مركز العودة الفلسطيني يناقش الاعتداءات الإسرائيلية على مسيرات العودة داخل مجلس حقوق الإنسان

مركز العودة الفلسطيني يناقش الاعتداءات الإسرائيلية على مسيرات العودة داخل مجلس حقوق الإنسان

لندن جنيف 4 يوليو 2018م

بحضور عدد من البعثات الدولية والباحثين والأكاديميين، عقد مركز العودة الفلسطيني ندوة خاصة داخل أروقة مبنى الأمم المتحدة في جنيف لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية بحق مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة على مدار الأشهر الماضية.

واستضافت الندوة التي جرت على هامش مجلس حقوق الإنسان، عدداً من المتحدثين منهم د. رانيا المحارب باحثة قانونية في مؤسستي الحق والقانون في خدمة الإنسان، وغادة الريان الباحثة القانونية، ومحمود ظاهر مدير مكتب غزة لمنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى بيترو ستيفانيني الباحث في مركز العودة الفلسطيني.

استهلت الندوة بافتتاحية من بيترو ستيفانيني شرح خلالها الخلفيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مهدت إلى انطلاق فكرة مسيرات العودة، مؤكداً أن السياق ينبع من حقيقتين رئيسيتين لا خلاف حولهما، أولاهما أن اللاجئون الفلسطينيون متمسكون بحقهم في العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948م، وثانيهما الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 11 عاماً وما ترافق معه من محاولات توظيف بهدف تمرير حلول سياسية منقوصة للقضية الفلسطينية.

بدورها، استعرضت غادة الريان عدداً من الشهادات التي تم توثيقها والتي تؤكد استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للأعيرة النارية المتفجرة والغازات السامة خلال اعتداءها على المظاهرات السلمية على حدود القطاع.

وأوضحت الريان أن استخدام هذا النوع من الأسلحة لا يترك خيارات كثيرة للمصابين أو للأطقم الطبية، فمعظم الحالات تنتهي إلى إعاقات دائمة أو بتر للأطراف، ذلك أنها تتسبب بتهتك كبير في العظام والشرايين والأوردة الدموية، مؤكدةً أن استخدام هذه الذخيرة هنا يعد خرقاً لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وعبر وصلة فيديو من داخل غزة، تحدث محمود ظاهر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية هناك عن الواقع الصحي للقطاع، موضحاً أنه يختبر حالة تدهور مستمر منذ بداية الحصار قبل 11 عاماً، وأن واقعاً صحياً بهذا الشكل سابق لاندلاع أحداث مسيرات العودة لم يكن مهيأ لمزيد من الضغط، خاصة مع تداخل الأسباب السياسية والاقتصادية، مدللاً أن قرابة نصف الحالات التي يلزم استكمال علاجها في الخارج لا تتمكن من مغادرة القطاع. ودعا ضاهر إلى تحرك عاجل على المستوى الدولي لتلافي وقوع كارثة صحية.

أما رانيا المحارب، فقد خصصت كلمتها للحديث عن الاستهداف المتعمد للطواقم الطبية خلال مسيرات العودة، حيث أكدت أن هذا الاستهداف يحمل صفات مشتركة ويأخذ شكلاً منظّماً، واستدلت بشهادات ميدانية تم جمعها من عدد من الفرق الطبية التي تعرضت لأشكال مختلفة من الاستهداف الإسرائيلي، أكد بعضهم أن الاستهداف تم على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي لا يشكل أي خطر على الجنود، وفي حالات أخرى عمد الجنود الإسرائيليون إلى استهداف الطواقم الطبية وتأخير وصول الإسعاف لهم عبر فرض جدار ناري حولهم.

واختتمت محارب كلمتها باستعراض إحصائيات وأرقام أظهرت وقوع نحو 245 هجمة على الطواقم الطبية على الأقل منذ نهاية مارس حتى الآن، ونحو 40 اعتداء على الإسعاف، فضلاً عن قتل اثنين على الأقل هما الشهيدين موسى أبو حسنين ورزان النجار.

جدير بالذكر أن الندوة حضرها عدد من ممثلي البعثات الدولية والباحثين والمهتمين، وتأتي استمراراً لجهود حثيثة ومستمرة يبذلها المركز في الأمم المتحدة والبرلمان البريطاني والأوساط السياسية المختلفة لفضح الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق مسيرات العودة والتضليل الإعلامي للوصول إلى وضع حد لهذه الممارسات وضمان المحاسبة والمساءلة الدولية لدولة الاحتلال.

 

مزيد من الصور:

رابط مختصر : http://bit.ly/2A5jHQs