لندن، 16 مارس 2018م
تابع مركز العودة الفلسطيني بقلق بالغ النتائج المتواضعة لمؤتمر المانحين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الذي عقد أمس الخميس 15 مارس 2018 في روما، حيث تمخض عن حشد أقل من ربع المبلغ المطلوب من قبل الوكالة.
وحيث أن التقارير الواردة تشير إلى جمع نحو 100 مليون دولار فقط من اصل 446 مليون دولار تحتاجها الوكالة لسد العجز المتراكم، فإن المركز يرى أن ذلك يعد مؤشراً خطيراً حول مستقبل الخدمات التي تقدمها الوكالة لنحو خمسة ملايين فلسطيني داخل وخارج فلسطين، والتي تعد عصب الحياة الرئيس بالنسبة إلى معظمهم خاصة في ظل استمرار الحصار على غزة والحرب في سورية إلى جانب الأوضاع المتردية في مخيمات لبنان والأردن والضفة.
كما يحذر مركز العودة الفلسطيني، ومن موقع رصده المباشر لأحوال اللاجئين الفلسطينيين، من تداعيات كارثية لأزمة نقص التمويل على حياة اللاجئين الفلسطينيين، وتأتي خطورة الأزمة من حقيقة أنها تمس الخدمات المعيشية الأساسية مثل الصحة والتعليم والإغاثة، الأمر الذي سيتسبب بتداعيات صحية واقتصادية واجتماعية تهدد حياة اللاجئين ومستقبلهم، وتزرع فتيلاً لإشعال المنطقة ككل.
ويؤكد المركز أن ضمان تمويل مستدام للوكالة الدولية هو الالتزام الدولي بحده الأدنى للحفاظ على الاستقرار والسلم في المنطقة، وأن قرار إدارة ترامب خفض التمويل ينطوي على محاولات لتسييس لدور الوكالة وتمرير أجندات تتناقض مع الدور الذي تأسست لأجله، خاصة لجهة سحب الاعتراف الدولي بالمسؤولية عن تهجير ثلثي الشعب الفلسطيني من أرضه إبان النكبة وتحويله إلى شعب لاجئ وشطب حق العودة.
إن مركز العودة الفلسطيني إذ يدعو المجتمع الدولي إلى استثمار الزخم السياسي الذي عكسه مؤتمر روما من خلال حضور ممثلين عن ٩٠ دولة، فإنه يؤكد ضرورة استقلالية الموازنة المالية للوكالة وتحييد تمويل عمل الأنروا عن الأجندة السياسية التي تتناقض مع مبادئ أساسية للأمم المتحدة وهيئاتها.