عقد مركز العودة الفلسطيني في لندن مساء الاثنين 1آذار/مارس 2010 لقاء في البرلمان البريطاني بالتنسيق مع أصدقاء فلسطين في حزب العمال البريطاني والحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة. حيث ناقش اللقاء الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة عقب زيارة الوفد البرلماني الأخير للقطاع المحاصر.
حضر اللقاء أعضاء الوفد البرلماني الذي زار قطاع غزة مؤخرا بحضور رئيس الوفد السير جيرالد كوفمان وكل من أعضاء البرلمان بوب مارشال اندروز وجيرمي كوروبن و مارتن لنتنون وريتشارد هويت بالإضافة للبارونة جيني وتونغ واللورد نظير أحمد.
مثل مركز العودة الفلسطيني مديرها العام السيد ماجد الزير ورئيس الحملة الأوربية لرفع الحصار عن غزة الدكتور عرفات ماضي حيث تحدث المجتمعون عن الأوضاع الإنسانية والسياسية وسبل إيجاد حل للوضع الراهن خاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين.
افتتح السير جيرالد كوفمان رئيس الوفد اللقاء بكلمة حمل فيها المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مسئولية الحصار على غزة وطالبهم برفع الحصار بشكل فوري وعاجل حيث قال عند حديثه عن أوضاع قطاع غزة هو عقاب جماعي وطالب المجتمع الدولي وما أسماها ديمقراطية الغرب بالتدخل الفوري لوضع حد لما يجري في القطاع تحت سمع ونظر العالم بأسره.
وصرح كوفمان بأن "الوضع في غزة مأساوي وأسواُ مما توقعت. لقد كان مرعباُ رؤية حجم الدمار المخيف والهائل هناك. أطفال غزة يعانون الأمرين جراء الظلم وغياب العدل والإنسانية."
وتحدث عضو البرلمان بوب اندروز عن تجربته الشخصية والتي اعتبرها غير اعتيادية والأكثر تميزا في حياته مشيراُ إلى تلك الرحلة إلى قطاع غزة بصحبة الوفد البرلماني الذي ضم أكثر من 60 عضوا من برلمانات أوروبا وبريطانيا.
وأشار أندروز إلى معاناة الفلسطينيين في غزة قائلاُ "سوف لن يسعفك شيء إن رأيت أو سمعت الذي حدث في غزة."
بدورها ألقت البارونة جيني تونغ كلمة مؤثرة حيث تحدثت عن الوضع الصحي الكارثي في قطاع غزة وأبرز التحديات والمشاكل الموجودة هناك من خلال ما شاهدته في زيارتها بصحبة الوفد. كما تطرقت إلى موضوع أطفال غزة والضغط النفسي والخوف الذي يعيشونه بشكل مستمر بالاضافة الى سوء التغذية جراء إجراءات الاحتلال القمعية. أما عضو الوفد البرلماني اللورد نظير أحمد فقد وجه نقداُ لاذعاُ لسياسات الدول العربية والأوربية تجاه الشرق الأوسط خاصة قضية فلسطين، حيث تطرق إلى الانتخابات الفلسطينية التي جرت عام 2006 وكيف أن تلك الدول لم تحترم النتائج على حد قوله.
ووجه نقداُ شديد اللهجة للحكومة البريطانية التي اعتبر موقفها شدة في التناقض حيث تبحث عن ما يسمى الديمقراطية في أفغانستان والعراق بينما تهمل نتائج الانتخابات الديمقراطية التي جرت في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي لم تأتي عبر السلاح أو الدبابات أوالحرب.
كم تحدث عضو البرلمان البريطاني جيرمي كوربون عن تجربته الشخصية أثناء زيارة غزة وقال"شعرت بالغضب والإحباط لسوء الأوضاع الإنسانية في غزة. الوضع في تلك المنطقة أكثر من كارثي وعلينا التحرك قبل فوات الأوان."
أما مركز العودة فكان له كلمة ألقاها المدير عام للمركز السيد ماجد الزير ركز فيها على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي وخاصة غزة حيث قدم شرحا تفصيلا عن الأوضاع الإنسانية في القطاع خاصة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين حيث قصفت اسرائيل كل المنشآت بما فيها مدراس الاونروا ذات الحصانة.
وعقب الزير بالقول "لم تكن غزة الأولى ولن تكن الأخيرة. إن ما حدث ويحدث في غزة هو استمرار لنهج الطرد والتهجير والقتل الذي تمارسه إسرائيل منذ عقود خلت حيث بدأت النكبة بدون أي مقدمات ولا صواريخ تطلقها حماس وبدأت قبل ظهور منظمة التحرير...أنها حرب أبادية ممنهجة تشنها إسرائيل كالعادة."
وتطرق الدكتور عرفات الى مساهمة الحملة الأوروبية لرفع الحصار ودورها في تخفيف المعاناة الانسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة المحاصر واصفاُ ما يجري بأنه كارثة من صنع الإنسان. وطالب ماضي المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإنهاء معاناة مليون ونصف من المدنيين في قطاع غزة
ومن الجدير بالذكر أن الوفد الذي توجه إلى قطاع غزة كان الأكبر وتألف من أكثر من 60 نائبا من 12 دولة أوروبية، بينهم 17 نائبا في البرلمان الأوروبي، وهدفت الزيارة إلى الوقوف على الأوضاع المأساوية لأهالي القطاع بعد عام من شن إسرائيل حربها عليه ونظم الرحلة كل من مركز العودة الفلسطيني والحملة الاوروبية لرفع الحصار عن غزة