انطلاق "أسبوع العودة" من لندن.. متحدثون يدعون إلى تشكيل رأي عام لإثارة حق العودة

انطلاق

 

لندن 7 ديسمبر 2020

أطلق مركز العودة الفلسطيني في مدينة لندن يوم الإثنين فعاليات "أسبوع العودة السنوي الأول"، بجلسة أولى، أثار خلالها متحدثون حق العودة للاجئين الفلسطينيين غير القابل للتصرف وأهمية وكالة الأونروا كشاهد رئيس حيْ على مأساتهم المتواصلة منذ عقود طويلة.

واستضافت الجلسة الأولى التي ستعقبها أربع جلسات أخرى على مدار أسبوع، كلا من: نورا عريقات -باحثة قانونية فلسطينية أمريكية في مجال حقوق الإنسان، إيمان جودة -أول نائب مسلمة من أصل فلسطيني في مجلس نواب كولورادو الأمريكية، جنى جهاد -ناشطة فلسطينية شابة وصحفية هاوية، رشيد خالدي -مؤرخ فلسطيني أمريكي، ميكو بيليد -ناشط يدعو إلى العمل لإنهاء الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، غادة الكرمي -طبيبة وأكاديمية وكاتبة فلسطينية بارزة.

وافتتحت الباحثة عريقات مداخلتها بالتعبير عن فخرها بأنها جزء من الجهود الدولية لتعزيز حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.

واستحضرت عريقات فترة الانتداب البريطاني على فلسطين ووعد بلفور عام 1917، الذي تكفل بإقامة وطن قومي لليهود دون اعتبار للسكان الفلسطينيين الأصليين وحقهم في تقرير المصير.

وقالت إن محنة اللاجئين الفلسطينيين ليست إنسانية فحسب، بل هي سياسية في جوهرها، بما في ذلك الحق في إنشاء دولة مستقلة وممارسة حرياتهم الشخصية التي يكفلها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأشارت إلى المعركة التي تخوضها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وأزمة وقف التمويل التي تواجهها الوكالة، والتي قالت إنها جزء من المحاولات الإسرائيلية لإنكار وضع اللاجئين الفلسطينيين.

وأضافت عريقات: "إذا رحلت الأونروا، فسيذهب اللاجئون الفلسطينيون بعيدا".

وتابعت: "أريد أن أؤكد أن عودة اللاجئين يجب أن تكون بداية لنضالنا التحريري وليس نهايته. نحن لسنا فقط نكافح من أجل أنفسنا بل أيضًا من أجل مستقبل أفضل للجميع".

عنصرية واضطهاد

من جانبها، تطرقت النائب جودة في كلمتها خلال الجلسة التي أدارها شبير لقحة من "تحالف أوقفوا الحرب"، إلى الإجراءات العنصرية وحالة الاضطهاد التي يعيشها الفلسطينيون يوميا في الأراضي المحتلة بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي منذ النكبة الفلسطينية وإلى اليوم، مشددة على ضرورة استحضار تاريخ نكبة العام 1948 وما حدث للفلسطينيين حتى يبقى الجيل الجديد من اللاجئين على وعي كامل بكل ما حدث آنذاك في سبيل الحفاظ على حق العودة.

وأشارت النائب جودة إلى أنها دائما ما تثير في المحافل السياسية الأمريكية مسألة انتهاك حقوق الإنسان والاعتقالات والممارسات التضييقية على الفلسطينيين، وحرمانهم الكثير منهم من زيارة مدنهم الأصلية التي هجروا منها.

وأكدت أنها من موقعها الانتخابي الجديد ستثير تلك القضايا بشكل أكبر حتى منح الفلسطينيين الحق في الحرية والعدالة كباقي شعوب العالم.

توعية الجيل الجديد

واتفقت الناشطة الفلسطينية جنى جهاد مع النائب جودة، على أهمية توعية الأجيال الجديدة بقضية العودة، حتى يبقى هذا الحق في صدارة قضاياهم الوطنية وأن لا يتم تغييه مع مرور الأيام.

وبينت جهاد، في مداخلة لها خلال الجلسة، أهمية سرد ما حصل لأجدادهم وما عانوه ويلات التشرد واللجوء في كافة المناطق بعدما كانوا يعيشون في مدنهم وقراهم بأمن وسلام قبل أن تطردهم العصابات الصهيونية منها.

وأشارت إلى قيامها بكثير من الحملات الوطنية التي تستهدف الجيل الرابع من اللاجئين، محاولة التركيز من خلالها على قصص من معاناة اللاجئين وافتقادهم إلى منازلهم وقراهم المهجرة، مشيرة إلى أن فصول النكبة لا زالت مستمرة إلى اليوم عبر طرد الفلسطينيين من أراضيهم وتدمير منازلهم بالضفة الغربية والقدس.

هجمات إسرائيلية

بدوره، أكد الناشط بيليد أهمية هذا الحدث الذي يعقده مركز العودة الفلسطيني، من حيث مضمونه وتوقيته، لافتا إلى أن حق العودة يواجه هجمات إسرائيلية في كل المناطق والاتجاهات لدفعه إلى الخلف في محاولة لشطبه وإلغائه من أذهان الفلسطينيين.

ولفت الانتباه إلى أن الإسرائيليين هم من خلقوا مشكلة اللاجئين في العام 1948 بينما لا تزال دولتهم وإلى اليوم تواصل سرقة أراضي وممتلكات الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية، التي كانت نابضة بالحياة قبل النكبة وزعم الإسرائيلون أنهم وجدوها صحراء قاحلة وأسسوا دولتهم عليها.

وشدد بيلد على أن كل من يهتم بالعدالة والمساواة والحرية يقع على عاتقه يجب الدفاع عن حق الفلسطينيين في العودة والتعويض المناسب، جازما أن مطالبة الفلسطينيين بحق العودة لم يخفت مع مرور السنوات.

توظيف الطاقات

أما الكاتبة الفلسطينية الكرمي، فقد تحدثت في مداخلتها بإيجاز عن الظروف التي ساهمت في نشأة الأونروا في العام 1948، كمنظمة فريدة تبقى شاهدة على محنة اللاجئين، وشددت في الوقت ذاته على ضرورة أن يبني الفلسطينيون تصوراتهم المستقبلية على وضع لا تكون فيه الأونروا مستقبلا، وذلك ارتباطا بانتهاء أزمة اللجوء وعودة اللاجئين إلى ديارهم وبالتالي انتفاء الحاجة لتلك الوكالة الأممية.

وقالت "إننا نحتاج إلى إيجاد طريقة لتحقيق العودة وذلك بتوظيف الأفكار والطاقات حول كيفية عودة اللاجئين، ورأت أن الخطوة الأولى تكون للناس الذين يعيشون تحت الحكم الاسرائيلي العنصري من خلال المطالبة بمنحهم حقوق متساوية تنهي التمييز بحقهم، ثم بعد ذلك يمكن إنشاء دولة ديمقراطية في فلسطين التاريخية تجمع كل من في داخلها من إسرائيليين وفلسطينيين ويقررون عبر برلمان منتخب حقوقهم ومنها على وجه التأكيد حق العودة للاجئين في الخارج.

قاعدة قانونية

من جانبه، أشار المؤرخ خالدي إلى أن الكثير من الحلول طرحت لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين أبرزها القرار الأممي 194 والذي كفل حق العودة والتعويض لكل من طرد من منزله، مشددا على وجوب أن يكون هذا أهم قاعدة قانونية لحل المشكلة بطريقة منصفة وعادلة.

وأشار إلى أمر قانوني آخر وهو أن اللاجئين الفلسطينيين وأنسالهم لديهم حق الإقامة في بيوت أجدادهم كسكان أصلييين متى أرادوا ذلك، وأن لديهم الحق في حق تقرير المصير وأن يعيشوا في دولتهم كأي شعب آخر في العالم، وقد أكدت قرارات الأمم المتحدة ومن قبلها عصبة الأمم على ذلك.

ونبه خالدي إلى أنه لن يكون هناك حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية مالم تحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، مشددا على وجوب تشكيل حالة ضغط على المشرعين في دول العالم للاعتراف بهذا الحق المكفول للفلسطينيين والضغط على إسرائيل في سبيل إجبارها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة باللاجئين.

يشار إلى أن أسبوع العودة سينطلق بشكل سنوي، تزامنا مع الذكرى السنوية لصدور قرار الأمم المتحدة رقم 194، الذي ينص على حق العودة للفلسطينيين مع التعويض الكامل لهم.

وتنعقد مساء اليوم الثلاثاء ندوة ثانية تشارك فيها كل: حنان الحروب -معلمة فلسطينية فازت بجائزة المعلم العالمية، الناشط أحمد أبو رتيمة -صاحب فكرة مسيرات العودة بقطاع غزة، أصالة سيارة -أخصائية اجتماعية وناشطة في مجال العدالة الاجتماعية، لورينا موسى -رئيسة الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين في تشيلي، أسامة شاهين -لاجئ فلسطيني من سوريا يعمل كمهندس في المملكة المتحدة، لينا أبو جريدة -لاجئة فلسطينية في الأردن فازت بالعديد من الجوائز الدولية في صناعة الأفلام والكتابة والفن، أمينة الأشقر-لاجئة وصحفية فلسطينية مقيمة في لبنان، أنس راضي من مؤسسة الشباب الفلسطيني في بريطانيا- أوليف

رابط مختصر : http://bit.ly/2JKHooE