14 مارس 2019م
عقد مركز العودة الفلسطيني بالتعاون مع مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية ندوة لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في الشمال السوري، وذلك داخل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وعلى هامش دورة انعقاده الأربعين.
واستضافت الندوة، يوم الأربعاء 13 آذار/ مارس 2019م، عدداً من المختصين والأكاديميين للإضاءة على جوانب مختلفة من القضية محور النقاش.
في مستهل الجلسة تحدثت الدكتورة آنا عرفان، المؤرخة للشرق الأوسط الحديث، والمتخصصة في الأونروا ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والمحاضرة في جامعة ساوس في لندن في ورقتها عن المدخل التاريخي والقانوني لقضية اللاجئين الفلسطينيين في سورية قبل وبعد العام 2011م، كما تطرقت إلى الأوضاع العامة للاجئين الفلسطينيين المهجرين خارج سورية، ودور وكالة الأونروا ومفوضية اللاجئين في التعاطي معهم في مختلف أنحاء العالم.
بدوره قدم المدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أحمد حسين، ورقة تفصيلية ركزت على أوضاع الفلسطينيين المهجرين إلى الشمال السوري وتحديداً في مخيم دير بلوط، حيث يقبع نحو 1400 لاجئ منذ قرابة عام كامل في ظروف سيئة للغاية.
وشرح حسين حالة القلق التي تعتري آلاف الفلسطينيين إزاء المصير المجهول الذي ينتظرهم، داعياً الأطراف ذات الصلة وعلى رأسها الأونروا والحكومة التركية إلى العمل الجاد على تقديم الحماية الجسدية والقانونية لضمان سلامتهم وتقديم الدعم الذي يتناسب مع حجم المأساة التي يرزحون تحتها، ولفت إلى أن امتناع الأنروا عن تقديم خدماتها لمهجري الشمال كان له ضرر مضاعف حيث تمتنع مفوضية اللاجئين عن التعامل معهم بحجة عدم الولاية.
ونوه حسين إلى أن المركز قد تواصل مع وكالة الأونروا لتوضيح الموقف الرسمي من هذه القضية ولكن لم يتم الحصول على رد.
في ختام الندوة قدم إبراهيم العلي رئيس قسم الأبحاث في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، وممثلها في تركيا، كلمة مرئية تحدث فيها عن دور وكالة الأونروا في ظل الأزمة والتعديلات التي طالت برامج المساعدات الإنسانية مؤخراً.
وقدم العلي مجموعة من المقترحات والتوصيات لتحسين أوضاع الفلسطينيين في سورية والمناطق الأخرى، وتوسيع عملها ليشمل اللاجئين الفلسطينيين في مناطق لجوئهم الجديد، مبرزاً أهم النتائج التي توصلت إليها المجموعة في تقريرها الأخير المبني على نتائج استطلاع إلكتروني واسع النطاق حول أداء الأونروا في القطاعات الأساسية (التعليم، الصحة، والإغاثة).
وشدد رئيس قسم الأبحاث في المجموعة على أن الواقع المأساوي الذي يمر به اللاجئون يوجب على المجتمع الدولي مضاعفة التمويل اللازم لاستمرار الأونروا تقديم خدماتها للاجئين، والعمل على تحسين أدائها وتطوير وسائلها لتصل إلى حجم الأزمات التي طالت مجتمعاتهم.
الندوة التي أدارها الباحث في مركز العودة جمال أبو عيشة، تخللها عرض مقاطع فيديو وشهادات ميدانية جمعتها مجموعة العمل من فلسطينيي مخيم دير بلوط.
وتأتي هذه الندوة بالتزامن مع مناقشة مجلس حقوق الإنسان للبند الرابع من جدول أعماله والمخصص للقضايا الطارئة التي تهم المجلس، وكان المركز قد قدم يوم أمس مداخلتين شفهيتين حول مخيم دير بلوط والفلسطينيون في تايلند، وتستمر هذه الفعاليات لمدة أسبوع آخر.