الجلسة الثالثة لـ"أسبوع العودة".. مواهب تسخّر إبداعاتها في خدمة القضية الفلسطينية

الجلسة الثالثة لـ

لندن 9 ديسمبر 2020

احتضنت الجلسة الثالثة من "أسبوع العودة" السنوي الأول المنعقد في لندن، متضامنا إيطاليا شهيرا، ومواهب إبداعية شبابية فلسطينية من أماكن مختلفة، أجمعوا في مداخلاتهم على أهمية توظيف الأعمال الفنية في بيان مظلومية الإنسان الفلسطيني ومعاناته المتواصلة منذ عقود بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

وحملت الجلسة عنوان "مواهب لأجل العودة" وأدارتها فرح قطينة من مركز العودة الفلسطيني ومؤسِّسة مشروع مفتاح 48.

تطهير عرقي

المداخلة الأولى كانت للشيف روبيو -طاه مستقل وغير تقليدي ومصور ومخرج يتمتع بشعبية كبيرة في إيطاليا ناشط منذ زمن طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري.

وهاجم الشيف روبيو انتهاكات إسرائيل المتواصلة لحقوق الإنسان متهما إياها بممارسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين منذ 72 عاما.

وشدد في مداخلته على وجوب "أن يغضب" الجميع لوقف هذه الانتهاكات، وأكد أنه لا يحق لإسرائيل أي تمنع شخص من العودة والسفر إلى بلده وقتما شاء، واصفا الفلسطينيين بأنهم شعب مثقف بدرجة عالية.

ولفت إلى أنه وكرسالة احتجاج منه على محاربة المحتوى الرقمي الذي يقدمه دعما لفلسطين، فقد ألغى منذ عام تقريبا حساباته ونشاطاته على منصتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"أنستغرام"، حيث كان يتابعه الكثير من الناس.

وقال: "أردتُ أن أتخلى عن هذه الحسابات لأن القضية الفلسطينية أهم بكثير من هؤلاء المتابعين الذين لدي"، مضيفا أن "نجاحي وشهرتي لا فائدة منهما إن كان هناك أشخاص آخرين في الحياة ليس لديهم الحرية".

أهمية الرسائل الفنية

المداخلة الثانية كانت لملاك مطر وهي فنانة من غزة ترسم وجوه تعبيرية قوية وشخصيات وتصميمات شبه مجردة، شارحة أنها بدأت الرسم لأول مرة في سن 13 عامًا، أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في عام2014.

وقالت مطر والتي تقيم حاليا في تركيا، إنها خلال فترة الحرب التي دامت لـ51 يوما، شعرت بالحاجة الملحة للتخلص من كل خوفها وقلقها فبدأت بالرسم باستخدام أدوات فنية من مدرستها وألوان مائية أساسية على الورق مما فتح لها عالماً ومساحة خاصة من التعبير عن الذات.

وبمجرد انتهاء تلك الحرب التي خلفت مئات الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، قررت أن تطور عملها الفني وسعت من وراء ذلك إلى نشر المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي حتى يسمع العالم عن الظلم الواقع على السكان بغزة حيث يفتقد الناس للخدمات الأساسية، كما تقول.

وأفادت أن هذه الأعمال والتي وصلت إلى أكثر من 300 لوحة، أخذت صدى واسعا، حيث شاركت في 70 معرضا فنيا في أكثر من دولة، استثمرتها في الحديث عن حق العودة للفلسطينيين وسرد قصص من المآسي والنزوح للأجداد الفلسطينيين.

وأكدت أن الفلسطينيين من حقهم كباقي كل شعب طرد من أراضيه أن يعود إليها، مشددة على أهمية الرسائل الفنية في إيصال المعاناة الفلسطينية لكثير من الناس في الخارج حيث لا يعرفون عن القضية الفلسطينية شيئا، مضيفة أن "وجودنا كفلسطينيين في الفضاء العام هو بحد ذاته مقاومة".

توثيق للأجيال القادمة

وتوافق معها في الرأي إبراهيم غنيم وهو فنان فلسطيني ومغني راب احترف موسيقى الراب منذ عام 2005 مشيرا إلى أن الموسيقى بحد ذاتها مهمة لأجل فلسطين وعودة أهلها.

وغنيم لاجئ فلسطيني ولد في الجزائر ونشأ في مخيم اللاجئين في لبنان ويتنقل حاليا بين أكثر من دولة، وقد أنتج أكثر من 130 أغنية، من أبرزها أداءه أغنية راب بـ"الأسلوب الحر للكتابة" من قلب مسيرات العودة التي انطلقت في 2018، وقد لاقت تلك الأغنية صدا واسعا وأبرزت اعتداءات الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين.

ويشدد غنيم في مداخلته على الحاجة لتوثيق مثل هكذا عمل وطني حتى يبقى في ذاكرة الأيام للأجيال الفلسطينية القادمة لتبقى محافظة على حقها في العودة كما هم أسلافهم في الوقت الحالي.

مصدر إلهام

أما الناشطة والفنانة الفلسطينية المقيمة في النمسا "إزرا" فقد أبدت تقديرها لـ"أسبوع العودة" والذي قالت إنه يربطها بفلسطين التي نشأت وترعرت بعيدا عنها حيث تبلغ الآن 28 عاما "وهذا بحد ذاته مصدر إلهام لها".

وشددت على أن دعم حق العودة للفلسطينيين ليس مجرد رسالة فقط وإنما أمر "يسري في دمائي"، مضيفة أنها ستناضل "حتى النفس الأخير" حتى تراه يتحقق.

واستثمرت الفنانة "إزرا" مشاركتها في الجلسة وألقصت قصيدة شعرية وأغنية قصيرة دعما لفلسطين وحرية أهلها.

حقوق مفقودة

من جانبها، تحدثت ميسون زايد -ممثلة وكوميدية وكاتبة ومدافعة عن الإعاقة، وتقيم في إريزنا، عن واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها تخصص كثير من وقتها للحديث عن الطلاب في فلسطين ذوي الإعاقات الذين ليس لديهم القدرة على الوصول للتعليم المجاني.

وأضافت زايد التي حصلت على جائزة واحدة من 100 امرأة لعام 2015 من قبل قناة BBC، أن الفلسطينيين ليس لديهم حقوق متساوية وكل يوم يعيشون في نكبة، مشددا على وجوب أن "يتذكر العالم أننا موجودون وسنعود إلى قرانا التي هي موجودة إلى اليوم".

ريادة الأعمال

بينما تحدث مروان عبد الحميد ناشط فلسطيني شاب ورائد أعمال اجتماعي وصانع محتوى ومغني راب، عن أهمية أنسنة الفلسطينين من خلال الأعمال الفنية وإيصالها للغرب "فالكثيرون لا يعرفون شيئا عن واقع الفلسطينيين".

وأشار عبد الحميد والذي اشتهر بأغنيته الشهيرة “Jerusalem Freestyle”، إلى أن أعماله الموسيقية دائما ما تحاول الربط بين الفلسطينيين في الشتات وداخل الوطن، مضيفا أنه يريد أن يضع فلسطين على الخارطة وأن يظهر وجه الفلسطينيين الإنساني، لأنهم في كثير من وسائل الإعلام "لا يقدمون على أساس أنهم بشر".

وشدد عبد الحميد والذي تدور أعماله حول التمكين الاقتصادي للمجتمعات المحرومة من خلال ربط المغتربين برواد الأعمال في وطنهم الأم، على ضرورة توظيف موارد الفلسطينيين في الشتات بقوة لدعم أشقائهم داخل الأراضي المحتلة, من خلال دعم أعمال الريادة والتمكين.

وقال ما هو مهم أن نمكن بعضنا البعض كفلسطينيين وحينما نفكر بهذه الطريقة نكتشف القوة التي لدينا، مؤكدا أن فلسطين ليست مكان جغرافي ولكنها أمة عالمية لملايين الناس حول العالم".

يشار إلى أن جلسة اليوم الرابع من "أسبوع العودة"، تستضيف مساء اليوم الخميس الدكتور سلمان أبو ستة-المؤرخ والباحث الفلسطيني البارز ومن أبرز المدافعين عن حق العودة.

رابط مختصر : http://bit.ly/3m4Wh2h