لندن-مركز العودة
يشهد مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية تصاعدًا مقلقًا في العدوان الحربي الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي. هذه الهجمات المروعة أدت إلى تهجير ما يقرب من 4000 فلسطيني قسرا من منازلهم، حيث لجأ كثير منهم إلى المساجد والمدارس كملاذ آمن، بينما يعاني نحو 13000 شخص آخر من حصار خانق داخل المخيم.
تزامنّا مع ذلك، تشهد المنازل والبنية التحتية في المخيم تدميرًا وهدمًا واسعًا جراء الغارات الجوية وعمليات التجريف التي تقوم بها الجرافات العسكرية الإسرائيلية، ضمن خطوات استباقية تهدف على ما يبدو إلى منع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم أو إبقائهم في أماكن أخرى خارج المخيم لفترات طويلة. يتألف سكان المخيم بشكل رئيسي من لاجئين نازحين من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل والقرى المحيطة، التي احتُلت خلال النكبة في عام 1948.
إن ما يحدث في مخيم جنين يعكس بشكل واضح استمرار الظلم والاضطهاد الذي يعانيه الشعب الفلسطيني تحت سياسة الحكومة الإسرائيلية الفاشية، التي تستهدف تهجير الفلسطينيين وتوسيع نطاق الاحتلال لأراضيهم ومنازلهم، ويزيد التصعيد المستمر من المخاوف من استمرار سياسة الترحيل والتطهير العرقي الصامت وهدم منازل الفلسطينيين.
إن ما يجري اليوم في مخيم جنين يذكِّرنا بالنكبات التي عانى منها الشعب الفلسطيني في الماضي، كالنكبة الأولى في عام 1948 وأحداث اجتياح عام 2002. والمثير للانتباه هو دعم بعض الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لهذا العدوان العسكري في جنين، وهو تناقض واضح مع مواقفهم المؤيدة لحقوق دولة أوكرانيا في صد ورفض التدخل العسكري الروسي على أراضيها، مما يبرز الازدواجية والنفاق في سياسات هذه الدول المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني في هذه الأوقات.
نؤكد أن العملية العسكرية في جنين تجري في أراضٍ محتلة بموجب القانون الدولي، وحسب القوانين الدولية، يحق للسكان الفلسطينيين مقاومة الاحتلال الذي يعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
لذا، ندعو في مركز العودة الفلسطيني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل الفوري لحماية الفلسطينيين ووقف سياسة تهجيرهم في مخيم جنين، وضمان حقهم في العيش الكريم والأمن والسلام.