صورة أرشيفية
لندن، 15 مايو 2020م
تمر نكبة الشعب الفلسطيني في ذكراها الـ72 هذا العام، ولا تزال تبعاتها الكارثية تلاحق أجيالًا من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم في كافة أماكن تواجدهم، في ظل سعي أمريكي وإسرائيلي محموم لتصفية وكالة الأونروا، أحد الشواهد الرئيسية على جريمة اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
مآسي كثيرة ومتجددة عاشها ويعيشها ملايين اللاجئين في مخيمات اللجوء طوال سنوات النزوح، ليس آخرها حالة القلق الأممية على أوضاعهم الصحية جراء تفشي وباء كورونا، في ظل استحالة تطبيق قاعدة المسافة الاجتماعية بالمخيمات المكتظة لتجنب العدوى بالإصابة، وما أعقب ذلك من أزمات اقتصادية خانقة طالت عشرات الآلاف الأسر اللاجئة بسبب القيود التي فرضها الوباء.
ويأتي هذا وسط غياب أية مساعدات إغاثية ملموسة يمكن أن تقدم لهم من الجهات الدولية وعلى وجه الخصوص وكالة الأونروا جراء الأزمة المالية التي تعاني منها منذ عام 2018 بعد أن أوقفت الولايات المتحدة مخصصاتها المالية المقدمة لها.
إن ذكرى النكبة تمر هذا العام وشبح موجة نزوح جديدة تلاحق آلاف الفلسطينيين على أراضيهم بالضفة الغربية والقدس، إذ تنوي إسرائيل ضم أراض فلسطينية خلال الأسابيع القادمة تطبيقا لوعود الرئيس الأمريكي والتي جاءت فيما تعرف بـ"صفقة القرن"، والتي حددت 3 خيارات مجحفة لحل قضية اللاجئين تصب جميعها في خانة شطب وتصفية قضيتهم.
في والمقابل، فإن رفض الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وقواه الحية لما ورد في بنود صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدليل قاطع على رفض تحويل قضية الفلسطينيين إلى "إنسانية" وإنما هي قضية شعب يبحث عن الحرية والكرامة عبر تمسكه بحقوقه العادلة والمشروعة وفي المقدمة منها حق العودة.
وبهذه المناسبة، يؤكد مركز العودة الفلسطيني رفضه لكل محاولات الانتقاص من حقوق اللاجئين الفلسطينيين والتي كفلتها وأكدت عليها قرارات الشرعية الدولية، وفي المقدمة منها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 المتعلق بحق العودة، ويشدد أيضًا على رفض كل ما يحاك من مؤامرات أمريكية وإسرائيلية لإنهاء عمل وكالة الأونروا إلى حين العودة إلى أرض الآباء والأجداد.
وبهذا السياق، ينوه مركز العودة إلى ضرورة استمرار الأمم المتحدة ووكالة الأونروا في تحمل مسؤولياتهم الكاملة تجاه اللاجئين وتوفير الخدمات الأساسية لهم، والعمل على إيجاد مصادر تمويل جديدة لتمويل الأونروا للاستمرار في خدمة اللاجئين.
في الختام، يحث مركز العودة الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين على الاستمرار في تقديم خدماتها لهم وتجنيبهم ويلات العنصرية التي ظهرت خلال وباء كورونا في بعض المناطق، وإفساح المجال أمامهم للعمل دون عقبات حتى يمكنهم تحقيق مبدأ الحياة الكريمة ولو بالحد الأدنى.