لندن، 29 أكتوبر 2021
تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر تشرين الثاني من كل عام، وهو مناسبة لها دلالاتها المعنوية المهمة للشعب الفلسطيني، الذي لا زال يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي ويواصل نضاله منذ عقود لتحقيق تطلعاته المشروعة بالحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير.
تأتي الذكرى السنوية ولا زالت مشكلة الشعب الفلسطيني على حالها، بل تزداد مأساوية، إذ يعيش الفلسطينيون في داخل الأراضي المحتلة في نكبة أخرى، عبر تصعيد سلطات الاحتلال من عمليات هدم بيوتهم وتهجيرهم منها وترويعهم ومصادرة ممتلكاتهم وأراضيهم وتقييد تحركاتهم وتقطيع أوصال مدنهم وقراهم لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية والقدس.
أيضا يقترب الحصار الإسرائيلي المفروض على سكان قطاع غزة ومعظمهم من اللاجئين، من دخول عامه السادس عشر، وسط ارتفاع مستويات الفقر والبطالة بينهم إلى نسب مهولة، مع تقييد سفرهم براً وبحراً وجواً، علاوة على تكرار الحروب والاعتداءات الحربية عليهم بين حين وآخر، مما تسبب في قتل آلاف المدنيين العزل وزرع اليأس والإحباط في صفوف قطاعات كبيرة من السكان مع غياب حلٍ جذري ينهي معاناتهم.
وبالتوازي مع ذلك، تستمر محنة اللجوء لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات المنافي والشتات خارج وطنهم جيلا بعد جيل، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية كارثية باتت ملموسة على نطاق واسع أصبحت معها توفير أدنى مقومات الحياة مهمة شاقة، في ظل أزمة مالية طاحنة تعيشها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وبينما يشكل اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة لتكثيف وتوسيع حملات التضامن والمساندة للشعب الفلسطيني، فإن مركز العودة يلفت الانتباه إلى أن مئات الشخصيات والمؤسسات والشركات من حول العالم، باتت تتعرض لحملات تحريض وتضييق وتشويه من جانب اللوبيات الداعمة لإسرائيل، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك بسبب دعوتها إلى مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها حتى تمتثل لقرارات الشرعية الدولية التي تتمرد عليها دون حسيب أو رقيب.
إن مركز العودة يغتنم مناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني للتجديد بدعوة أطلقها سابقا للمجتمع الدولي بوجوب أن لا يقصر فعالياته مع الشعب الفلسطيني على خطابات وشعارات روتينية ومكررة، بل يجب العمل على ترجمة هذا التضامن إلى خطوات عملية وملموسة والضغط على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، لتعزيز أوضاع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وشدد على أنه قد حان الوقت لدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، وإنفاذ حق العودة للاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها عام 1948م، وتعويضهم بمقتضى القرار الأممي 194.
يشار إلى أن مركز العودة يستعد لإطلاق فعاليات أسبوع العودة السنوي الثاني، في الفترة ما بين 2 إلى 12 ديسمبر كانون أول القادم، والذي يركز على بيان عدالة القضية الفلسطينية من خلال استضافة متحدثين بارزين وشخصيات مؤثرة من حول العالم عبر مداخلات ترتكز على للتعبئة من أجل التوعية بحق العودة لأكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين داخل وخارج الوطن.
ويتخلل الأسبوع معرض فني يقيمه مركز العودة في مدينة لندن بالتعاون مع P21 Gallery في الفترة من 2 إلى 12 ديسمبر على مدار 10 أيام.