نسخة التحميل من هنا
بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس عشر
ميلانو - إيطاليا
29 نيسان/أبريل 2018م
انعقد مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس عشر في مدينة ميلانو الإيطالية يوم الأحد الموافق 29 نيسان/أبريل تحت شعار (سبعون عاما واننا لعائدون) حيث نظمته مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا مع مركز العودة الفلسطيني والتجمع الفلسطيني في إيطاليا وذلك بمشاركة آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات الذين توافدوا برا وبحرا وجوا من مختلف أرجاء القارة الأوروبية متوزعين في وفود وقوافل رمزية للعودة متضمنة هذه الحشود شخصيات عامة وممثلين عن المؤسسات والنقابات والاتحادات والهيئات والتجمعات التي تتصدر العمل الفلسطيني في القارة الأوروبية.
وقد حط مؤتمر فلسطينيي أوروبا رحاله للسنة السادسة عشرة على التوالي لينعقد المؤتمر متزامنا مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، هذا الحدث الذي مثل بداية مسيرة معاناة الشعب الفلسطيني وفاجعته التي امتدت معه على مدار سبعة عقود حملت شتى أشكال المظلومية تعرض لها هذا الشعب في مختلف أماكن تواجده ولجوئه.
وقد بحث المؤتمر في أعماله وجلساته وملتقياته وندواته وورش عمله وفعالياته المتنوعة واقع القضية الفلسطينية وأبرز مستجداتها كما ناقش آليات النهوض بمقدرات شعبنا الفلسطيني وطاقاته المتواجدة في القارة الأوروبية بمختلف شرائحه المجتمعية ومؤسساته ونقاباته ليبحث وسائل حشدها وتوظيفها في خدمة قضية شعبنا ونضالات أبنائه.
وإننا اليوم إذ نعيد التأكيد على ما ورد من قرارات سابقة للمؤتمر نحث الخطأ قدما في تنفيذ المبادرات والمشاريع التي أقرها على امتداد ستة عشر عاما من الانعقاد، فإننا نؤكد أننا خلصنا في ختام أعمال مؤتمر ميلانو هذا العام إلى المواقف والقرارات والمبادرات والمتابعات التالية:
1) نثمن تمسك شعبنا الفلسطيني في القارة الأوروبية وفي كل أماكن تواجده بحقه الراسخ في العودة إلى أرضه ودياره التي اخرج منها ونؤكد أن هذا الحق غير قابل للنقص أو الاجتزاء أو التحوير أو الالتفاف عليه وانه حق جماعي وفردي لا يسقط بالتقادم ومن حق شعبنا الفلسطيني أن يواصل نضاله المشروع والعادل بما تسمح به القوانين والشرائع الدولية حتى انتزاع هذا الحق وسائر حقوقه الأخرى مهما طال الزمن.
2) نستذكر بمرارة النكبة الفلسطينية وما شكلته من منعطف مصيري في تاريخ شعبنا حيث كونت الأساس لواحدة من أكبر وأطول الجرائم الجماعية التي تعرض لها شعب من شعوب العالم حين أرغم هذا الشعب تحت تهديد آلة القتل على هجر وطنه وأرضه لتتلوها سلسلة من التجاوزات حالت دون عودة هذا الشعب واستمرار تشريده سبعين عاما وعليه نطالب كافة الحكومات والهيئات الدولية ومنها الأوروبية بضرورة تصحيح هذا الخطأ التاريخي وعدم السكوت عن هذه المظلمة المستمرة لما راكمته وستراكمه من مظالم مستمرة إلى يومنا هذا.
3) نؤكد على التمسك بالحقوق والثوابت والمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وندعو كل دعاة العدل والتحرر في العالم للوقوف مع هذا الشعب في نضالاته ونرحب باي مشروع أو مبادرة لحل قضية شعبنا بما يضمن حق العودة وتقرير المصير والتحرر من الاحتلال وبما ينسجم مع دعوات شعبنا ويحفظ حقوقه الثابتة في أرضه التاريخية والعودة لدياره مؤكدين أن هذا الشعب عصي على أن يمرر أي مشروع يتهاون مع حقوقه وينتقص من ثوابته وهنا نوجه التحية لشعبنا الثائر المبدع والذي يقود مسيرات العودة الكبرى السلمية مواجها وضاربا بعرض الحائط كل المشاريع التي تهدف إلى تصفية قضيته وإنهاء عودته تحت مسمى (صفقة القرن) أو غيرها.
4) نعرب عن التقدير للسياسات والمواقف المبدئية المتقدمة التي تتبناها دولة إيطاليا ومؤسساتها وشعبها تجاه قضيتنا الفلسطينية ونقدر وقوفها المنسجم مع القرارات الدولية وحقوق الإنسان ومبادئ العدالة والحريات التي تنادي بها وينادي بها المجتمع الغربي ككل، كما نهنأ كدعاة للتحرر الشعب الإيطالي في ذكرى تحرره ونتطلع إلى اليوم الذي تتحرر فيه أرضنا من الاحتلال وندعو كل أحرار العالم إلى دعمنا في إنجاز ذلك.
5) نرفض القرار المجحف الذي أقدمت عليه الإدارة الأمريكية والمتعلق بمدينة القدس كما نندد بمحاولات التهويد المستمرة التي يمارسها الاحتلال بحق هذه المدينة وبحق أبناء شعبنا المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم كما نراقب عن كثب التدنيس المتواصل الذي تتعرض له المساجد والكنائس والأديرة في المدينة ونؤكد أن القدس كانت ولازالت وستظل عاصمة فلسطين التاريخية وان أي مشاريع تهدف إلى تغيير هذا الواقع هي مشاريع مكشوفة سيحطمها شعبنا الفلسطيني بصموده وبدعم من أحرار العالم ومنهم المتواجدين في القارة الأوروبية وهنا يؤكد المؤتمر انه بدا سلسلة من المراسلات الرسمية والمؤسساتية والقانونية لإبطال هذا القرار وإفشاله وسيستمر بذلك حتى تحقيق مصلحة شعبنا.
6) نرقب باهتمام شديد التجاوزات المستمرة المتمثلة بسياسات الاحتلال الاستيطانية التوسعية والعنصرية بحق أرضنا الفلسطينية وتجمعاتها السكانية عبر تطويق التجمعات الفلسطينية والمحافظة على جداره العنصري متحديا بذلك قرار محكمة العدل الدولية وكل القرارات الدولية الأخرى الصادرة التي تعتبر الجدار والمستوطنات تجاوزات غير شرعية وعليه نطالب كافة الحكومات والهيئات الأوروبية بتفعيل قراراتهم تلك ومحاسبة دولة الاحتلال، كما نثمن الدور الذي تلعبه المؤسسات الدولية عبر حملات المقاطعة التي تقوم بها وندعو لتوسيع هكذا حراك ليشمل حملات وإجراءات أخرى تنسجم في أهدافها مع الحقوق الإنسانية والقوانين الدولية الحافظة لها.
7) نتابع بانزعاج شديد الحصار المطبق على قطاع غزة على امتداد اثنتي عشرة سنة وما ترتب عن هذا الحصار من آثار هددت وما تزال تهدد شعبنا الفلسطيني هناك واننا إذ نؤمن بقدرة شعبنا على الصمود في وجه كافة المخططات الرامية لتركيعه فإننا ندعو كافة الجهات الدولية والإنسانية للتحرك الفوري بغية إنهاء هذه المأساة الممتدة وما تحمله من تجاوز لكافة القوانين والشرائع التي تحفظ حقوق الإنسان كما ندعو كافة الأطراف التي تلعب دورا في استمرار هذه المعاناة إلى ضرورة تقديم المصلحة الوطنية على أي مصلحة حزبية والتحرك السريع لإنهاء مأساة الشعب هناك وحل المشكلات التي يتعرض لها القطاع وندعو بدورنا مصر الشقيقة إلى الإسراع بفتح معبر رفح الرئة التي يتنفس منها القطاع بما يضمن تأمين مستلزمات أهلنا هناك وتوفير احتياجاتهم.
8) نوجه تحية إكبار وإجلال إلى أسرانا الأحرار في سجون الاحتلال ونؤكد أن قضيتهم ستظل في صدارة اهتمامات شعبنا الفلسطيني في أوروبا حتى نيل حريتهم وذلك عبر نقل معاناتهم والتحرك القانوني لملاحقة سجاني الاحتلال عبر المحاكم الدولية كما نطالب في هذا المجال الجهات الدولية كافة إلى تفعيل قراراتها التي تدين انتهاك حرية أسرانا باعتبارهم اسرى سياسيين ونؤكد على ضرورة تحرك تلك الحكومات ضد انتهاك حقوق الإنسان اليومي الذي يتعرض له الأسير الفلسطيني عبر الاعتقال الإداري واعتقال الأطفال والنساء والمرضى وحرمان الأسرى من ابسط حقوقهم.
9) نحيي شعبنا الفلسطيني الثابت في شتى مخيمات لجوئه المتوزعة في سوريا وعلى راسها مخيم اليرموك، هذه المخيمات التي شكلت شاهدا وذاكرة تاريخية للنكبة ومنطلقا وخزانا للثورة الفلسطينية، كما ندعو إلى ضرورة حفظ هذه المخيمات وتحييدها وضمان تدفق الإمدادات الإنسانية لقاطنيها، وفي هذا المجال نثمن جهود كافة المؤسسات الداعمة لصمود شعبنا في مخيماته والناقلة لمعاناته وعلى رأسها حملة الوفاء الأوروبية ومجموعة العمل من اجل فلسطينيي سوريا، هذه المؤسسات التي ولدت من رحم هذا المؤتمر.
10) نحيي شعبنا الفلسطيني في مختلف المخيمات المتوزعة على شتى البلدان ونحذر من أي مشروع يهدف إلى استنزاف ثبات شعبنا في هذه المخيمات من خلال تجفيف منابع الأونروا وتقليص خدماتها على طريق رفع المسؤولية الدولية تجاه هذا الشعب اللاجئ الذي يتحمل المجتمع الدولي تبعة لجوئه أصلاً.
11) نؤكد على أهمية النهوض بالعمل الوطني الفلسطيني في الخارج وضرورة إشراكه في صناعة القرار السياسي وذلك عبر مشاركته في مختلف الأطر الوطنية باعتباره جزءا لا يتجزأ من التكوين الفلسطيني كما نثمن كل الجهود الرامية إلى تحشيد طاقات شعبنا وتطويرها وعلى رأس هذه الجهود المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج والذي نتطلع أن يلعب دور أكبر في الفترة القادمة.
12) ندعو كافة الأطراف الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقسام الفلسطيني السوداء كما ندعو إلى التوافق على برنامج فلسطيني موحد يعاد فيه بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتمثل كافة أطياف الشعب الفلسطيني، وهنا نتابع بانشغال بالغ الدعوة إلى عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني ونؤكد أن هذه الدعوة غير شرعية ونحذر من مغبة انعقادها لما تحمله من ترسيخ وتوسيع لحالة الانقسام الفلسطيني واستفراد بمؤسسات العمل الوطني وإقصاء للخارج ولعدم جدوى قراراتها لانعقادها تحت مظلة الاحتلال ومراقبته.
13) نطالب كافة الدول والمنظمات والهيئات الأوروبية والدولية بالوقوف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية عند التزاماتها المبدئية المنادية بالعدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي وعليه نطالبهم بضرورة عزل الاحتلال وإنهاء كافة أشكال الدعم والتعاون المشترك معه والإسراع في فرض عقوبات عليه ومحاسبته على الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني.
14) التأمت في مؤتمرنا اليوم جملة من الملتقيات وورش العمل شملت كلا من الأطباء والمهندسين والمرأة والطفل والشباب التي ناقشت جملة من القضايا التي تهم تلك الشرائح وخرجت بجملة من التوصيات أهمها:
أ- أقررت التجمعات المهنية متابعة حملاتها الداعمة للشعب الفلسطيني في شتى أماكن تواجده وخرجوا بتفاهمات مع النقابات العربية بضرورة حماية حقوق النقابيين الفلسطينيين في البلدان العربية.
ب- ناقش تجمع الشباب الفلسطيني في أوروبا مع الشباب جملة من الخطط لدعم مسيرة الشباب الفلسطيني في الداخل وعلى راسها مسيرة العودة الكبرى إضافة لمناقشته لسبل دعم القضية الفلسطينية إعلاميا بطرق إبداعية.
ج- قررت رابطة المرأة الفلسطينية في أوروبا وضع رزنامة عمل لخلق حالات توأمة مع المؤسسات النسوية الأوروبية بما يضمن إيصال معاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة منها والمحاصرة والمرابطة في القدس.
15) التأم في المؤتمر ملتقى نقابي واسع جمع شخصيات نقابية من العالم العربي وأمريكا اللاتينية إضافة لشخصيات نقابية فلسطينية حيث ناقشوا وضع النقابيين الفلسطينيين في شتى أماكن تواجدهم وبادروا بإطلاق (إعلان ميلانو للدفاع عن النقابيين والمهنيين الفلسطينيين) وخرجوا بمقرر هذا الإعلان إلى إطلاق (الهيئة الدولية للدفاع عن النقابيين والمهنيين الفلسطينيين) والتي تحمل رؤية مؤسساتية استراتيجية من شأنها التواصل مع الدول المضيفة للاجئين بغية مطالبتهم بدعم وحماية النقابيين الفلسطينيين لديهم.
16) انعقد أثناء المؤتمر ملتقى باللغة الإيطالية جمع شخصيات إيطالية حيث توقف عند اهم الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها أبناء الشعب الإيطالي في خدمة القضية الفلسطينية ودعم أبناء شعبها.
17) ضمن سعيه الدؤوب والمنظم لمواكبة الواقع الفلسطيني ودراسته والخروج بمبادرات من شأنها توظيف الطاقات الفلسطينية في القارة الأوروبية وتدويرها في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني فقد أعلن المؤتمر خلال انعقاد أعماله عن المبادرات التالية:
أ- إيمانا بأهمية دعم قضايا شعبنا المختلفة ومنها قضية الأسرى كقضية قانونية فقد بادر المؤتمر لتأسيس (الهيئة الأوروبية من اجل حقوق الأسرى الفلسطينيين) التي ستسعى لوضع قضية الأسرى على طاولة المعنيين الأوروبيين لتشكيل ضغط على الاحتلال من خلالهم.
ب- مبادرة مؤتمر فلسطينيي أوروبا من اجل مخيمات لبنان وتهدف إلى تشخيص الواقع الفلسطيني داخل مخيمات اللجوء هناك وتوجيه حراك من قبل فلسطينيي لبنان المقيمين في أوروبا بما ينهض بواقع هذه المخيمات ويخفف معاناة شعبنا.
مؤتمر فلسطينيي أوروبا
انتهى
لتحميل نسخة من البيان الختامي ضمن صيغة بي دي إف إتبع هذا الرابط
https://prc.org.uk/upload/library/files/ePal16ConStatementAR.pdf