لندن، 7 ديسمبر 2021
سلّط ناشطون وأكاديميون الضوء على نضال الشعب الفلسطيني المترابط مع جهود سكان الشعوب الأصلية من حول العالم المتعلق بمقاومة سياسات التطهير العرقي واسترداد مواردهم المنهوبة منهم بالقوة العسكرية.
جاء ذلك في أثناء انعقاد الندوة الثانية بعنوان "النضال المترابط: فلسطين والعالم"، ضمن فعاليات أسبوع العودة السنوي الثاني، الذي ينظمه مركز العودة الفلسطيني في لندن.
وقارنت ريبيكا مايلز-المديرة التنفيذية لمنظمة "نيز بيرس ترايب" الدولية، والتي تهتم بشؤون السكان الأصليين، أوجه التشابه بين نضال الفلسطينيين وسكان أمريكا الأصليين للحصول على حقوقهم ومواردهم المسلوبة منهم.
وأشارت مايلز إلى أن ما حدث ولازال للفلسطينيين من نهب مواردهم ومصادر مياههم وحرمانهم من التنعم بها، قد حصل للسكان الأصليين في جنوب أمريكا قديما، مضيفة أن الفلسطينيين يواجهون حربا عنصرية تستهدف مقدراتهم.
وشددت مايلز خلال الندوة التي أدارها، شبير لكها-ناشط سياسي من منظمة أوقفوا الحرب العالمية، على وجوب دعم حق الفلسطينيين الطبيعي في العودة إلى أراضيهم والعيش فيها والاستفادة من خيراتها.
لمزيد من التفاصيل حول أسبوع العودة الثاني أنقر هنا
https://prc.org.uk/ar/event/ReturnWeek
تطهير عرقي
وأكد كي بريتسكر-صحفي وناشط اشتراكي وعضو نشط في حزب الاشتراكية والتحرير، أن نظام الفصل العنصري يحدث يوميا في فلسطين، حيث يتعرض السكان للقتل والضرب والإهانة.
ولفت الانتباه إلى أن أرض فلسطين احتلت من قبل قوات أوروبية وتم إجلاء الفلسطينيين منها منها عبر سياسة التطهير العرقي، وهو تقريبا مشابه لتاريخ الولايات المتحدة في استيلائها على الأراضي من السكان الأصليين، كما قال.
وأشار بريتسكر إلى أن إسرائيل تحاول السيطرة على الشعب الفلسطيني من خلال الاحتلال العسكري وإقامة الجدار الفاصل بالضفة الغربية وشن الحروب بقطاع غزة، لكن الفلسطينيين يفضلون الموت دفاعا عن حقوقهم على أن يتنازلوا عنها.
وأضاف أن فلسطين تمثل القضية النابضة لكل إنسان لديه قضية ويدافع عنها ويطالب بحقوقه.
ونبه بريتسكر إلى أهمية الربط بين ما يجري في فلسطين وغيرها من مناطق في العالم في سبيل الحصول على حياة خالية من الإهانة والاحتلال.
أهمية التضامن
وقالت تارا هوسكا-محامية حقوقية مدافعة عن السكان الأصليين مقيمة في الولايات المتحدة، إن إسرائيل بعد تأسيسها فوق الأرض الفلسطينية عملت على مسح خبرات الشعب الفلسطيني الأصلي رغم أنه وطنهم.
وأضافت هوسكا: ما يحصل في فلسطين بمثابة تحطيم للمدن وتهجير للسكان واستمرار في تضخيم أعداد اللاجئين حول العالم، مشيرة إلى أن فلسطين تعكس قضايا أخرى كثيرة في العالم مشابهة لمعاناة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
وأكدت حق الفلسطينيين في الدفاع عن أراضيهم ووقف سرقة ممتلكاتهم، مشددة على أهمية التضامن مع الفلسطينيين وأثره الكبير في نفوسهم خصوصا من هم تحت الاحتلال.
استعمار عنيف
ولفت البروفيسور مارك عياش أستاذ علم الاجتماع ومؤلف كتاب “تأويلات العنف” ويقوم حاليًا بتأليف كتاب عن السيادة الاستعمارية الاستيطانية في الأراضي المحتلة، إلى أهمية الأرض في النضال الفلسطيني، كما هي مهمة في كل قضايا نضال السكان الأصليين ضد الاستيلاء عليها.
وقال عياش، إن الاستعمار الاستيطاني عنيف ومعتدي ومجرم يقتل الناس ويأخذ أراضيهم بالقوة.
وأضاف أن إسرائيل تجد سهولة في تنفيذ سياساتها الاستعمارية كونها تجد دعما من القوى الغربية التي لا تريد أن ترى فلسطين محررة لأن ذلك يشكل خطرا عليها، وفق تقديره.
يشار إلى أن الندوة أدارها الناشط السياسي شبير لكها من منظمة أوقفوا الحرب، وكان من المقرر أن تستضيف أيضا آرييل جولد-خبيرة السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، لكن تعذر مشاركتها.
لمزيد من التفاصيل حول أسبوع العودة الثاني أنقر هنا