جنيف، 3 يوليو 2019م

قدّم مركز العودة الفلسطيني مداخلتين شفهيتين، خلال جلستيْ استماع بمجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف، حول حالة حقوق الإنسان بسوريا، واستعرض فيهما المركز واقع اللاجئين الفلسطينيين هناك.

وانعقدت جلستا الاجتماع يوميْ الثلاثاء والأربعاء من هذا الأسبوع، تحت البند الرابع من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان، ضمن أعمال الدورة الـ41 للمجلس، والتي بدأت يوم 24 يونيو الماضي وتستمر حتى 12 يوليو الحالي.

وفي مداخلته الأولى، مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، بمشاركة وحضور رئيس اللجنة باولو بينهيرو وأعضاء اللجنة كارن أبو زيد وهاني مجالي، استعرض مركز العودة واقع الفلسطينيات اللاجئات في سوريا، حيث تعرضن لأبشع الانتهاكات الموثقة.

وقال مركز العودة إنه مع استمرار الحرب الدموية في سوريا، فإن مئات المدنيين فقدوا أطفالهم وأقاربهم وبقي آخرون بدون مأوى، في حين وجد آخرون أنفسهم خلف السجون بعد إلقاء القبض عليهم.

واستند المركز في مداخلته إلى إحصائية صدرت حديثًا عن "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" ومقرها لندن، والتي تفيد بأن قرابة 500 فلسطينية فقدن حياتهن، نتيجة لحوادث مرتبطة بالحرب في سوريا.

وذكرت الإحصائية أن هذا الرقم هو من ضمن قرابة 4 آلاف لاجئ فلسطيني موثق لقوا مصرعهم في سوريا منذ 2011م.

ووثقت الإحصائية أيضًا اختفاء 109 نساء وفتيات فلسطينيات في سجون الحكومة السورية، بينما تعرضت العشرات إلى التعذيب حتى الموت.

وتابع أنه في هذه اللحظة بالذات، تكافح مئات النساء الفلسطينيات من أجل البقاء على قيد الحياة في شمال سوريا، حيث اضطررن إلى الإقامة مع أطفالهن في خيام سيئة التجهيز، محذرًا في الوقت ذاته من نقص المؤن والأدوية والموارد المختلفة.

وفي نهاية مداخلته الأولى، شدد مركز العودة، على ضرورة اتخاذ خطوات جدية فورية لإنقاذ النساء الفلسطينيات "قبل فوات الأوان"، مؤكداً ضرورة بذل الجهود الدولية من أجل الضغط على السلطات السورية للكشف عن مصير النساء المختفيات قسرًا، والدفع نحو إجراء محاكمات عادلة للمعتقلات داخل السجون.

كما أوصى بضمان منح النساء الحماية النفسية والجسدية اللاتي يحتجن إليها بشكل عاجل، على النحو المنصوص عليه بموجب القانون الدولي الإنساني.

وفي مداخلته الثانية، خلال جلسة النقاش العام بمجلس حقوق الإنسان، تطرق مركز العودة إلى واقع فلسطينيي سوريا وآخر الإحصاءات، مشيراً إلى تعرض هؤلاء اللاجئين إلى انتهاكات جسيمة خلال سنوات الحرب في سوريا من قتل واعتقال وهدم مخيمات بأكملها وحصار أخرى.

ووثقت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" نحو 4 آلاف ضحية فلسطيني وقرابة 1800 معتقل حتى الآن في سجون الحكومة السورية.

وعلّق مركز العودة على هذه الإحصائية بالقول: "إننا نعتقد أن العدد الحقيقي أكبر".

وعرّج المركز على أحوال 350 عائلة من الفلسطينيين في الشمال السوري، واصفًا أوضاعهم المعيشية بالقاسية في مخيمات مؤقتة، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، منبهًا إلى أن العديد من العائلات تقوم على إعالتها امرأة فقط، بعد أن فقدت المعيل خلال الحرب بسوريا.

وأضاف أن هؤلاء يعانون من نقص حاد في البنية التحتية وفي المساعدات الإغاثية، ومن انتشار البطالة وقلة المساعدات الإغاثية، فضلًا عن الوضع الأمني المتردي.

وبناء على ما سبق، دعا مركز العودة مجلس حقوق الإنسان إلى اتخاذ كافة الأسباب التي من شأنها الضغط على الأطراف المعنية بما فيها الحكومة السورية للسماح للنازحين الفلسطينيين بعودة آمنة إلى مساكنهم، والطلب من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تسليم مساعداتها في تلك المنطقة، وضمان الحماية الجسدية والقانونية للاجئين في الفلسطينيين سوريا والإفصاح عن مصير كافة المعتقلين.

يشار إلى أنه خلال أعمال الدورة الـ41 لمجلس حقوق الإنسان، التي بدأت يوم 24 يونيو الماضي وتستمر حتى 12 يوليو الحالي، سيقدم المركز عددًا من المشاركات بما في ذلك ندوة خاصة تعقد الأسبوع القادم حول وكالة "أونروا".

يمكن المشاهدة من هنا: https://youtu.be/_gab_FpoliY