لندن 29 مارس 2017م
برعاية من البارونة جيني تونغ، أقام مركز العودة الفلسطيني ندوته الثانية لمناقشة الذكرى المئوية لوعد بلفور ومساعي الحكومة البريطانية لاحياء هذه المناسبة، وذلك مساء أمس الثلاثاء في مجلس اللوردات البريطاني، في فعالية حملت عنوان "لا للإحياء لا للاحتفال.. نعم للاعتذار" شارك فيها عدد من الأكاديميينن وأدارها اللورد "نورمان وارنر".
استهلت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع قبالة مبنى البرلمان البريطاني قبل أيام، ولتكريم ذكرى النائب الراحل "جيرالد كوفمان" المتضامن مع فلسطين، أعقبه الافتتاح بكلمة البروفسور سلمان أبو ستة المتحدث الرئيسي في الجلسة.
وقد سلط أبو ستة الضوء على نشأة المشروع الصهيوني في فلسطين والمسؤولية التاريخية لبريطانية عن ذلك عبر منح وعد بلفور وتسهيل استقدام الآلاف من المهاجرين اليهود، ومن ثم تشكّل العصابات الصهيونية وصولاً إلى تنفيذ الانسحاب الذي سبق النكبة ومهّد الطريق لارتكاب المجازر وتهجير مئات القرى الفلسطينية.
عقب ذلك، تحدث "مارك باتيسون" من "أصدقاء السبيل" وهي منظمة بريطانية تعنى برعاية الفلسطينيين من أبناء الديانة المسيحية، تحدث عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به الكنيسة البريطانية في مسألة الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
أما الدكتورة غادة الكرمي، الأكاديمية والكاتبة الفلسطينية، فقد تمحورت مشاركتها حول واقع حق العودة الفلسطيني والنتائج المستمرة لوعد بلفور على اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدة أن الترحيل الجماعي هو إرث حي لبلفور وأن المجتمع الدولي ليس لديه نوايا جادة لتغيير الوضع.
في حين قدم"ديفيد كورنين"، الصحفي والكاتب البريطاني، شرحاً موجزاً عن مضمون كتابه "ظلال بلفور.. الدعم البريطاني للصهيونية وإسرائيل" والذي يعتزم إطلاقه منتصف العام الجاري، والذي يعتبر فيه أن تأثيرات هذا الوعد كانت مدمرة على المنطقة ككل وتسببت بوقوع العديد من الحروب على مدار القرن الفائت.
واختتمت الندوة بمشاركة "ماجد الزير" رئيس مركز العودة الذي قدم شرحاً موسعاً حول مساعي المركز مع الحكومة البريطانية لتقديم الاعتذار عن 100 سنة من المعاناة التي تسبب بها وعد بلفور، وسلط الضوء، إلى جانب "سامح حبيب" مسؤول قسم العلاقات في المركز، على الهجمة الإعلامية التي قادها اللوبي الإسرائيلي ضد المركز والحملة خلال الأشهر الفائتة، ونجاح المركز في صدها وإجبار اثنتين من كبريات الصحف البريطانية على التراجع عن منشورات فاقدة للمصداقية متصلة بذلك، وختاماً تقرير لجنة التحقيق البرلمانية التي برأت البارونة تونغ من كافة الادعاءات الموجهة لها في ذات القضية.