البيـان الختـامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر المنعقـد في برلين في الخامس والعشرين من نيسان/ إبريل 2015تحت شعـار "فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني
انعقد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر، تحت شعار "فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني"، في الخامس والعشرين من نيسان/ إبريل 2015، في العاصمة الألمانية برلين. وقد شارك في أعمال المؤتمر آلاف الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم، الذين توزّعوا على وفود وجماهير غفيرة جاءته من شتى أرجاء القارّة الأوروبية وخارجها في الذكرى السابعة والستين للنكبة، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة وفاعلة من الوطن المحتل وخارجه، علاوة على حشد من الشخصيات العامّة العربية والإسلامية والأوروبية، وممثلي المؤسسات وقطاعات المتضامنين مع قضيتنا الفلسطينية العادلة
وقد نظّمت هذا المؤتمر الثالث عشر، مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والتجمّع الفلسطيني في ألمانيا، بالاشتراك مع مؤسسات فلسطينية من ألمانيا وأرجاء أوروبا.
ويجدِّد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر، التمسّك بما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا السابقة، في انعقادها في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، وميلانو (2009)، وبرلين (2010)، وفوبرتال (2011)، وكوبنهاغن (2012)، وبروكسل (2013)، وباريس (2014).
وقد خلص المؤتمر في ختام أعماله إلى المقرّرات التالية الصادرة باسم المجتمعين فيه
1- نؤكد مجدداً تمسّك شعبنا الفلسطيني، في أوروبا وفي كلِّ مكان، بحقّ العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين مهما طال الزمن، فهو حقّ غير قابل للنقض أو الاجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير، فالعودة حقّ جماعي وفرديّ لا رجعة عنه، وسيواصل شعبنا كفاحه المشروع حتى تحصيله.
2- نشدِّد على أنّ شعبنا الفلسطيني لن يقبلَ بأيِّ تسويةٍ على حسابِ ثوابته المؤكدة وحقوقِه غير القابلة للتصرّف ومطالبه المشروعة، وفي مقدِّمتها حقّ العودة. وإنّ الموقف من أي مشروع أو مبادرة لحلّ قضية شعبنا إنما ينبني على مدى ضمانه لحقّ العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال وضمانه معايير العدالة والإنصاف دون أيِّ تنازل عن حقوق شعبنا الثابتة في أرضه التاريخية ودياره السليبة.
3- نحيِّي تضحيات شعبنا الفلسطيني المتواصلة، من الشهداء والجرحى والأسرى والمُبعَدين واللاجئين، وإنّ هذه التضحيات المستمرّة بعد سبع وستين سنة من النكبة لتؤكِّد للعالم أجمع أنّ هذا الشعب لن ينكسر وسيواصل مسيرته بعزيمة وثبات حتى تتحقّق مطالبه المشروعة. 4- نؤكد أهمية إحياء منظمة التحرير وإعادة هيكلتها وتفعيل دورها عبر تشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب على أسسٍ ديمقراطيةٍ، في الداخل والخارج تفرز قيادة تمثل ارادة ومطالب الشعب الفلسطيني، مع تعزيز العمل الشعبي وقطاعات المجتمع المدني لأبناء شعبنا الفلسطيني في كلِّ مكان في المجالات كافّة.
5- نعبِّر عن ثقتنا الكاملة بحتمية انتصار شعبنا الفلسطيني وانتزاع حقوقه الثابتة، ونطالب مؤيدي الحقوق والعدالة والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والشرعية الدولية في كلّ مكان بالوقوف إلى جانب هذه القضية العادلة ومساندتها في كافة المجالات.
6- نواكب نكبة شعبنا الفلسطيني المتجددة في سورية، ونعايش ببالغ الألم مأساة مخيم اليرموك وغيره من المخيمات، وهو ما يؤكِّد أنّ نكبة شعبنا المتواصلة لن يضع حدّاً لها سوى تفعيل حقِّ العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين. ونطالب بعدم فرض أي خيارات على أبناء مخيم اليرموك، وفتح المخيم للدخول والخروج وفقاً لما يقرره أبناؤه، وأبناء باقي المخيمات الفلسطينية في سورية. ونؤكد على ضرورة فتح الطريق أمام الإمدادات الإنسانية لقاطني المخيمات ولعموم السكان والنازحين هناك. وسنواصل الجهود والحملات لإسناد أبناء شعبنا في نكبتهم المتجددة هذه بشتى السبُل الممكنة، مع ضرورة التزام الدول جميعاً بالتعامل الإنساني الكريم مع اللاجئين والنازحي، وتعلن رئاسة المؤتمر تبني متابعة كافة مقترحات ورشة العمل الخاصة بفلسطينيي سورية والتي انعقدت ضمن فعاليات المؤتمر، على أن تبذل رئاسة المؤتمر كل طاقتها من أجل ترجمة هذه التوصيات إلى واقع فعلي وفقاً لما تتيحه إمكانات العمل الفلسطيني في القارة.
7- ندقّ ناقوس الخطر تحذيراً من الانتهاكات الجسيمة بحقّ مدينة القدس، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، وبحقّ المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم. ونحذِّر من الاستهداف المتصاعد للمسجد الأقصى المبارك والتدنيس المتواصل لحرمته وقدسيته والتعدِّي على المساجد والكنائس والأديرة والأوقاف الإسلامية والمسيحية فيها، وتزوير هويّة المدينة العربية المقدسة.
8- نتوجّه بتحية الإكبار لأسرانا الأحرار في سجون الاحتلال، ونؤكِّد أنّ قضيتهم تتقدّم اهتمامات شعبنا الفلسطيني في أوروبا وكلِّ مكان، ونجدِّد وقوفنا معهم في كفاحهم العادل حتى انتزاع مطالبهم وتمكينهم من الحقوق المؤكدة لأسرى الحرب، وصولاً إلى فكّ قيودهم وتحريرهم، وملاحقة سجّانيهم بأدوات القانون والعدالة الدولية.
9- نحيي انتصار شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، على آلة الحرب الإسرائيلية، وصمود الإنسان الفلسطيني رغم العدوان والقصف والحصار وتضييق سبل العيش.
10- نندِّد بالحصار الجائر المفروض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ونطالب بفكِّه فوراً، فهو جريمة منهجية وخرق فاضح لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والدولية يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه. ونعرب عن اعتزازنا بصمود شعبنا تحت الحصار ونتعهد بمواصلة الجهود حتى كسره.
11- ندعو الدول العربية الشقيقة وكافة الأطراف المعنية، إلى إحسان وفادة الفلسطينيين لديها، وتخفيف معاناتهم، ورفع الجور عنهم، وندعو جامعة الدول العربية في هذا الصدد، إلى الالتزام ببرتوكول الدار البيضاء لعام 1965، فيما يتعلق بمعاملة الاجئين الفلسطينيين، بما يتماشى مع التمسك الفلسطيني بحق العودة إلى الديار المحتلة سنة 1948، وبما يستجيب أيضاً لحقوق الإنسان وكرامته، ولحقوقه المدنية والاجتماعية.
12- نرصد بقلق بالغ تصاعد السياسات التوسعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الأرض الفلسطينية والتجمّعات السكانية الفلسطينية، وتفاقم اجراءات الطرد الجماعي والإخلاء السكاني وتدمير المنازل في الضفة الغربية وفي الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948، وفرض نظام المعازل السكانية عبر تطويق التجمّعات الفلسطينية بأحزمة الاستيطان والجدران العنصرية ومصادرة الأراضي وموارد المياه.
13- ننبِّه إلى أنّ عالمنا اليوم لا يمكن أن يسمح بسياسات الاحتلال الجائر وإجراءات الاضطهاد والتنكيل المشفوعة بمنظومة قانونية جائرة، تؤسِّس لأسوأ أنظمة التفرقة العنصرية (الأبارتهيد)، وهو ما يقتضي فرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي وتكثيف الجهود لملاحقته قانونياً وعزله دولياً وكشف خطورة سياساته وممارساته على الملأ.
14- ندعم كافة الخطوات التي تعزِّز مكانة فلسطين القانونية على المستوى الدولي، مثل التوقيع على اتفاقيات دولية والانضمام إلى هيئات أممية، ونحثّ على الإسراع في هذا التوجّه بما يهدف إلى تعزيز الموقف الفلسطيني الجامع في مواجهة الاحتلال ودعم جهود ملاحقة الاحتلال قانونياً ودولياً، مع عدم المساس بأيٍّ من حقوق شعبنا وثوابته.
15- نطالب بالمسارعة إلى تفعيل المصالحة بين الأطر السياسية الفلسطينية، وتحصين الموقف الداخليّ لحماية الحقوق الفلسطينيةِ الثابتة، وحشد الجهود والعمل المشترك على مواجهة مخططات الاحتلال وتحدِّيات المرحلة الراهنة.
16- نحثّ على تطوير استراتيجية فلسطينية توظِّف كلّ الخيارات الممكنة في ملاحقة الاحتلال على شتى الصعد، واستثمار الجهود المتعاظمة حول العالم في مناصرة قضيتنا العادلة. وسنواصل في هذا المقام فضح الاحتلال الإسرائيلي وكشف جرائمه وانتهاكاته، وتعزيز الخطوات المدنية لملاحقة مسؤوليه والحيلولة دون إفلاتهم من المحاسبة القانونية.
17- نذكِّر بالمسؤولية التاريخية لأوروبا عن النكبة التي حلّت بشعبنا الفلسطيني سنة 1948، والتي ما زالت أجيال شعبنا تدفع ثمنها حتى اليوم. وإنّ الالتزامات التي تعهّدت بها الدول الأوروبية ومؤسسات الوحدة الأوروبية نحو حقوق الإنسان وحريّات الشعوب والقيم الإنسانية العالمية، تفرض عليها الامتناع عن أي شكل من أشكال الدعم أو الشراكة أو التعاون مع سلطات الاحتلال القائمة في فلسطين، بما يقتضي إلغاء كافة الاتفاقيات ذات الصِّلة دون إبطاء.
18- نحيِّي الجهود المتصاعدة في أوروبا والعالم في مساندة حقوق شعبنا الفلسطيني، واتساع الحملات والمبادرات والمواقف المناهضة للاحتلال ونظامه العنصري وسياسات العدوان والحصار التي يباشرها، ونرى في ذلك إسناداً مهمّاً لشعبنا في كفاحه العادل لاستعادة حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرّف.