لندن - 11 ديسمبر 2018م
نشر مركز العودة الفلسطيني في لندن، صبيحة الذكرى السبعين لقرار الأمم المتحدة رقم 194، تقريراً جديداً بعنوان "أصوات العودة.. توثيق القمع الإسرائيلي لمسيرات العودة"، وهو تقرير مبني على شهادات سلّمها المركز مؤخراً إلى لجنة التحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية بحق متظاهري مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة بتكليف من مجلس حقوق الإنسان.
ويسلط التقرير الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية ضد مسيرات العودة في غزة، ولا سيما في 14 مايو الماضي، عندما قتل الجيش الإسرائيلي 52 فلسطينيا، فيما أصيب أكثر من 2400 فلسطينيا في يوم واحد.
وأكدت الشهادات والمعلومات التي تم جمعها مركز العودة في التقرير، إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على المتظاهرين العزل، والمارة، والصحفيين والعاملين في المجال الطبي، على بعد 100-400 متر تقريباً من السياج؛ ما يعدّ شكلاً من القتل خارج إطار القانون.
وأظهرت الأدلة والشهادات الأولية، أن أياً من الضحايا الفلسطينيين المشمولين في التقرير، لم يشكلوا خطراً على القوات الإسرائيلية، على الجانب الآخر من السياج- آنذاك.
وفي التقرير، أجرى مركز العودة الفلسطيني، مقابلة مع صحفييْن، أصيبا برصاص القوات الإسرائيلية، في ساقيهما، بينما كانا يرتديان سترة مكتوب عليها "صحفي".
وأفاد خليل، أحد الصحفيين، إنه "أصيب أعلى الفخذ الأيسر، بينما كان يقف على بعد حوالي 200 متر من السياج، وأثناء التقاط صورة سيلفي"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عليه من الخلف لأنه لم يكن يواجه الحاجز الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل.
وقالت الصحفية الأخرى، وتدعى دعاء، إنها أصيبت برصاص قناص إسرائيلي بينما كانت تصوّر مسعفين يعالجون أحد المتظاهرين عقب إصابته.
وكشف التقرير، أن الصحفيين أصيبا بنوع خاص من الرصاص، والذي يتمدد ويتكثف داخل الجسم؛ ما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي، كان يهدف لإلحاق أقصى ضرر، للمشاركين في المظاهرات السلمية، صحفيين وغيرهم.
يشار إلى أن منظمة العفو الدولية، أكدت استخدام إسرائيل لبنادق قنص M24- أمريكية الصنع- والتي تستخدم فيها ذخيرة الصيد بحجم 7.62 ملي، والتي لها تأثيرات التمدد؛ ما يتوافق مع روايات الضحايا في التقرير.
وفي نفس السياق، أكدت جهاد، فلسطينية في العشرينات من عمرها، أنها كانت تقف في شارع جكر - طريق موازٍ للسياج الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل- وعلى بعد حوالي 100 متر من الحاجز، وأصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي في ساقها اليسرى أسفل الركبة.
وأشارت جهاد، إلى أنها أصيبت أكثر من مرة في يدها اليمنى وكتفها، برشقة من طلقات رصاصية يبدو أنها استهدفت الطاقم الطبي الذي كان يعالجها.
وأجرى مركز العودة، مقابلة مع الطفل مهند، الذي فقد ساقه خلال مشاركة سلمية في المظاهرات؛ جراء استهدافه من قوات الجيش الإسرائيلي؛ بسبب رفع العلم الفلسطيني في إحدى مسيرات العودة.
وأصيب مهند، برصاص الصيد، الذي أطلقته قوات الجيش الإسرائيلي؛ خلال الاطمئنان على أحد زملائه؛ ما تسبب في بتر ساقه، بحسب روايته.
أما عادل مالك، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عاماً، أكد أنه أُصيب برصاص القوات الإسرائيلية بينما كان يقف على مسافة 300 متر من السياج بالقرب من مخيم عودة للاجئين، شرق جباليا، موضحاً: "دخلت الرصاصة من أذني وخرجت من رأسي".
وقال شاب فلسطيني آخر، يدعى عوني، أحد ضحايا رصاص الصيد الإسرائيلي، الذي تسبب في تفتيت عظم ساقه: "أردنا أن نضغط من أجل رفع الحصار وإزالة المعابر الحدودية.. أردنا ببساطة أن نعيش حياة طبيعية".
يأتي تقرير مركز العودة لغرض جمع شهادات ومعلومات من المشاركين في مسيرة العودة الكبرى السلمية، توضح دوافعهم وأهدافهم من المظاهرات ووضعها بين يدي الجهات الحقوقية والدولية.
ويتزامن هذا التقرير مع الذكرة السبعين لصدور القرار 194 للأمم المتحدة، والذي وبرغم صدوره منذ عام 1948 والتأكيد عليه عشرات المرات بعد ذلك، ما تزال السلطات ووسائل الإعلام الإسرائيلية تصوّر المتظاهرين الفلسطينيين السلميين على أنهم "متسللين" أو "معتدين على حدودها" وتمنعهم من حق العودة وتتعامى عن حقيقة أصل هذه "الحدود".