لندن 19 مارس 2021
حذّر مركز العودة الفلسطيني، خلال مداخلة بمجلس حقوق الإنسان، من مخطط إسرائيلي لعزل تجمعات سكانية فلسطينية كبرى في القدس المحتلة، بهدف ترجيح كفة الصراع الديمغرافي في المدينة لصالح المستوطنين اليهود.
ولفت مركز العودة انتباه ممثلي الدول الأعضاء في المجلس التابع للأمم المتحدة إلى سعى سلطات الاحتلال لعزل نحو 140 ألف مواطن فلسطيني عن مدينة القدس المحتلة وإخراجهم خارج جدار الفصل العنصري، عبر مشاريع مختلفة يجري تنفيذها في المدينة.
وبيّن أن المخططات الإسرائيلية تقضي بعزل تجمعات جنوب وشرق القدس عن المدينة، أسوة بتجربة عزل مخيم شعفاط للاجئين بجدار الفصل العنصري.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تخطط لتقليص الوجود الديمغرافي الفلسطيني في القدس بشطريها الشرقي والغربي إلى أقل من 12٪ من سكان المدينة بحلول عام 2050، حيث تبلغ 38٪ في الوقت الحالي.
إذ أنها تبحث عن مخارج قانونية للتخلص من هؤلاء الفلسطينيين بهدوء، تزامنا مع فرضها معادلة اقتصادية قاسية على الفلسطينيين تدفعهم إلى الرحيل عن المدينة عبر قيود تفرضها على التجار وسط أزمة كورونا.
واستند مركز العودة إلى معطيات سابقة لمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، والتي تفيد بهدم سلطات الاحتلال حوالي 1097 منزلاً في القدس الشرقية منذ عام 2004، فيما هدم المقدسيون حوالي 235 منزلاً في نفس الفترة لتجنب الغرامات الباهظة التي فرضتها السلطات.
وأسفرت عمليات الهدم تلك إلى تهجير 3579 مقدسيًا بعد هدم منازلهم خلال الفترة ذاتها.
وبهذا السياق، دعا مركز العودة الفلسطيني المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى الضغط على إسرائيل لوقف جميع عمليات هدم منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم على الفور.
كذلك حث المجتمع الدولي على دفعها إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
يشار إلى أن مداخلة مركز العودة في لندن جاءت خلال مناقشة البند السابع على هامش أعمال الدورة الـ46 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
سبقها 3 مداخلات منفصلة ألقاها المركز خلال أعمال الدورة ذاتها، وركزت على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والنازحين الفلسطينيين في الشمال السوري، واعتقال إسرائيل للفلسطينيين على خلفية تواصلهم مع أقاربهم وأصدقائهم بالخارج.