العودة- دمشق - 22/08/2008
رصد مدير عام مركز العودة الفلسطيني، ماجد الزير، تحوّلات طرأت على تعامل الإعلام الغربي مع القضية الفلسطينية بعامة، دون أن يبدو ذلك ملحوظاً في ما يتعلق بحق العودة الفلسطيني رغم ما تحقق من تحريك بشأنه.
جاء ذلك في ورقة العمل التي قدمها الزير، الخميس (21/8)، في مؤتمر "آفاق في قضية اللاجئين وحق العودة في الذكرى الستين"، الذي نظّمه تجمّع العودة الفلسطيني "واجب"، بحضور قيادات فلسطينية سياسية ومجتمعية وخبراء وممثلي المنظمات الشعبية والأهلية من سورية والعالم العربي وأوروبا، ورعته الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين.
وركز الزير في ورقته التي حملت عنوان "حق العودة في الإعلام الغربي"، على الغرب الأوروبي منبِّهاً إلى أنّ "الغرب هنا ليس كتلة واحدة في تعامله مع القضايا المختلفة سواء كانت داخلية أم خارجية وفي مجالات الحياة المختلفة".
وبعد أن رصد الزير المؤثرات على الإعلام الغربي بالعموم والتي هي "كثيرة ومتنوعة، منها ما هو سياسي أو إقتصادي مالي أو ثقافي أو إجتماعي إلى كثير من الاشياء التي تؤثر فيه"؛ أعاد إلى الأذهان أنّ "السياسة الإسرائيلية والدعاية الصهيونية نجحتا في التحكم في السياسة الغربية في العقود الأولى لما بعد النكبة".
لكنّ الزير استدرك بالقول "أخذت الممارسات الإسرائلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته وأرضه في الضفة والقطاع تتراءى (في مراحل لاحقة) للعالم الغربي عبر النزر اليسير مما سمحت فيها وسائل الإعلام المتحيزة للاحتلال. وكذلك مما شاهده الزائرون الغربيون لفلسطين، حتى وصلنا إلى أوجّ التغير النسبي باندلاع انتفاضة الحجارة وتاليا إنتفاضة الأقصى بدرجة أكبر".
واستنتج الزير أنّ انتفاضة الشعب الفلسطيني وجدت "مساحة من الوعي في العقل الغربي لمراجعة سياسته، ولكن ليس بالقدر الذي يغير معادلة الإحتلال. فالميزان المختل في التعامل يبقى شاخصاً".
وقال ماجد الزير "تختلف النظرة الغربية فيما يتعلق بحق العودة عنها إذا ما قورنت بالنظرة العامة للقضية الفلسطينية والمظلومية الواقعة على الشعب الفلسطيني".
ولفت الزير الانتباه إلى أنّ "مجهود المجموعات الفلسطينية وبعض الداعمين للحق الفلسطيني بدأ يوجد نوعاً من المعرفة لدى قطاعات من الغربيين على الجانب الرسمي والشعبي بمدى أهمية حق العودة للفلسطينيين وعدم إمكانية القفز عليه".
ولاحظ الزير أنّ "الرواية الفلسطينية حاضرة بقوة وبإيجابية عالية أحياناً في الإعلام الغربي وخاصة اليساري منه"، وتابع "بالرغم من ذلك فإنّ التعامل مع حق العودة الفلسطيني من الإعلام الغربي وتطبيقاته على أرض الواقع يكاد لا يوازي أو يذكر قياساً بما ذكر عن القضية الفلسطينية في العموم".
ورصد ماجد الزير "ضعفاً فلسطينياً رسمياً واضحاً انعكس على محدودية أداء أبناء الجالية الفلسطينية في أن يستخدموا الإمكانات الفلسطينية بحدودها القصوى في التأثير على الإعلام، وتشكيل مجموعات ضغط فاعلة"، معتبراً أنّ "الحال العربي في هذا المجال ليس أفضل؛ فالسفارات العربية في الخارج تعكس حال الترهل العربي".
واعتبر الزير أنه "لعظم الأحداث التي تجري في فلسطين يضطر الإعلام الغربي إلى تسليط الضوء على كل جوانب الصراع ومنها حق العودة واللاجئين وأوضاعهم، ولا شك أن فعاليات الشعب الفلسطيني في الداخل لها نصيب الأسد من هذا التأثير"، مضيفاً أنّ "نشاط فلسطينيي 48 وفعاليتهم وانفتاحهم على العالم الغربي أوجد شيئاً من التأثير في تسليط أكبر للضوء على قضيتهم ومسألة حق العودة ايضاً".
ودعا الزير إلى "الوصول إلى توحيد أو إجماع فلسطيني حول التمسك بحق العودة وعدم التنازل عنه"، معتبراً أنّ "هذا من شأنه أن يجعل الإعلام الغربي يتعامل مع القضية محل الإجماع بإيجابية".
كما نادى الزير بأن تكون هناك "عناية فلسطينية رسمية بالجاليات الفلسطينية بالغرب الأوروبي وتشكيل أطر إعلامية والتركيز على موضوع حق العودة في التحدث مع الإعلام الغربي".