لندن، 8 ديسمبر 2021
عقد مركز العودة الفلسطيني في لندن، الندوة الثالثة من فعاليات "أسبوع العودة السنوي الثاني"، أبرزت في أثنائها ناشطات أهمية تعزيز حق العودة في نفوس الأجيال الفلسطينية المتعاقبة حتى يبقى قائما وصولا إلى تحقيقه.
وسردت الناشطات خلال الندوة بعنوان: "حق العودة والأجيال التي ستعود"، قصصا من واقع الجيل الأول للنكبة الفلسطينية (الأجداد) حول ظروف حياتهم قبل العام 1948، وكيف أن الاحتلال الإسرائيلي أفقدهم حياتهم الهانئة في ديارهم وحولهم بين ليلة وضحاها إلى لاجئين في كافة أصقاع الأرض يعيشون في مخيمات سيئة التجهيز.
نكبة ممتدة
ونبهت جنى تميمي المعروفة أيضًا باسم جنى جهاد-ناشطة فلسطينية شابة وصحفية هاوية، منحتها عدة وسائل إعلامية لقب "أصغر صحفية في فلسطين"، إلى أن الجيل الثالث من الفلسطينيين لازالوا يعيشون في تداعيات وآثار النكبة الممتدة.
وبينت خلال الندوة الندوة التي أدارتها بتول سبيتي-طالبة جامعية وناشطة في مجال حقوق الإنسان مقيمة في المملكة المتحدة، أن الفلسطينيين في المخيمات في داخل الأراضي المحتلة لا تبعد عن ديارهم الأصلية عنهم سوى أميال معدودة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل إلى اليوم منعهم من تحقيق هذا الحلم.
وأضافت تميمي أن الفلسطينيين يعيشون في مناطق متفرقة مفصولة عن بعضها البعض داخل فلسطين، بينما لا زال الاحتلال غير القانوني يهدم بيوتهم ويصادر أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني.
وأشارت إلى أسمته التهجير الصامت الذي يمارس ضد فلسطينيي الضفة الغربية من خلال عدم السماح لهم بالبناء في مناطق محددة في قراهم، مضيفة أن إسرائيل ترغب بطرد كل الفلسطينين من أرضهم.
وفي المقابل، شددت تميمي على أن الجيل الفلسطيني الجديد ترعرع على استخدام الوسائل الجديدة للنضال ويبدو ذلك في تحديهم لسياسات الاحتلال ومقاومة مخططاته الاستعمارية.
وأضافت: "نحن الجيل الذي سيحارب لأجل كل شبر من أرضنا وحقوقنا، ولا نتخيل فلسطين من دون يعود كل لاجئ إليها".
لمزيد من التفاصيل حول أسبوع العودة الثاني أنقر هنا
https://prc.org.uk/ar/event/ReturnWeek
نقطة تحول
واستعرضت مريم عفيفي-ناشطة وموسيقية فلسطينية عضو في أوركسترا فلسطين للشباب، بدايات نشأة الحركة الصهيونية والغرض منها بإنشاء دولة يهودية في فلسطين والتي شكلت نقطة تحول في معاناة الفلسطينيين الممتدة إلى اليوم.
وأضافت أن فلسطين واجهت مشروعا استيطانيا استعماريا تمثل في طرد السكان الأصليين منها وتحويلهم على لاجئين.
وبينت عفيفي أن المشروع الصهيوني بدأ كمشروع أوروبي ما زال مدعوما من قبل معظم الدول الأوروبية، مضيفة أنه من أجل تحقيق العودة يجب الضغط على تلك الدول الأوروبية للتخلى عن دعم هذا المشروع.
وأشارت إلى أن قضية اللاجئين هي أكبر قضية لم تحل في العالم وهذا عامل رئيسي في ازدياد أعداد اللاجئين، لافتة الانتباه إلى حلم الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين غير مستعمرة تجمع كل اللاجئين.
وشددت عفيفي على أن حق العودة ستستمر المطالبة به ما دام الكيان الاستعماري الاستيطاني مستمرا.
ظروف قاسية
وأبرزت إيناس غنام-ناشطة فلسطينية مديرة مشروع برنامج "لسنا أرقام"، جوانب عديدة من معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، خصوصا في قطاع غزة الذي تقطنه غالبية من اللاجئين الفلسطينيين.
وقالت إن اللاجئين يتعرضون لأنواع كثيرة من الظلم وعيشون في ظروف قاسية جدا بفعل سياسات الاحتلال المتمثلة بالحروب والحصار الذي يحرمهم من حق السفر إلى الخارج.
وتابعت غنام: "نحن الجيل الذي يقع على عاتقه نقل معاناة أجدادنا وشحذ الهمم لنستمر بالتشبث بأراضينا، وأن ننقل الرسالة إلى الجيل الذي سيعيدنا إلى أوطاننا".
مطلب وحيد
بينما شددت نيردين كسواني-ناشطة فلسطينية من القدس مقيمة في مدينة نيويورك، على أهمية المحافظة على الرواية المنقولة من كبار السن حول أحداث النكبة إلى أن تحقق لهم العدالة التي غابت عنهم لعقود.
ونبهت كسواني إلى أن إسرائيل أدركت في السنوات الأخيرة قوة التضامن الخارجي مع الفلسطينيين، لذلك بدأت بمنع المتضامنين من الدخول إلى فلسطين وكذلك الفلسطينيين في الخارج تحت حجج أمنية واهية.
وعلى أهمية التضامن الدولي لكن كسواني أكدت أنه "سيبقى بلا قيمة طالما لم يدعم حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم".
وأضافت أن الفلسطينيين لديهم مطلب واحد وهو العودة والذي يجعل العالم أكثر عدالة.
وتابعت كسواني: "أظهرنا لعقود أن الاستعمار لا يمكن أن يُخضع إرادة شعبنا، وبالتالي لن يمنعنا أحد من نيل حقوقنا والعودة إلى أراضينا".
لمشاهدة هذه الندوة عبر قناتنا على يوتيوب انقر هنا
لمزيد من التفاصيل حول أسبوع العودة الثاني أنقر هنا