87. المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة
88. المنتدى الأوروبي لرجال الأعمال
89. الرابطة الأوروبية للإعلاميين.
90. اتحاد المدارس الإسلامية والعربية الأوروبية.
91. اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في المملكة المتحدة وأيرلندا.
92. اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية - إيطاليا.
93. الإتحاد النسائي الإسلامي للثقافة والتربية في ألمانيا.
94. الجمعية الثقافية للنساء المسلمات في سويسرا.
95. الرابطة الإسلامية ببولندا.
96. الرابطة الفرنسية للمرأة المسلمة.
97. الوقف الإسلامي - إيطاليا.
98. إتحاد الطلبة المسلمين - ألمانيا.
99. جمعية الطفولة - سويسرا.
100. جمعية الطلبة المسلمين ببولندا.
101. جمعية الطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وأيرلندا.
102. جمعية المرأة المسلمة - بريطانيا.
103. جمعية أبن سينا الطبية - فرنسا.
104. دار الرعاية الإسلامية - بريطانيا.
105. شباب مسلمي فرنسا.
لمزيد من التفاصيل الرجاء الاتصال
مركز العودة الفلسطيني- لندن: 00442084530919
الحملة الدولية لرفع الحصار عن غزة: 0031624628015